السعودية: الحرب على المخدرات مستمرة.. والريادة لمراكز علاج الإدمان

 تنشر الشرطة نقاط تفتيش على الطرق السريعة وداخل الأحياء، وتركز على توقيف سيارات الشباب وتفتيشها بدقة، ما يؤدي -في بعض الأحيان- إلى توقيفات.

السعودية: الحرب على المخدرات مستمرة.. والريادة لمراكز علاج الإدمان

السياق

تخوض المملكة العربية السعودية -منذ أشهر- حربًا شرسة ضد مروجي المخدرات، لكن الجولة الأخيرة اكتسبت طابعًا خاصًا، إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على الشحنات القادمة من الخارج، لاسيما سوريا ولبنان، التي تعلن السعودية ضبطها بشكل مستمر، خلال الأشهر الماضية، وإنما امتدت للداخل السعودي.

 وتنشر الشرطة نقاط تفتيش على الطرق السريعة وداخل الأحياء، وتركز على توقيف سيارات الشباب وتفتيشها بدقة، ما يؤدي -في بعض الأحيان- إلى توقيفات.

وتسيطر على الطرق إعلانات تحث السكان على الإبلاغ عن مهربي وتجار المخدرات "لحماية أمن الدولة والأسر والمجتمع".

ووفق ما نقلت وسائل إعلام إقليمية، فالشرطة أوقفت عددًا من المروجين بمجمع سكني خاص، ما يشير إلى نمط جديد في تعامل الشرطة السعودية.

 

لماذا الآن؟

الحملة السعودية ضد المخدرات، هي الأكبر في البلاد منذ سنوات، وتأتي في أعقاب حوادث عنيفة ارتكبها متعاطو المخدرات .

ويرى متابعون للشأن السعودي، أن هدف الحملة بث الخوف في نفوس الضالعين في المخدرات، وأن غرضها حماية الشباب الذين يمثلون شريان الدورة الاقتصادية للبلاد، الراغبة في تنويع اقتصادها، فالمملكة تقوم بمشروع اقتصادي ضخم متعدد الأركان، والشباب العمود الرئيس لهذا المشروع.

وتابع محللون أن هدف الحملة يتحقق على الأرض، بعدما تضاعفت أعداد المتعاطين الذاهبين إلى مراكز علاج الإدمان، بحسب حمد الشيحان، مدير البرامج العلاجية في مركز رشد لعلاج الإدمان بالرياض.

ويشكّل الشباب، الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عامًا، أكثر من خمسين بالمئة من سكان السعودية البالغ عددهم 32.2 مليون نسمة.

وترى كارولين روز، كبيرة المحللين بمعهد نيو لاينز في واشنطن، أن التحول من حملة عبر الحدود إلى داخل البلاد يعزى إلى "التركيز على المسائل الأمنية المرتبطة ببحبوب الكبتاغون".

 

مؤشرات النجاح

تُشكل دول الخليج الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون، التي تأتي من سوريا، حيث تحوّلت إلى تجارة مربحة تفوق قيمتها عشرة مليارات دولار.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الصحة السعودية، قولها إن المملكة تسجل أكثر من 200 ألف حالة إدمان مخدرات، بينما تسعى حالات كثيرة للعلاج، ولم يرد المتحدث باسم الوزارة على طلبات "فرانس برس" للتعليق.

كذلك الحملة الأخيرة على المخدرات دفعت مئات إلى البحث عن علاج.

ويقول حمد الشيحان مدير البرامج العلاجية في مركز رشد لعلاج الإدمان، إنه بعد الحملة الأخيرة تضاعفت الأعداد عشر مرات، إذ يستقبل المركز ألف شخص شهريًا بدلًا من مئة، مشيرًا إلى أن نسبة العملاء الذين يأتون طواعية تتجاوز 50 في المئة، بينما لم تكن تتعدى 10 في المئة قبل ذلك.

وأشار إلى أن أكثر المخدرات شيوعًا في البلاد هي الشابو، أحد أنواع "الميثامفيتامين"، والكبتاغون ونبات الحشيش، حسب الراغبين في التعافي الذين يأتون إلى المركز، ومعظمهم شباب.

 

الحملة مستمرة

ويبدو أن الحملة السعودية ضد المخدرات مستمرة، وتحظى باهتمام حكومي عالٍ، إذ يبث التلفزيون الحكومي بانتظام نتائج حملات مكافحة المخدرات، ويستضيف خبراء في مكافحة الإدمان ومدمنين، تحجب غالبًا أسماؤهم ووجوههم، لإعلان تجاربهم الصعبة مع المخدرات.

والشهر الماضي، قال وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، إن الحملة لا تزال في بدايتها، وإنه لن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات.