متى يتوقف القتال في السودان؟
في دقيقتين مع حسينة أوشان
متى يتوقفُ القتالُ في السودان؟
للأسف، لا يبدو الأمرُ قريبا... إذا ما قارنا الوضعَ بالحروبِ الأهلية، في اليمنِ وسوريا، فالتجرِبةُ العربيةُ غيرُ مُبشِرة، وتقولُ إنَّ تنظيمِ هُدنة، بينَ طرفينِ مُتحاربَيْنِ مُصممَيْن، بدآ القتالَ على السلطة، أمرٌ شِبهُ مُستحيل…
جنرالاتُ الحربِ لا يذهبونَ إلى طاولةِ المُفاوضات، إلا بعدَ إنهاكِ المُقاتلين، وسقوطِ عديدِ الضحايا، وارتفاعِ فاتورةِ الخسائر، وفتحِ البابِ للتدخلاتِ الأجنبية.
مُعظمُ الصُحفِ الغربية، تُركزُ على تحميلِ القُوى الإقليمية، العربية تحديدًا مسؤوليةَ اندلاعِ المواجهات، وهي وِجهةُ نظرٍ قاصِرة، لا تصِفُ الواقِع، ويُفندُها تساؤلٌ واحِد:
إذا كانتِ الدِولُ الغربية، داعمةً للنُخبةِ المدنيةِ والديمقراطيةِ في السودان، لماذا لمْ نُشاهدْ دولةً غربيةً واحِدة، في أوروبا والولاياتِ المتحدة، تفرضُ عقوباتٍ على جنرالاتِ الانقلابِ في السودان... عدا تعليقِ واشنطن وبرلين وعواصمَ أخرى، للمساعداتِ المخصصةِ لدعمِ الانتقالِ الديمقراطي؟
سؤالٌ آخَر مُهم:
هل تحركُ الجنرالاتِ الأخير، نابِعٌ مِنْ مصالحهِم الخاصة، أمْ مِنْ ضغوطٍ تُمارسُها قُوى عالمية، لتحقيقِ مُكتسباتٍ أمنية، عبرَ دعمِ الأنظمةِ العسكرية، أو تحقيقِ مطامعَ اقتصادية، خصوصاً مع ما يترددُ مِنْ صراعٍ دوليٍ على البحرِ الأحمر، وبناءِ القواعدِ العسكريةِ في المِنطَقة.
المواجهاتُ في السودان، مُتوقَعٌ لها أنْ تطول، مع أملٍ بأنْ أكونَ على خطأ.
2
ماذا وراءَ إعلانِ ترشُحِ بايدن لانتخاباتِ الرئاسةِ الأمريكية؟
رسميًا... أعلنَ بايدن ترشُحَهُ لانتخاباتِ الرئاسةِ الأمريكية، لعامِ ألفينِ وأربعةٍ وعِشرين، ليصبحَ في الثمانين، أكبرَ مُرشحٍ يخوضُ حملةً جديدة، إلى البيتِ الأبيض.
الحزبُ الجمهوري، يرى أنَ جو بايدن "مُنفصلٌ عن الواقِع" بعدَ إعلانه...!
اللجنةُ الوطنيةُ للحزبِ الجمهوري، قالتْ إنَ "بايدن بعدما تسبّبَ بأزمةٍ تلوَ الأخرى، يرى نفسَهُ جديرًا بأربعِ سنواتٍ إضافية"...!
بالتزامُن، أو تحديدًا قبلَ يومٍ واحِد، أعلنَ البيتُ الأبيض، أنَ سوزان رايس، ستتنحى عن منصبِ مستشارةِ السياسةِ الداخليةِ للرئيسِ بايدن.
وهناكَ حديثٌ في وسائلِ التواصُل، عنِ الخُطةِ باء للديمقراطيين، التي تتضمنُ عزلًا مُحتملًا لكامالا هاريس، وتسميةَ سوزان رايس، أو أي شخصيةٍ كاريزميةٍ محلها، لدعمِ حُظوظِ الرئيسِ الأمريكي في الفوز.
ما يعني أنَ مجموعةَ احتمالاتٍ قدْ تحدُث، فتصبحُ رايس أولَ رئيسةٍ في تاريخِ الولاياتِ المتحدة.
