قيادات حوثية تؤدي مناسك الحج لأول مرة منذ حرب اليمن.. ماذا يعني ذلك؟

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في اليمن، وفد يضم قيادات بارزة في مليشيات الحوثي اليمنية يصل إلى السعودية، قادمًا من مطار صنعاء لأداء فريضة الحج.

قيادات حوثية تؤدي مناسك الحج لأول مرة منذ حرب اليمن.. ماذا يعني ذلك؟

السياق  

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل ثمانية أعوام، وصل وفد يضم قيادات بارزة في مليشيات الحوثي اليمنية إلى السعودية، قادمًا من مطار صنعاء لأداء فريضة الحج.

حدث كان له كثير من الدلالات على الصعيدين السياسي والأمني، فوصول القيادات الحوثية، يعد أحدث إشارة على إحراز تقدم في المحادثات السياسية، لإنهاء الصراع الدامي في هذا البلد الفقير.

انفراجة أثارت كثيرًا من التوقعات، بأن تكون رحلة الحج سياسية ودينية في الوقت نفسه، فمراقبون أكدوا أن مدينة جدة السعودية، قد تشهد جولة مفاوضات مباشرة بين مسؤولين سعوديين ووفد مليشيات الحوثي برئاسة رئيس لجنة التفاوض العسكرية للحوثيين يحيى الرزامي، الذين وصلوا إلى أراضي المملكة، استعدادًا لأداء الشعيرة المقدسة.

وقالت وكالة أنباء «سبأ» التي تديرها مليشيات الحوثية، إن وفدًا من وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة التابعة للمليشيات، يضم نائب وزير الإرشاد فؤاد ناجي واللواء يحيى الرزامي رئيس لجنة التفاوض العسكرية التابعة لحكومة الحوثي، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والقبلية، وصلوا إلى السعودية لأداء مناسك الحج.

 

أول خطوة منذ 8 سنوات

وسافر الوفد ضمن المجموعة الثانية من الحجاج اليمنيين، الذين يتوجهون من مطار صنعاء إلى مدينة جدة السعودية، وبلغ عددها 180 شخصا، بحسب «سبأ»، التي قالت إنه سافر في الرحلة الأولى 273 شخصًا، بموجب تسهيل من السلطات السعودية، لتنفيذ هذه الرحلات المباشرة المخصصة لنقل الحجاج اليمنيين، لأداء فريضة الحج.

إلا أن تشكيلة ذلك الوفد، الذي كان الزرامي أحد أعضائه، له كثير من الدلالات، فالرجل قائد بارز للحوثيين، يقود محورًا قتاليًا على الحدود اليمنية السعودية، إضافة إلى أن معظم الجبهات بين صعدة اليمنية ونجران السعودية تحت قيادته.

وشارك الرزامي في مشاورات عدة، بين مليشيات الحوثي وقيادات سعودية، إضافة إلى مشاورات بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً.

كانت وزارة الحج والعمرة السعودية، قد أعلنت قرار تسهيل وصول الحجاج اليمنيين القادمين، لأداء فريضة الحج والعمرة من مطار صنعاء إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أسوة ببقية المنافذ البرية والجوية مع اليمن.

 

موقع المفاوضات

وشهدت محادثات إنهاء الصراع في اليمن تقدمًا، منذ اتفاق الرياض وإيران في مارس الماضي، على استئناف العلاقات الدبلوماسية.

إلا أن الملفات التي ستكون حاضرة على طاولة الاجتماعات السعودية الحوثية، غير معلومة، خاصة أن تلك المفاوضات، جاءت متأخرة شهرًا عن موعدها.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن هناك جولة مفاوضات مباشرة، ستعقد في مدينة جدة، بين مسؤولين سعوديين ووفد جماعة الحوثي برئاسة الرزامي.

ونقل موقع المشهد اليمني، عن عضو ومتحدث الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل، إن أجواءً إيجابية تسود المفاوضات، التي تجريها الحكومة مع مليشيات الحوثي، مشيرًا إلى أن النقاشات مستمرة.

وبحسب المسؤول اليمني، فإن الفريق الحكومي مصر على إدراج أسماء الأسرى والمختطفين والمخفيين، على أساس الكل مقابل الكل، مشيرًا إلى أن السياسي البارز محمد قحطان يمثل أولوية للحكومة اليمنية.

وضع دفع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إلى التغريد عبر «تويتر»، قائلًا: «آمل أن تشجع هذه الخطوة الإيجابية وأجواء السلام في موسم الحج، الأطراف على اتخاذ مزيد من الخطوات، لتخفيف ورفع القيود المفروضة على حرية الحركة للمدنيين داخل وخارج اليمن، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة».

وبحسب مراقبين، فإن تلك الأنباء، أثارت كثيرًا من الآمال بأن تسهم مثل الإجراءات في تعزيز الثقة بين الأطراف المتصارعة، بما يؤدي إلى اتفاق جديد يمهد للحل النهائي.