هل سيرحل أردوغان؟ وماذا وراء استقالة شمخاني؟
أردوغان باقٍ في تركيا، بينما تم تحنيط شمخاني في إيران، التي لم تجد فرصة لإرسال تعليمات جديدة لحزب الله في لبنان، فيما تشهد المنطقة إنجازات وتغييرات بينها وصول أول عربية إلى الفضاء.. في دقيقتين مع حسينة أوشان
هَلْ سيرحل أردوغان؟
بعدَ أنْ خلطَ السياسيَ بالديني، ليبيعَ للأتراكِ العربةَ التي ستقودُهُ إلى ولايةٍ جديدة... الجوابُ بالطبعِ: كلا...
مواصِلًا تعميقَ العلاقاتِ بروسيا والصين، معَ الحِفاظِ على علاقاتٍ براغماتيةٍ بالغرب.
أردوغان سيبقى، لتبقى تركيا، دولةً مُتأرجِحةً جيوسياسيا، وحليفًا غيرَ موثوقٍ به، لجميعِ الأطراف.
هذا عن العالَم، أما عنا، فعلاقاتُنا به، تسيرُ إيجابًا ونحوَ الأحسن، كما يقولُ أردوغان نفسُه، بآخِرِ ظُهورٍ لهُ في "سي إن إن".
2
ماذا وراءَ رحيلِ شمخاني؟
أهمُ أخبارِ إيران، في الأيامِ الأخيرة، تعلقتْ بإبعادِ رجُلِ النظامِ القوي، الأدميرال علي شمخاني، مِنْ منصبهِ المُهمِ والحساس، وهوَ أمينُ عامِ المجلسِ الأعلى للأمنِ القومي، بعبارةٍ أخرى، تم إبعادهُ عنِ التأثيرِ بالقرارِ الرسمي، وتحنيطهُ في منصبينِ شكليَيْن.
هذا هوَ ظاهِرُ الخبر... أما المخفيُ مِنهُ فيقولُ إنَ شمخاني العابرَ للطيف السياسي في بلاده كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس محمد خاتمي (المحسوبِ على ما يعرف بالإصلاحيين في ايران ) ، و أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي في عهد روحاني ، واستمر في هذا المنصب في ظل الرئيس الحالي ، إبراهيم رئيسي ، المحسوبِ على ما يعرف بالمحافظين ) .. وفي هذا السياق، تجدر الاشارة ان رئيسي قام بترقية أعضاء الحرس الثوري الإيراني في جميع صفوفه. يعني اللي يجي يجيب جماعته و شمخاني لم يكن كذلك بالمعنى الحرفي للكلمة ما استدعى رحيله.
مِنْ جوانبِ الإقالةِ الخفيةِ الأخرى، قرارُ إعدامِ أحدِ نوابهِ السابقين، مُتهَمًا بالتجسُسِ وتسريبِ معلوماتٍ حساسة، إلى بريطانيا، قيلَ حينَها إنَ التسريبات، تسببتْ باغتيالِ عُلماءَ أساسين، في البرنامجِ النوويِ الإيراني.
معهدُ دراساتِ دِولِ الخليجِ العربيةِ في واشنطن، تحدثَ في
مارس الماضي- عنِ الجدلِ بشأنِ دَورِ شمخاني، في المُصالحةِ الإيرانيةِ السُعودية، أي أنَ المبادرةَ ونتائجَها، لم تكن نتيجةَ عملِ عملَ وزارةِ الخارجية، وهوَ ما عُدَّ تهميشًا لجناحٍ سياسيٍ قوي، هو وزارةُ الخارجية.
النُقطةُ الخفيةُ الأخيرة، وهيَ مُهِمةٌ جداً، أنَ بديلَ شمخاني المقبول مِنَ الغرب، شخصٌ مشمولٌ بعقوباتِ الأممِ المُتحدةِ والولاياتِ المُتحدة، ما يعني رسالةً بالخطِ العريض، أوصلَها ما يعرف بالمُحافظينَ الإيرانيين، عنِ النمطِ الذي ستكونُ عليهِ عَلاقةُ بلادهِم بالغرب وانهم يتطلعون إلى بكين وموسكو باعتبارهما شريان الحياة في المستقبل لإيران.
