ما عواقب استمرار القتال في ‫السودان‬؟..أبرز محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان

كيف انتهت حياة الجاسوس الإيراني البريطاني بحبل المشنقة؟، ولماذا ينتقدون ‫دبي‬؟.. محطات في دقيقتين مع ‪حسينة أوشان

ما عواقب استمرار القتال في السودان؟

... وكأن السودان تنقصه حرب... وكأن ما ينقصه هو استمرارها...!

حكامه الجدد القدامى لا يبالون... مادام من يدفع الثمن هو الشعب السوداني.

مجلة فورين أفيرز، حذرت من السيناريو الأسوأ... وهو استمرار الاشتباكات العنيفة، وامتداد النيران إلى مناطق جديدة في البلاد.

المجلة المعروفة بمقالاتها المهمة، حذرت من أن الحركات الانفصالية قد تطل برؤوسها، مستغلة انشغال الحكم المركزي بالحرب، وأضافت أمرًا مهمًا، هو خطر انفصال أفراد في القوات المسلحة، تحديدًا الذين مازالوا يوالون نظام البشير، معلنين التمرد.

في أسوأ الاحتمالات (لا قدر الله) يمكن أن يتحول السودان إلى دولة فاشلة... تنقسم إلى دويلات تتحول إلى وقود لنيران التطهير العرقي، أو الإبادة الجماعية... يمكن أن تنتقل الاشتباكات إلى دول أخرى.

ومع احتمال احتياج المتحاربين إلى الإمدادات، سيصبحان أكثر استعدادًا للتنازل، بتوزيع مناجم الذهب والأراضي الخصبة، وامتيازات البحر الأحمر.

وعندها للأسف، لن يكون في يد الجنرالين السودانيين، حتى قرار إيقاف الحرب.

2

وكيف انتهت حياة الجاسوس الإيراني البريطاني بحبل المشنقة؟

القصة غير عادية، "ببطلِها" والمصيرِ الذي انتهى إليه، بالتهمة التي أدين، وبطرفها المدين، وهو الطرف الوحيد للرواية، إذ لم يتح للمدان أن يروي حقيقته.

في ينايرِ الماضي، أعدمت إيران نائب وزير دفاعها السابق، علي رضا أكبري، الذي يحمل الجنسية البريطانية، بتهمة التجسس لصالح جهاز المخابرات البريطانية "إم آي سيكس".

أكبري، كان على علاقة وثيقة بشخصيتين مركزيتين في النظام الإيراني: فخري زادة، العالم النووي، وعلي شمخاني رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، وعمل معه مستشارا.

تهمة أكبري، كانت نقل معلومات قيمة، عن البرامج النووية والعسكرية الإيرانية، إلى الخارج، على مدى عشرين عاما.

اتهم أيضا بكشف هوية مئة مسؤول نووي، أبرزهم محسن فخري زادة، كبير العلماء النوويين، الذي اغتالته إسرائيل عام ألفين وعشرين.

أكبري، الذي غادر إيران، استدرجه شمخاني، ليعود إلى طهران، لمسألة نووية مهمة، ليلقي القبض عليه، حال وصوله.

أما عن كيفية كشفه... "فبطلتها" روسيا، التي قدمت المعلومات عنه لإيران.

أما كيف وصل أمره إلى موسكو، فلا أحد يعرف، حتى الآن.

دفن أكبري في مقابرِ طهران، مِن دون معرفة أهله، الذين أقاموا له عزاء لم يحضرْه أحد.

المعلومات تقول إن أكبري أكد شكوك الغرب، في سعي إيران إلى امتلاك قنبلة نووية، بكشفه عامَ ألفينِ وثمانية، عن موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، في عمق مجمع عسكري تحت الأرض...

ألفانِ وثمانية، هي أيضًا السنة التي جاءت بأوباما، وتاليًا باتفاقه النووي، للتعامل مع إيران النووية.

3

هل إعادة تأهيل الأسد مقبولة بإجماع عربي، بلا أي تنازل من الجانب السوري؟

آخر تطورات عودة سوريا العربية، أنها دخلت دائرة الأمورِ المسلم بها، واعتراضات المعترضين عليها آخذة بالتضاؤل، يومًا بعد يوم.

قد تجد من يحدثك عن الاختلافات بين الدول العربية، نعم هناك اختلافات، مقابل تنامي مصالح الجميع، نحو ترسيخ شكل من أشكال الاستقرار الإقليمي.

ماذا تقول الولايات المتحدة؟

محمد علاء غانم، رئيس المجلسِ السوري الأمريكي، وهي مجموعة ضغط تعارض الأسد، قال نقلا عن مسؤول أمريكي كبير، إن سوريا  "لم تكن أولوية قصوى لإدارة بايدن"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة انتقلت من مرحلة: يجب ألا تجرؤ على التطبيع مع الأسد، إلى مرحلة: إذا طبعت مع الأسد، فتأكد من الحصول على شيء منه". لتصبح عودته متوازنة، وقابلة للاستمرار.

بالمناسبة، حتى تركيا، وهي داعمة رئيسة للفصائل المعارضة للأسد، أظهرت علامات مؤقتة على أنها يمكن أن تغير وقفها، من بشار ونظامه، لأن مصلحتها في ذلك.

وبالمناسبة أيضًا، لا نبل في موقف الدول العربية، المعارضة للتطبيعِ مع الأسد... فلها مصالح شخصية في ذلك.

4

لماذا ينتقدونَ دبي؟

لو كانت دبي فردًا عربيًا متميزًا ومتفوقًا، لشدت الرِحال، لتجد لها مكانًا تستحقه، بين مدن مثل لندن ونيويورك أو سيؤول.

لكنها مدينة غير قابلة للانتقال من مكانها، من تاريخها، الذي بنته وكتبته، بصبر ودأب، من الصعب أن تجد له مثيلًا في منطقة، يبدو أنها لا تجيد الاحتذاء بالناجحين، بل تجيد فن الانتقاد والانتقاء، دونما سبب، غير الحسد ربما والعجز، رغم أن كثيرًا من مدننا يمتلك مقومات النجاح والثروة، مثل دبي، وفي أحيان كثيرة أكثر منها.

تمنى هؤلاء  في أكثر من مناسبة أن يتراجع اقتصادها...!

لكن هذه الأمنيات، التي نسمعها منذ أكثر من ربع قرن، ماتت في مهدها وبقيت دبي عامرة، وتزداد ازدهارا.

مناسبة حديثنا عن دبي، هي حملة التشويه التي تعرضت لها على "تويتر"، مدفوعة بشيءٍ خلينا نسميه " المراهقة الغاضبة"، تماما مثل غضب المراهقين من دون حجج منطقية.

منتقدو دبي اليوم، يتشاركون حالة المراهقة الغاضبة، مع منتقدي فكرة نيوم بالأمس، أو من سينتقدون غدًا الرياض أو القاهرة...!

ومن مكاني المتواضع، أنصحهم، بأن يسلكوا الطريق الأسهل، وهو اتخاذها نموذجا، لعلنا ننام ذات يوم ونصحو، على أكثر من دبي عربية.