قَدْ يحدثُ هذا، ونحنُ نضعُ سِنَّ الرئيسِ في الاعتبار...!
3
هَلْ هُناكَ تصدُعٌ في الجبهةِ الغربيةِ للعقوباتِ ضِدَ روسيا؟
يبدو أنَ هذا ما يحدثُ بالفِعل، فالدِولُ الأوروبيةُ والدِولُ الاقتصاديةُ الكبرى، سلَّمتِ الدفّةَ لرغباتِ الولاياتِ المُتحدة، في خنقِ روسيا أربعةَ عشرَ شهرا، ثم توقفتْ لتقول إنَ هذا هوَ أكثُر ما نستطيع، وهنا سنتوقف...!
حدثَ هذا، حينَ عارضَ الاتحادُ الأوروبيُ واليابان، اقتراحًا أمريكيًا لدِولِ مجموعةِ السبع، بحظرِ جميعِ الصادراتِ إلى روسيا.
أمريكا أعلنتْ -قبلَ ذلك- إحباطَها مِنْ نِظامِ العقوباتِ الحالي، الذي قالتْ إنهُ مليءٌ بالثغرات، التي تسمحُ لروسيا بمواصلةِ استيرادِ التكنولوجيا الغربية.
بحسبِ "الفايننشال تايمز"، فإنَ مُمثلي اليابان ودِولِ الاتحادِ الأوروبي، قالوا إنَ هذا ليسَ مُمكنًا.
الخلافاتُ ركزتْ على عدمِ وجودِ خِياراتٍ إضافية، أمامَ قادةِ مجموعةِ السبع، لزيادةِ العقوبات.
أمريكا مُحبطة، العقوباتُ بلغتِ الذُروة، فماذا بعدَ ذلك؟... لننتظِرْ ونرى.
4
لماذا غادرَ تاكر كالرسون المُذيعُ الأكثرُ مُشاهدةً "فوكس نيوز"؟
منذُ إعلانِ التسويةِ المليونية، بينَ شبكةِ فوكس نيوز وشركةِ دومينيون لأنظمةِ التصويت، في دعوى التشهيرِ التي رفعتْها ضِدَ قناةِ فوكس نيوز، كثيرونَ كانوا ينتظرونَ إلقاءَ اللومِ على شخصٍ ما في قناةِ روبرت مردوخ.
ففي هذهِ المُناسبات، لابُدَ مِنَ البحثِ عنْ كبشِ فِداء...!
هناكَ كثيرٌ مِنَ الفرضيات، لمُغادرةِ مذيعِ فوكس نيوز تاكر كالرسون، أقوى مذيعٍ في القناة، ومِنَ المحتملِ أنهُ أقوى صحفيٍ تلفزيونيٍ في البلاد... هذا ليسَ انطباعًا شخصيًا، بلْ هيَ أرقامٌ المُشاهدة، التي تقولُ إنه الأقوى، في كُـلِ الولاياتِ المُتحدة.
إحدى هذهِ الفرضيات، تتعلقُ أيضًا بدعوى تمييزية، لمُنتجةٍ عملتْ في برنامجِه.
"نيويورك تايمز" قالتْ إن تاكر كانَ أيضًا مصدرًا للخلافاتِ المُتكررة، والصداعِ للشبكة، بسببِ تصريحاتهِ عنْ كُـلِ شيء، مِثلَ العِرقِ والمُتحولينَ جِنسيا...!
لكنَّ هناكَ مَنْ وضعَ الأمورَ في سياقٍ آخَر... يعدُ تاريخيا، حيثُ أعادتْ مُغادرةُ تاكر كارلسون، مُذيعُ فوكس نيوز، الأعلى تقييمًا ومُتابعة، والأكثرُ صراحةً بشأنِ الحربِ في أوكرانيا، على شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة، أعادتْ إلى الأذهان، الذكرى العِشرين لإبعادِ "إم إس إن بي سي"MSNBC مُذيعَها الأعلى تصنيفا، فيل دوناهو، لمُعارضتهِ حربَ العراق.
وفَهمُكم يكفي... إلى المُلتقى.