سيدة الخير.. قتل سهير الأنصاري ينكأ جراح عام من حوادث القتل في مصر

بدأت القصة بتلقي السلطات المصرية بلاغًا يفيد بالعثور على جثة سيدة في العقد السابع من العمر على قارعة أحد طرق محافظة البحيرة شمالي مصر، بينما تبين -بعد الفحص- أنها جثة سيدة الأعمال الخيرية.

سيدة الخير.. قتل سهير الأنصاري ينكأ جراح عام من حوادث القتل في مصر
سهير الأنصاري

السياق

سيدة العمل الخيري، لقب شق طريقه إلى ألسنة المصريين خلال الساعات الماضية، حزنًا وكمدًا على وفاة سيدة ترأس جمعية خيرية، واشتُهرت بمد يد العون والمساعدة لمن كانوا في حاجة إليها.

«ربنا مسخرني لعمل الخير» كلمات طالما كررتها السيدة سهير الأنصاري، التي لم تكن تعلم أن مصيرها سيكون مشابهًا لوالدتها التي تعرضت لسرقة الأموال والذهب الذي كانت تمتلكه.

وبينما سخَّرت تلك السيدة المصرية جهودها لقضاء حوائج المحتاجين، إلا أن ذلك لم يشفع لها، خاصة بعد أن عُثر عليها جثة هامدة على قارعة أحد الطرق العامة، من دون المبلغ الذي كان بحوزتها، الذي تردد أنها كانت في طريقها لتسليمه لعروس في إحدى مناطق محافظة البحيرة.

 

فماذا عن الحادث؟

بدأت القصة بتلقي السلطات المصرية بلاغًا يفيد بالعثور على جثة سيدة في العقد السابع من العمر على قارعة أحد طرق محافظة البحيرة شمالي مصر، بينما تبين -بعد الفحص- أنها جثة سيدة الأعمال الخيرية سهير الأنصاري.

وتقول وسائل إعلام محلية، إنه بمناظرة الجثة تبين وجود جرح قطعي في الرأس وكدمات متفرقة بالجسم، بينما أكدت التحريات أن السيدة كانت في طريقها لتوصيل مبلغ كبير لعروس يتيمة، بعد أن انتهت من اجتماع لمجلس أمناء إحدى مدارس دمنهور.

وبحسب التقارير المحلية، فإن السيدة التي سافرت بمفردها لتوصيل المبلغ الذي جمعته من أموال الصدقات والتبرعات للعروس، فقد ذووها أثرها، بعد أن أغلق هاتفها المحمول، ما دفعهم إلى البحث عنها.

وبينما تواصل السلطات جهودها لكشف ملابسات الجريمة، ترجح التحريات أن جريمة القتل كانت بدافع السرقة، خاصة أنه لم يعثر بحوزة القتيلة على أي مال.

وبوجوه حزينة وعيون باكية، شيع المئات من أهالي المحافظة، حيث تقطن سهير الأنصاري، جثمان سيدة الأعمال، بعد تصريح النيابة العامة، التي كلفت فريقًا للتحقيق في ملابسات القضية.

يأتي ذلك، بينما قال محام مصري يدعى محمد الفقي، إن العقوبة المتوقعة للمتهم -حال ضبطه- تصل إلى الإعدام، لأن الواقعة التي هي قتل مع سبق الإصرار، مقرونة بجريمة السرقة.

 

من هي سهير الأنصاري؟

تقول ابنة سهير الأنصاري، إن والدتها كانت من محبي الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء والمساكين، موضحة أنها كانت تعمل بالشؤون الاجتماعية في البحيرة.

ورغم إحالتها إلى التقاعد منذ عامين، لم تنقطع عن الذهاب إلى العمل لمساعدة الناس، وقضاء حوائجهم، بحسب ابنة سهير الأنصاري التي رثت والدتها بقولها: «كانت النفس اللي (الذي) نتنفسه... كسرتيني يا ماما وهتوحشيني (سنفتقدك) يا غالية».

بينما قالت إحدى جيران سهير الأنصاري، إنها كانت تشارك في جميع الأعمال الخيرية، وتساعد جميع من يتقدمون إليها بطلب المساعدة، مشيرة إلى أنها كانت تجهز العرائس غير القادرين والأيتام.

وأضافت: كانت تساعد كل الناس، من دون أن تتأخر يومًا، على أحد».

وقالت أخرى: المجني عليها كانت تتمتع بالسيرة الطيبة، وكانت تعد وجبات الطعام خلال شهر رمضان، لإفطار الصائمين.

ورثتها بقولها: «كانت أمنا وأختًا كبيرة لنا، كانت تساعدنا كلنا حتى لو مش معاها، ربنا يرحمها ويدخلها الجنة ونعيمها».

 

حصيلة حكومية

وبينما لم تشر تقارير حكومية إلى حصيلة جرائم القتل، خلال العام الذي يطوي صفحاته، إلا أن الربع الأول من 2022، شهد 84 جريمة قتل في محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية) حازت اهتمام الرأي العام.

ويقول التقرير الحكومي الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن النسبة الأعلى بين المحافظات الثلاث، كانت في الجيزة التي تصدرت التقرير بـ45 جريمة، تليها القاهرة بـ34 جريمة، ثم القليوبية بـ5 جرائم.

وبحسب التقرير الحكومي، فإن يناير شهد انخفاضًا في معدل جرائم القتل بـ 19 جريمة، مقارنةً بفبراير الذي شهد 32 جريمة، بينما بلغ عدد مُرتكبي جرائم يناير 29 متهمًا، بينهم سيدة وطفلان، و26 رجلًا «التي تلوثت أيديهم بدماء ضحاياهم».

وأشار التقرير إلى أن عدد مرتكبي جرائم فبراير 45 متهمًا، بينهم سيدتان، و43 رجلًا، بينما وصل عدد جرائم مارس 33 جريمة قتل، في ارتفاع ملحوظ عن أول شهرين من عام 2022.

 

الجرائم الأشهر

وبينما لم تتوافر تقارير عن حصيلة الجرائم عام 2022، إلا أن هناك بعض الجرائم التي تركت أثرًا كبيرًا في الشارع المصري، بينها ذبح طالب بجامعة المنصورة في 20 يونيو الماضي يدعى محمد عادل، زميلته نيرة أشرف بالشارع أمام الجامعة لرفضها الزواج به، بينما قضت المحكمة بعد جلسات ماراثونية –لم تنته- بإعدامه.

وفي 9 أغسطس الماضي قُتلت الطالبة سلمى بهجت بـ17 طعنة على يد زميلها إسلام محمد في أحد شوارع مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية شمالي البلاد، لأنها رفضت الزواج به، بينما قررت المحكمة إيداعه مستشفى العلاج النفسي.

وفي 4 سبتمبر المنصرم، أطلق شاب يدعى أحمد فتحي، النار على فتاة تدعى أماني عبدالكريم، في أحد شوارع محافظة المنوفية شمالي القاهرة، لرفضها الزواج به، إلا أنه انتحر في اليوم التالي بالسلاح الذي ارتكب به جريمته.

وفي 14 سبتمبر الماضي، حاول شاب في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية شمالي القاهرة، قتل فتاة ذبحًا في الشارع، بعد أن طعنها 3 طعنات في الرقبة والرأس، لرفضها معاكسة صديقه لها.