فيديو مفبرك وجثث.. مخطط روسي لتنفيذ هجوم مزيف كذريعة لغزو أوكرانيا

نقلت واشنطن بوست عن مسؤول كبير في إدارة بايدن قوله، إن المؤامرة المزعومة ستشمل استخدام الجثث ولقطات المباني التي تم تفجيرها، ومعدات عسكرية أوكرانية مزيفة، وطائرات من دون طيار تركية الصنع، وممثلين يلعبون دور المعزين الناطقين بالروسية.

فيديو مفبرك وجثث.. مخطط روسي لتنفيذ هجوم مزيف كذريعة لغزو أوكرانيا

ترجمات - السياق

في ظل تصاعد التصريحات بين الغرب وروسيا، خوفًا من غزو محتمل لأوكرانيا، كشفت تقارير استخباراتية، أن الحكومة الروسية تخطط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير غزو الدولة المجاورة، فيما نفت موسكو ذلك.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، في إحاطة صحفية، إن "أحد الخيارات، أن الحكومة الروسية، كما نعتقد، تخطط لشن هجوم وهمي من قِبل الجيش الأوكراني، أو قوات المخابرات ضد الأراضي ذات السيادة الروسية، أو ضد الناطقين بالروسية في أوكرانيا، لتبرير أفعالها كجزء من هذا الهجوم الوهمي".

وذكرت "واشنطن بوست" في تقرير لها، أن الكشف الجديد، يُعد أحدث مثال على إفشاء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لنتائج الاستخبارات كتكتيك، لمحاولة وقف جهود التضليل الروسية، وإحباط ما تقول إنها جهود بوتين، لوضع الأساس لعمل عسكري ضد أوكرانيا، مشيرة إلى أن مسؤولي البيت الأبيض يريدون من هذا الكشف، توضيح أن روسيا "سعت إلى اختلاق ذريعة للغزو".

وحسب الصحيفة، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة، قال البيت الأبيض إن المخابرات الأمريكية تُظهر أن روسيا شنت حملة تضليل خبيثة -على وسائل التواصل الاجتماعي- ضد أوكرانيا، وأرسلت نشطاء مدربين على المتفجرات، لتنفيذ أعمال تخريبية ضد القوات الروسية بالوكالة، بينما كشفت بريطانيا عن نتائج استخباراتية تقول إنها تظهر أن روسيا تخطط لتنصيب حكومة عميلة موالية لموسكو في أوكرانيا.

 

تفاصيل الهجوم الوهمي

وعن تفاصيل الهجوم الوهمي، نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في إدارة بايدن -تحدث بشرط عدم كشف هويته- قوله: المؤامرة المزعومة ستشمل استخدام الجثث ولقطات المباني التي تم تفجيرها، ومعدات عسكرية أوكرانية مزيفة، وطائرات من دون طيار تركية الصنع، وممثلين يلعبون دور المعزين الناطقين بالروسية.

وأوضح أن روسيا جندت بالفعل الذين سيكونون متورطين في مقطع الفيديو المفبرك للهجوم، مشددًا على أن المخابرات الروسية متورطة بشكل وثيق في هذا المخطط.

بدوره، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي: الفيديو كان من المفترض أن يُظهر هجومًا أوكرانيًا على الأراضي الروسية أو الناطقين بالروسية شرقي أوكرانيا، وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن الخطة حظيت بدعم الكرملين.

وتابع كيربي: "تجربتنا هي أن القليل جدًا من هذا النوع لم تتم الموافقة عليه، على أعلى المستويات في الحكومة الروسية".

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين قولهم: الفيديو سيظهر طائرات مسيرة تركية الصنع من طراز بيرقدار، تشارك في الهجوم المفبرك كوسيلة لتوريط "الناتو".

كانت أوكرانيا استخدمت طائرات من دون طيار، ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس، وهي خطوة أثارت غضب موسكو، التي أوضحت أنها تعارض بشدة تزويد أوكرانيا بهذه التكنولوجيا.

وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن رفضت مرارًا، تقديم تفاصيل عن الأدلة التي تستند إليها نتائجها الاستخباراتية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: الإدارة بحاجة لحماية المصادر الحساسة وطرق جمع المعلومات الاستخبارية، وأضاف: "نحن نرفع السرية عن المعلومات فقط عندما نكون واثقين منها".

وعن الهدف من إنتاج هذا الفيديو المفبرك، قال برايس: "الولايات المتحدة لا تعرف ما إذا كان الروس سيستخدمون الفيديو المزعوم، لكن الكشف الأمريكي صُمِّم لمنع حدوثه".

 

حرب أعصاب

وبينّت "واشنطن بوست" أن الاتهامات الأخيرة، هي الأحدث في سلسلة من التصريحات الصادرة عن الحكومتين الأمريكية والبريطانية، لتعطيل المخططات الروسية لزعزعة استقرار أوكرانيا بشكل استباقي.

وأشارت إلى أنه يتم تقديم هذه المزاعم، في خضم حرب الأعصاب بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها، حيث تجرى المشاورات الدبلوماسية جنبًا إلى جنب مع حشد عسكري روسي لا هوادة فيه حول حدود أوكرانيا، وتهديدات الولايات المتحدة وحلفائها بعقوبة مدمرة.

كانت روسيا حشدت أكثر من مئة ألف جندي، بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية لأوكرانيا، ما أثار مخاوف من احتمال غزو موسكو لكييف مجددًا، كما فعلت عام 2014.

