هل زودت طهران موسكو بالمسيرات مقابل دعم روسيا لتصنيع سلاح نووي إيراني؟
تقرير أميركي: إيران تريد دعماً من روسيا لتعزيز برنامجها النووي.

السياق
في ظل تقارب يوصف بالحذر بين روسيا وإيران، واتفاق نووي "غير وشيك" أشار تقرير أمريكي إلى أن طهران تسعى إلى الحصول على مساعدة موسكو لتعزيز برنامجها للتسلح النووي.
التقرير الذي نشرته شبكة سي إن إن، نقلًا عن مصادر استخباراتية أمريكية، رجح أن إيران طلبت من روسيا مساعدتها في الحصول على مواد نووية إضافية، لتصنيع الوقود النووي المهم في تشغيل المفاعلات النووية، ويختصر المدة التي تحتاجها إيران لتقليص "زمن الاختراق" وإنتاج السلاح المدمر.
التقرير أكد أن طهران طلبت مساعدة موسكو لأسباب، بينها الاعتقاد السائد بين كبار المسؤولين الإيرانيين، بأن الاتفاق النووي لن يتم إحياؤه و إذا أبرم بالفعل فإنه لن يدوم طويلًا.
تعامل بحزم
بينما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول كبير -طلب عدم نشر اسمه- بالإدارة الأمريكية، قوله إن الصفقات الجانبية بين إيران وروسيا "قوَّضت الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وستمثل مصدر قلق بالغ وتقلل احتمالات العودة للاتفاق".
من جانبها أكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون -في تصريحها لـ "سي إن إن"- أن الولايات المتحدة ستتعامل بحزم في مواجهة أي تعاون روسي إيراني، يتعارض مع الأهداف المتعلقة بمنع الانتشار النووي، قائلة: "نعمل مع شركاء من أجل كشف العلاقات بين إيران وروسيا ومحاسبتهما".
مقايضة
يأتي ذلك وسط تساؤلات عن "مقايضة واضحة" بين دعم إيران لروسيا في حربها على أوكرانيا بالمسيرات وسعي طهران إلى الحصول على مساعدة موسكو في تصنيع سلاح نووي.
وقبل أيام أكد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أن واشنطن لن تضيع الوقت في محاولة إحياء الاتفاق النووي مع طهران، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق "مزيد من العقوبات" على النظام الإيراني.
ووفق موقع إيران إنترناشيونال قال مالي إن الإدارة الأمريكية تتابع قمع المتظاهرين في إيران، ودعم نظام طهران للحرب الروسية في أوكرانيا، ومواقف إيران بشأن برنامجها النووي.
ويؤكد الموقع أن هذه التصريحات تأتي في وقت حرج بمسار المفاوضات بين إيران والقوى الغربية معلقًا، من دون أن يعلن أحد انتهاء المفاوضات أو مسارها التالي.
الاحتجاجات الإيرانية
وأشار روبرت مالي إلى أن بلاده تركز على قضيتين: احتجاجات إيران والأدلة المتزايدة على دعم طهران لموسكو في حرب أوكرانيا، مؤكدًا أن المفاوضات النووية "ليست محور تركيزهم حاليًا".
وقال روبرت مالي إن إدارة بايدن لم تتخل عن الدبلوماسية لحل قضية إيران النووية، ومن جانب آخر أكد أن الرئيس الأمريكي مستعد لاستخدام الخيار العسكري كحل أخير يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وحسب "إيران إنترناشيونال" فإن مسؤولًا كبيرًا في إدارة بايدن -لم يكشف اسمه ولا هويته- أكد لموقع آكسيوس مؤخرًا أن موقف البيت الأبيض من المحادثات النووية أكثر صرامة. وأشار إلى أنه لو عادت إيران إلى "طاولة المفاوضات اليوم" وقالت إنها تريد اتفاقًا نوويًا، فمن غير المرجح أن توافقها الولايات المتحدة.
منوهًا إلى أن إدارة بايدن تتعامل مع الموقف وكأنه "لا يوجد اتفاق نووي" كما أنها تتخذ خطوات لضمان أن يكون لواشنطن خيار عسكري جاهز.