'فاغنر' تسيطر على روستوف... فما أهميتها؟
من يسيطر على روستوف سيتحكم أيضًا في خط إعادة الإمداد الأساسي للقوات الروسية في أوكرانيا.

السياق
بعد ليلة من الفوضى والاضطراب عاشتها روسيا، بدأ تمرد قائد مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين يتحول إلى واقع، بإعلانه السيطرة على مدينة روستوف الروسية.
فقائد مجموعة فاغنر، نشر مقطع فيديو زعم فيه أنه داخل مقر قيادة الجيش الروسي في روستوف، مشيرًا إلى أن مقاتليه يسيطرون على المواقع العسكرية في المدينة.
ورغم أنه لا يمكن التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل، فإنه من الواضح أن الوضع في المدينة الواقعة جنوبي روسيا محفوف بالمخاطر، وأن الاضطرابات في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية لموسكو يمكن أن تكون لها تداعيات بعيدة المدى على الصراع في أوكرانيا.
لماذا روستوف مهمة؟
تقول «الغارديان»، في تقرير ترجمته «السياق»، إن روستوف أكبر مدينة جنوبي روسيا، وهي عاصمة منطقة روستوف المجاورة لأجزاء من شرقي أوكرانيا، حيث تدور رحى الحرب.
وتقع المدينة على بعد 60 ميلاً (100 كيلومتر) فقط من الحدود الأوكرانية، وهي موطن لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، التي يقاتل جيشها الموحد 58 من الأسلحة ضد هجوم كييف المضاد جنوبي أوكرانيا، وفقًا لمركز أبحاث معهد دراسات الحرب.
وتضم روستوف أيضًا مركز القيادة لمجموعة القوات المشتركة الروسية في أوكرانيا، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الروسي.
ويقول مركز أبحاث معهد دراسات الحرب، إن أي تهديد لوجود الجيش الروسي هناك، من المحتمل أن تكون له تداعيات على بعض الجوانب الحاسمة للجهود الحربية.
روستوف مفتاح العملية
تقول صحيفة آي نيوز البريطانية، في تقرير ترجمته «السياق»، إن «روستوف» مركز حاسم للنشاط العسكري، ولهذا السبب من المحتمل أن يكون بريغوجين قد اختارها كهدف له.
ورغم أن المدينة، التي تقع عبر الحدود من ماريوبول، وهي صغيرة نسبيًا ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، فإنها تقع حيث المقر العسكري الروسي، الذي يشرف على القتال في أوكرانيا وهي قاعدة لوجستية رئيسية لهجومها.
وإذا أرادت القوات الروسية العبور إلى ماريوبول أو شبه جزيرة القرم، فعليها المرور عبر روستوف، بحسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إنه ينظر إلى المدينة على أنها الهدف الأكثر قابلية للتطبيق، لتمرد "فاغنر" المسلح.
ووفق الصحيفة، من يسيطر على روستوف سيتحكم أيضًا في خط إعادة الإمداد الأساسي للقوات الروسية في أوكرانيا.
وتعد منطقة روستوف أيضًا ذات أهمية استراتيجية حيث إنها موطن لمحطة طاقة نووية مهمة للغاية، رغم أنها تبعد 100 ميل عن المدينة نفسها.
ومن المعروف وجود صومعة للأسلحة النووية في منطقة فورونيج المجاورة، التي تقع بين روستوف وموسكو.
ماذا يعني هذا بالنسبة للحرب في أوكرانيا؟
رغم ادعائه أنه يسيطر على مواقع روستوف العسكرية، قال بريغوجين إن عمليته لن تعرقل المجهود الحربي الروسي.
وفي بيانه السبت، قال بريغوجين إن مقاتليه يسيطرون على المطار، لكن الطائرات المشاركة في هجوم أوكرانيا «تغادر كالمعتاد» منه، مضيفًا: «لقد وضعنا المطار تحت السيطرة حتى لا يضربنا الطيران المهاجم، بل يضرب الأوكرانيين».
ووفقًا للتقارير ووسائل التواصل الاجتماعي، لم تواجه قوات "فاغنر" مقاومة تذكر عندما قطعت مسافة قصيرة من الحدود الأوكرانية إلى المدينة، التي تعد مركز العمليات للحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال بريغوجين، في إشارة إلى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف، الذي ورد أنه كان في المنطقة مؤخرًا: «هرب رئيس الأركان فور علمه أننا نقترب من المبنى»، مضيفًا أن مقر الأركان في روستوف يعمل بشكل طبيعي.
وفي مقطع فيديو منفصل، شوهد بريغوجين وهو يخبر المسؤولين العسكريين: «جئنا إلى هنا لوقف العار في البلد الذي نعيش فيه. نحن ننقذ روسيا».