وذكرت "واشنطن بوست" أن الكشف الجديد، يأتي في ظل تصاعد التصريحات بين الغرب وروسيا، خوفًا من غزو محتمل لأوكرانيا، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الشهر الماضي، خلال شرحها معلومات استخبارية، تؤكد واشنطن أنها حصلت عليها: "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا جهزت مجموعة لتنفيذ عملية مموهة شرقي أوكرانيا".

وأضافت "هؤلاء مدربون على حرب المدن واستخدام المتفجرات لشن عمليات تخريب" ضد قوات تعمل بالوكالة لصالح روسيا.

من جانبه، نفى الكرملين المزاعم الأمريكية الأخيرة، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة الأنباء الروسية: هذه ليست المرة الأولى التي تُـنشر فيها مواد عن "الغزو" الروسي لأوكرانيا في الولايات المتحدة، لكن لم يتمخض عنها شيء.

ودعا بيسكوف، الجمعة، إلى "عدم تصديق" الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة لموسكو، بالتخطيط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير غزو الدولة المجاورة.

وأَضاف أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الروسية تخطط لفبركة هجوم للجيش الأوكراني أو قوات استخباراتية "ضد أراض خاضعة لسيادة روسيا أو ضدّ ناطقين بالروسية".

 

استعداد روسي

وحسب "واشنطن بوست" فإن البيت الأبيض قال: إن الولايات المتحدة ليست لديها معلومات تفيد بأن بوتين اتخذ قرارًا بالغزو، لكنه استشهد بأدلة على التخطيط المسبق من الحكومة الروسية.

وأوضحت أن ما يزيد شكوك الولايات المتحدة، في غزو محتمل، وضع الجنود الروس في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا، بالقرب من خاركيف -ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا- وسط حشد للقوات الروسية على الجانب الآخر.

وأشارت إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، تدفقت القوات والعتاد الروسي على بيلاروسيا المجاورة، التي تشترك في حدود 674 ميلًا مع أوكرانيا، استعدادًا لما سيكون المرحلة الثانية من التدريبات الروسية البيلاروسية المشتركة، المقرر أن تبدأ 10 فبراير الجاري، موضحة أنه "قد تكون هذه التدريبات حيلة لوضع القوات الروسية على طول الحدود الشمالية لأوكرانيا قبل غزو جديد".

 

شيطنة الأوكرانيين

وبينّت الصحيفة الأمريكية، أن جهود التضليل الروسية تعمل بانتظام على "شيطنة الأوكرانيين"، باعتبارهم متعاطفين قوميين مع النازيين، ويرتكبون جرائم ضد العرقية الروسية.

وأشارت إلى أنه في إحدى الدعاية سيئة السمعة عام 2014، بثت القناة الأولى، التي تسيطر عليها الدولة الروسية، مقابلة على مراحل، حيث ادعت امرأة زوراً أنها شاهدت أوكرانيين يصلبون طفلاً يبلغ من العمر 3 سنوات في مدينة سلوفيانسك الشرقية الناطقة بالروسية.

وأوضحت أنه غالبًا ما تكون المعلومات المضللة، لتعكير صفو الجمهور المحلي في روسيا ضد أوكرانيا، مبينة أنه بعد إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 فوق الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون شرقي أوكرانيا بصاروخ أرض-جو روسي -على سبيل المثال- أشارت أخبار الدولة الروسية في البداية، إلى أن القوات الجوية الأوكرانية كانت تحاول إسقاط طائرة بوتين، لكنها ضربت بطريق الخطأ طائرة بوينج.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، قوله: الخطة كانت استخدام الفيديو كدليل على "الإبادة الجماعية" الأوكرانية ضد المتحدثين بالروسية، لتبرير التدخل العسكري الروسي.

وأضاف: "الخطوة التالية كانت عبر نشر الفيديو لتأكيد تهديد للأمن الروسي ولدعم العمليات العسكرية"، متابعًا: "هذا الفيديو، إذا بُث، يمكن أن يوفر لبوتين الشرارة التي يحتاجها لبدء وتبرير العمليات العسكرية ضد أوكرانيا".

وكشف المسؤول -الذي رفض ذكر اسمه- أن هذه العملية ستشمل بث صور الضحايا المدنيين شرقي أوكرانيا، وربما داخل روسيا أيضًا إلى جمهور عريض لإثارة الغضب ضد الحكومة الأوكرانية واختلاق ذريعة للغزو، بينما لم يكشف المسؤول الأمريكي عما إذا كانت الخسائر حقيقية أم مزيفة، لكن المطلعين على الخطة أكدوا للصحيفة الأمريكية، أنها تمت صيغت من الأجهزة الأمنية الروسية وهي في مراحل متقدمة من الإعداد.

 

تقسيم أوكرانيا

وترى "واشنطن بوست" أن التخطيط لتصوير الفيديو يأتي في الوقت الذي يطرح فيه البرلمان الروسي قانونًا يعترف بالأراضي الانفصالية شرقي أوكرانيا كدول مستقلة.

وتعليقًا على ذلك، قال المسؤول الأمريكي: إذا غيرت موسكو موقف الاعتراف بها، فيمكنها حينئذٍ الادعاء بأن الضغط من أجل الاستقلال، أدى بأوكرانيا إلى مهاجمة الإقليم.

وأضاف: "من أجل الدفاع عن قضية الاستقلال، يطرح السياسيون الروس هذا التشريع على أساس خاطئ، بأن أوكرانيا تستعد لاستعادة هذه المنطقة بالقوة، وأن كييف حرمت السكان المحليين بشكل منهجي من حقوقهم الأساسية"، مشيرًا إلى أن روسيا يمكن أن تصوِّر العمل العسكري على أنه "يأتي بناءً على طلب من حكومة ذات سيادة للحصول على المساعدة".