تخوفات أمنية وتحورات كورونا تغلق الكابيتول... هل يعود ترامب في أغسطس؟

تخوفات أمنية وتحورات كورونا، التي وُصفت بـ«الخطيرة»، كانتا كافيتين، من وِجهة نظر الحكومة الأمريكية، لإغلاق مبنى الكابيتول، لأطول فترة في تاريخه البالغ 228 عامًا.

تخوفات أمنية وتحورات كورونا تغلق الكابيتول... هل يعود ترامب في أغسطس؟

ترجمات - السياق

تخوفات أمنية وتحورات كورونا، التي وُصفت بـ«الخطيرة»، كانتا كافيتين، من وِجهة نظر الحكومة الأمريكية، لإغلاق مبنى الكابيتول، لأطول فترة في تاريخه البالغ 228 عامًا.

وذكرت وكالة أسوشيتيد برس، في تقرير لها، أن احتفالات عيد الاستقلال في أمريكا، سيشهد إغلاق أحد أهم قلاع الحرية، في حادث وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه «يفطر القلب».

16 شهرًا

مبنى الكابيتول مغلق، منذ ما يقرب من 16 شهرًا، أمام معظم الزوار باستثناء قِلة محدودة، في أطول فترة في تاريخ أمريكا، بحسب الوكالة الأمريكية، التي قالت إن الضربة الثانية لوباء كوورنا في ربيع 2020، واقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في 6 يناير، أوصدتا رمز الديمقراطية الأمريكية لأطول فترة في تاريخه.

وأشارت إلى أنه، مع خروج الأمريكيين من الوباء، في عطلة الرابع من يوليو، كما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن مبنى الكونجرس الأمريكي يواجه «تهديدات جديدة بالعنف ومتغيرات فيروسات ولحظات أكثر صعوبة».

من جانبه، قال جين إل كامبل، الرئيس والمدير التنفيذي لمبنى الكابيتول التاريخي في الولايات المتحدة: «ما يبعث على الحزن، أن مبنى الكابيتول كان إلى الأبد رمزنا للديمقراطية، فقد عانى الحرب الأهلية، وخلال الحروب العالمية، وخلال الصراعات بجميع أنواعها».

وعن المجتمع التاريخي، أكد كامبل، أنه تم إغلاق مبنى الكابيتول الآن، لأطول فترة في تاريخه البالغ 228 عامًا.

سلالات خطيرة

وتتحوَّل المحادثات، في الأماكن العامة والخاصة، عن كيفية إعادة فتح الكابيتول بأمان، مع ظهور سلالات خطيرة من فيروس كورونا، في الوقت الذي يصدر فيه مسؤولو إنفاذ القانون الفيدرالي تحذيرات جديدة، من احتمال وقوع أعمال عنف من الجماعات اليمينية المتطرفة، وأولئك الذين يؤمنون بالمؤامرات.

وكان القوميون البيض وغيرهم من الجماعات اليمينية المتطرفة الموالية لترامب اقتحموا في 6 يناير مبنى الكابيتول، في محاولة قلب انتصار بايدن.

ترامب يعود

وكانت السلطات الأمريكية تتعقَّب الأحاديث عبر الإنترنت عن الذين يحتمل أن يعودوا إلى واشنطن، كجزء من نظرية مؤامرة لا أساس لها، بأن ترامب سيعود إلى منصبه في أغسطس، وفقًا لمسؤولين مطلعين تحدَّثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، لمناقشة إجراءات إنفاذ القانون الحساسة.

من جانبه، قال النائب بيني طومسون، رئيس لجنة الأمن الداخلي، رئيس لجنة اختيار جديدة الآن، من شأنها أن تحقِّق في أعمال الشغب: أريد أن يشعر الناس بالفخر، لأنهم يستطيعون القدوم إلى مبنى الكابيتول، ويمكنهم التحدُّث عن تاريخه الثري، ينبغي ألا نفكر في زيارة مبنى الكابيتول ونتساءل عمّا إذا كان الوضع آمنًا».

وكافح المشرِّعون، العام الماضي، بمشاعرهم المختلطة تجاه الأبواب المغلقة، مبدين تخوفهم من العودة إلى الكابيتول، عندما يرفض جزء من زملائهم، (معظمهم من الجمهوريين)، التطعيم ضد فيروس كورونا.

