بعد معارك عنيفة... بنجشير تسقط في قبضة حركة طالبان

قال أحمد مسعود -في أول ظهور له بعد سقوط بنجشير- إن المقاومة ضد طالبان مستمرة في بنجشير، داعياً إلى التظاهر ضد طالبان، في كل مناطق أفغانستان.

بعد معارك عنيفة... بنجشير تسقط في قبضة حركة طالبان

السياق

بعد معارك عنيفة، أعلنت حركة طالبان، سيطرتها على إقليم بنجشير، الذي طالما كان عصياً عليها، بينما أقر زعيم جبهة المقاومة فيها، أحمد مسعود، بسقوط الولاية في يد الحركة، لكنه أعلن أن "المقاومة ضد طالبان مستمرة في بنجشير"، داعياً إلى التظاهر ضد الحركة في كل المناطق.

وقالت حركة طالبان -في بيان- إنها سيطرت على إقليم بنجشير شمالي كابل، آخر معاقل القوات المناهضة لها في البلاد.

وأضاف المتحدِّث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، أن "مع هذا الانتصار، خرج بلدنا من مستنقع الحرب، سيعيش الناس الآن بحرية وسلامة وازدهار"، وتابع أن "متمردين قُتلوا والآخرين فروا، أُنقذ سكان بجنشير المحترمون من محتجزي الرهائن، نؤكد لهم أن أحدا لن يتعرَّض للتمييز، إنهم جميعًا إخواننا، وسنعمل معًا من أجل بلد وهدف".

وقال مجاهد في مؤتمر صحفي في كابل: "بذلنا قصارى جهدنا لحل المشكلة من خلال المفاوضات، ورفضوا المحادثات ثم اضطررنا لإرسال قواتنا للقتال".

ضربة قاسية

وقالت حركة طالبان، إن أي تمرد ضد حُكمها "سيتلقى ضربة قاسية"، وأضاف المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، أن "الإمارة الإسلامية حساسة جداً إزاء حركات التمرد، كل مَنْ يحاول بدء تمرد سيتلقى ضربة قاسية، لن نسمح بتمرد آخر"، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.

وأعلن ذبيح الله مجاهد، أن الحرب في أفغانستان انتهت، بعد سيطرة الحركة على وادي بنجشير، الذي كانت تتحصَّن فيه الجبهة الوطنية للمقاومة بقيادة أحمد مسعود.

وتعهد المتحدث باسم طالبان، بأن تكون القيادات العسكرية والأمنية لإدارة هذه الولاية من سكانها حصراً، زاعماً أنه "لا يوجد تحيُّـز ضد سكان بنجشير، وسوف يتمتعون بجميع الحقوق التي يتمتع بها باقي الأفغان".

وبشأن قطع الاتصالات وقلة المواد الغذائية، في هذه الولاية التي كانت محاصرة، بسبب الصراع، قال: "الاتصالات عادت وكذلك توفرت المواد الغذائية في بنجشير بعد انتهاء القتال".

 

إعلان الحكومة

 

وعن موعد تشكيل الحكومة الأفغانية، قال مجاهد: "تم اتخاذ العديد من الإجراءات، بهدف الاستعداد لإعلان الحكومة، ولم يتبق سوى العمل الفني، ولسنا في عجلة من أمرنا".

وأضاف: "في الأيام المقبلة سنشهد إعلان الحكومة، ومن المحتمل أن تكون مؤقتة في الوقت الحالي، وستسمح بالإصلاح والتغيير والخطوات الأساسية".

وبشأن إمكانية إقامة انتخابات في أفغانستان، قال: "لا توجد انتخابات، والحكومة ستقرر كيف تسير العملية المقبلة".

 

المقاومة مستمرة

إلى ذلك، قال أحمد مسعود -في أول ظهور له بعد سقوط بنجشير- إن "المقاومة ضد طالبان مستمرة في بنجشير"، داعياً إلى التظاهر ضد طالبان، في كل مناطق أفغانستان.

وأقر في تسجيل صوتي، بمقتل عدد من قيادات المقاومة العسكرية، مضيفاً: "أفراد من عائلتي قُتلوا في هجوم طالبان".

أحمد مسعود، اتهم طالبان بالعمالة وعدم الاستماع لعلماء المسلمين، مشيراً إلى أن طالبان تجلب الغرباء لقتل الشعب الأفغاني، معلناً رفضه أي تدخل خارجي في أفغانستان.

وكانت قوات أحمد مسعود اقترحت -في بيان- على الحركة وقفًا لإطلاق النار والانسحاب من الولاية، على أن توقف "جبهة المقاومة الوطنية" عملياتها العسكرية، إذا التزمت طالبان بالشروط.

وحمَّل مسعود المجتمع الدولي، مسؤولية التخلي عن أفغانستان، قائلا: "إن طالبان لم تتغير، لكنها أصبحت أكثر تطرفًا بكثير مما كانت عليه، بعد الدعم الدولي".

وبينما لا يعرف حتى الآن، مكان وجود القيادي الشاب أحمد مسعود، وقادة مجموعته، قال مسعود "إنه بخير"، بينما كشفت طالبان عن فرار أبرز حلفائه نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح نحو طاجيكستان.

 

دعم دولي

وفي الأسابيع الماضية، احتشدت القوات الخاصة التابعة للجيش الأفغاني وقادة حرب عصابات متمرسين ونشطاء، يرفضون إمارة طالبان الإسلامية، خلف تحالف الشمال بقيادة مسعود، تحت راية جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية.

ومع ذلك، لم يكن ذلك كافيًا، إذ كانت المقاومة بحاجة إلى دعم كبير، وبحسب ما ورد كان لدى مسعود مخزون من الأسلحة والمواد، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر الأمريكية، لكنه كان بحاجة إلى المزيد، فعندما كان يقاتل النظام الأول لطالبان، كان لدى والد مسعود خطوط إمداد عبر الحدود إلى طاجيكستان، ما سمح للمقاومة بالاستمرار.

 

الدور الباكستاني

ومع سقوط بنجشير، كشفت قناة تايمز نيو الهندية، أن طالبان حصلت على مساعدة مباشرة من القوات الباكستانية، إذ شوهدت طائرات باكستانية، تطلق النيران باتجاه مسلَّحي المقاومة الأفغانية في المقاطعة.

وأوضحت القناة، أنه مع تكثيف طالبان هجماتها على بنجشير، حصلت على دعم كبير من القوات الجوية الباكستانية، إذ قصفت طائرات من دون طيار باكستانية بنجشير، باستخدام القنابل الذكية.

ويُزعم أن الهجمات قادها قائد المخابرات الباكستانية، الفريق فايز حامد الموجود حاليًا في كابل، للإشراف ظاهريًا على تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة طالبان.

وأشارت إلى أن السيطرة على بنجشير، كانت هدفًا لم يتحقَّق لطالبان وباكستان في المرة الأولى، إذ إن القوى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهند، دعمت أحمد شاه مسعود والتحالف الشمالي، كحصن ضد طالبان، لكنها الآن، لم تعد مجرَّد منطقة للمقاومة، بل باتت رمزًا للمقاومة التي سقطت.