وجب التنويه : شخصيًا لا أعتقدُ أنَ هناكَ خلافًا او فرقا بينَ أجنحةِ إيران السياسية، بل توزيعُ أدوارٍ بينَ فريقَيْن، يهشُهُما الوليُ الفقيةُ بعصاه، إلى حيثُ يريدُ ويُقرِر...!
3
مُناوراتٌ لحِزبِ الله... فلِمَنِ الرِّسالة؟
مِنَ المعروف، أنَ القاعدةَ لدى حِزبِ اللهِ اللبناني هي الخفاء، والاستثناءُ هوَ العلَن.
وحينَ يحدثُ العكس، فإنَ هناكَ رسائلَ تتطايرُ يمينُا وشمالا، وليسَ على المُتضررينَ سوى الشكوى لله، لأنَهُ ليستْ هناكَ دولةٌ يشتكونَ لها، ولا هُم يحزنون...!
مُناسبةُ هذا الاستِهلال، مُناوراتُ حِزبِ الله، الأحد الماضي، التي ذهبَ فيها للعلنِ إلى آخرِه، حينَ دعا الإعلامَ المحليَ والأجنبيَ لحضورها، ما دفعَ المُتابعينَ -ونحنُ مِنهم- إلى التساؤل: لماذا يُقدِّمُ معلوماتٍ لإسرائيل، عنْ تسليحهِ بالمجان؟
مواقعُ إسرائيلية، توقفتْ عِند حَملِ أحدِ هؤلاء، لرشاشٍ مُضادٍ للطائراتِ المُسيَّـرة، مُتسائلةً إذا كانَ ظهورُهُ يعني خَشيةَ الحِزب، مِنْ مُحاولاتٍ لاغتيالِ قادتهِ بالمُسيَّـرات.
رئيسُ حِزبِ القواتِ اللبنانية، سمير جعجع، وصفَها بالرسالةِ الواضِحة، للمُجتمعَيْنِ المحليِ والدَولي، تقول: "مهما حاولتُم فلنْ نسمحَ بقيامِ دولةٍ في لبنان".
ورسالةٌ إلى كلِّ مَنْ يهتم، مهما تغيرتِ السياساتُ في المِنطَقة، فإنَ الوضعَ في لبنان، يراوحُ في المحلِ ذاتِه.
يبدو أنَ هناكَ رسالة، لمْ يُرسلْها أو يتسلَّمْها أحد، تقولُ إنَ إيرانَ مشغولة، ولمْ تجِدْ فَرصةً لإرسالِ تعليماتٍ جديدة...!
4
هَلْ وصولُ امرأةٍ عربيةٍ إلى الفضاءِ يُعَدُ إنجازا؟
آخِرُ تعليقاتِ هذهِ الجولة، سيكونُ على خبرِ يُثيرُ البهجةَ في النفس، وهوَ أمرٌ نادِر، في زحمةِ الأخبارِ التي تأتينا عنِ الحُروبِ والصِراعات.
الخبرُ المقصود، هوَ ظهورُ أولِ رائدةِ فضاءِ سُعودية.
فهلْ يُعَدُ وصولُ امراةٍ عربيةٍ إلى الفضاءِ إنجازا؟
السؤال، أجابَ عنهُ عالِمُ الفضاءِ الأمريكيُ المِصري، مِنْ وكالةِ ناسا، عِصام حَجي، الذي قال:
كباحثِ فضاء، مُنذُ خَمسةٍ وعِشْرينَ عامًا، أقولُ نعم، وحتى تتأكد... جرِّبْ أنْ تكونَ امرأة، أو عالِمَ فضاء، لتعرفَ أنَ كليهِما مُحاطٌ بكمٍ مِنَ الخُرافات، حينَها فقط، ستدركُ إنجازَ ريانة برناوي، كأولِ رائدةِ فضاءٍ عربية، تصلُ إلى المحطةِ المدارية... بهذهِ الشهادة... أختمُ وأقولُ لكم: إلى المُلتقى.