السياج الأمني

وبينما يعبِّر كثيرون من المشرِّعين، عن حزنهم، بسبب السياج الأمني ​​المعدني الأسود، وكل ما يمثِّله، يرى البعض أنه رادع ضروري، بعد الفرار إلى بر الأمان، من مثيري الشغب المؤيدين لترامب.

لكن الممرات الهادئة تسبِّب الآن عدم ارتياح بين الأمريكيين، في الوقت الذي كان يضج فيه مبنى الكابيتول، بمجموعات المدارس والسياح وغيرهم من الزوار، الذين يتجمَّعون عادة في موسم الصيف، لرؤية الديمقراطية، أو لتقديم التماس إلى حكومتهم.

ووفقًا لأحد مساعدي مجلس النواب، فإن الكونجرس يوفِّر الرابط الأكثر مباشرة بين الأمريكيين، وحكومتهم الفيدرالية، مشيرًا إلى أن 2.5 مليون شخص اعتادوا زيارة مبنى الكابيتول كل عام، بينما قُدِّر زوار المناطق المحيطة بـ 12 مليونًا.

وقالت النائبة جان شاكوسكي: أفتقد الزوار... أرى أنه من الملهم أن الكثيرين يريدون المجيء إلى هنا.

أزمات متعددة

الكابيتول عانى أزمات عدة، بحسب «أسوشيتيد برس»، التي قالت إن مقر الديمقراطية الأمريكية، شهد هجومًا نهاية حرب 1812، عندما غزا البريطانيون عام 1814، مثل الهجوم الذي حدث هذا العام، في إشارة إلى هجوم مؤيدي ترامب.

وأشارت الوكالة، إلى أنه تم إغلاق صالات العرض العامة نحو شهر، خلال جائحة عام 1918، كما لم يتمكَّن الجمهور من الزيارة عام 1968 أثناء الاضطرابات التي أعقبت اغتيال القس مارتن لوثر كينغ.

كما أُغلق الكابيتول بضعة أشهر، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أن الفترة الحالية، هي الأطول لإغلاق رمز الديمقراطية الأمريكية.

إعادة فتح الكابيتول

أرسل النائب عن ولاية إلينوي رودني ديفيس، وهو أعلى الجمهوريين في لجنة إدارة مجلس النواب، إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ديمقراطية من كاليفورنيا، رسالة موقَّعة من نحو 135 مشرّعًا جمهوريًا، يطالبون بخُطة لإعادة فتح الباب، مؤكدًا أنه لا يوجد سبب لإغلاق الكابيتول.

وشدَّد البرلماني الأمريكي، على ضرورة محاكمة المتورِّطين في الحصار، إلا أنه حان الوقت لأن ينهي مجلس النواب التصويت بالوكالة، ويستأنف العمليات المنتظمة.

أحد كبار المساعدين الديمقراطيين، الذي لم يُصرح له بمناقشة الأمر علنًا، قال -بشرط عدم الكشف عن هويته- إن الجولات لم تُستأنف لأسباب وبائية وأمنية، مشيرًا إلى أن مجلسي النواب والشيوخ يراجعان الوضع بالتشاور مع مكتب الطبيب المعالج.

بروتوكولات جديدة

ويعمل قادة الكونجرس، لمحاولة استئناف الجولات العامة في مبنى الكابيتول، لكن من المحتمل أن تأتي إعادة الفتح ببروتوكولات جديدة للصحة والسلامة لملايين الزوار سنويًا، و535 مشرِّعًا وآلاف الموظفين وأفراد الفريق، الذين يعملون تحت إشراف مجلس النواب في القبة والمبنى.

وقالت «أسوشيتيد برس»، إن المشرِّعين بمجلس النواب الأمريكي، يعملون بموجب نظام تصويت بالوكالة، سمح لهم بتجنُّب السفر إلى العاصمة واشنطن، رغم أن معظمهم يصوتون الآن شخصيًا.

وفي إشارة إلى عودة الأمور إلى طبيعتها، يتراجع السياج الأمني ​​المحيط بمبنى الكابيتول، بحسب الوكالة الأمريكية، التي قالت إنه بينما وافق مجلس النواب على حزمة إنفاق طارئة بـ 1.9 مليار دولار لتعزيز الأمن للمجمع، فإن مجلس الشيوخ اعترض على زيادة تلك الأموال.