هل تنجح أوكرانيا في إبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي؟

يعكس مجلس الأمن الدولي -في تشكيلته- ميزان القوى بعد الحرب العالمية الثانية، إذ يضم 15 دولة عضوًا مكلفة بمعالجة الأزمات العالمية، خصوصًا عبر فرض عقوبات، والسماح بعمل عسكري، والموافقة على تغييرات في ميثاق الأمم المتحدة.

هل تنجح أوكرانيا في إبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي؟

السياق

مع تجاوز الحرب الروسية في أوكرانيا يومها الـ 300 وسط تصعيد عسكري بين الطرفين، واستعدادات لمعركة جديدة، يخوض غمارها البلدان، أعلنت كييف أنها ستطلب إخراج موسكو من مجلس الأمن الدولي، غداة تصريحات جديدة للرئيس فلاديمير بوتين اتهم فيها الغرب باتباع سياسة "فرق تسد".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في برنامج تلفزيوني بمناسبة عيد الميلاد: "الاثنين، نعلن موقفنا رسميًا. لدينا سؤال بسيط جدًا: هل لروسيا الحق في البقاء عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي وأن تكون عضوًا في الأمم المتحدة؟".

وأضاف: "لدينا إجابة مقنعة ومنطقية: لا، لا تملك هذا الحق".

وأشار كوليبا إلى أن مسألة شغل روسيا مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي -مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين- تناقَش في الأوساط الدبلوماسية.

وبعدما أوضح أن هذه المسألة لم تطرح في مؤتمرات صحفية، ولا بيانات عامة لقادة الدول والحكومات، قال كوليبا: "على مستوى أدنى، يطرح السؤال عما يجب أن تصبح عليه روسيا حتى لا تشكل تهديدًا للسلام والأمن".

ويعكس مجلس الأمن الدولي -في تشكيلته- ميزان القوى بعد الحرب العالمية الثانية، إذ يضم 15 دولة عضوًا مكلفة بمعالجة الأزمات العالمية، خصوصًا عبر فرض عقوبات، والسماح بعمل عسكري، والموافقة على تغييرات في ميثاق الأمم المتحدة.

بالمقابل تتمتع كل دولة، من الخمس الدائمة العضوية في المجلس، بحق النقض (الفيتو) الذي يسمح لها بمنع تبني أي قرار.

وتطالب دول عدة -منذ فترة طويلة- بإصلاح مجلس الأمن، إذ ينتقد بعضها التمثيل الضعيف للدول الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية في المقاعد الدائمة.

 

3 قتلى

من جهة أخرى، أسقطت قوات الدفاع الجوي الروسية طائرة مسيرة أوكرانية، عند اقترابها من قاعدة جوية جنوبي روسيا، ما أسفر عن ثلاثة قتلى عند سقوط حطامها، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.

وقالت وكالة تاس، نقلًا عن وزارة الدفاع الروسية: "في 26 ديسمبر الساعة 01.35 بتوقيت موسكو (22.35 ت غ الأحد)، أسقطت مركبة جوية أوكرانية من دون طيار على ارتفاع منخفض، أثناء اقترابها من مطار إنجلز العسكري في منطقة ساراتوف".

وأضافت: "نتيجة لسقوط حطام الطائرة أصيب ثلاثة جنود فنيين روس كانوا في المطار بجروح قاتلة".

 

بوتين يهاجم الغرب

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين –الأحد- الغرب بالسعي إلى "تقسيم" روسيا، مؤكدًا في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، أن الهجوم على أوكرانيا يرمي إلى "توحيد الشعب الروسي".

وقال بوتين: "كل شيء يستند إلى سياسة خصومنا الجيوسياسيين الذين يهدفون إلى تقسيم روسيا، روسيا التاريخية".

وأضاف: "فرِّق تسُد... حاولوا دائماً ذلك، يحاولون ذلك الآن، لكن هدفنا مختلف تمامًا: توحيد الشعب الروسي".

كان الرئيس الروسي قد برّر التدخّل العسكري بأوكرانيا في مناسبات عدّة، مشيرًا للحاجة إلى الجمع بين الأوكرانيين والروس، الذين لا يشكّلون بالنسبة إليه سوى شعب واحد.

ودان مجدّدًا موقف كييف وحلفائها الغربيين الذين "يرفضون إجراء محادثات"، مؤكدًا أنّه "مستعدّ للتفاوض مع جميع المشاركين في هذه العملية لإيجاد حلّ مقبول للنزاع".

 

احتفال بعيد الميلاد

بالمقابل، لم تحرم الحرب الدائرة في البلاد الأوكرانيين من الاحتفال بأعياد الميلاد، إذ احتفل أوكرانيون أرثوذكس قبل أسبوعين على احتفالاتهم التقليدية، بعيد الميلاد الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف إلى جانب الكاثوليك.

وقالت أولغا ستانكو لوكالة فرانس برس في كنيسة وسط المدينة: "الحرب جلبت لنا الكثير من الحزن". وأضافت: "لا يمكننا البقاء تحت النفوذ الروسي".

وأعربت أولينا زاخاروفا غوريانسكا عن سعادتها بالاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر للمرة الأولى، واصفة ذلك بأنه خيار بديهي بعد المعاناة من الاحتلال الروسي لبلدة غوستوميل شمالي كييف.

وقالت: "لا أريد أن يكون هناك ما يربطني بالمحتلين، وبالعدو".

تنقسم أوكرانيا، البلد الذي أغلبية سكانه من الأرثوذكس، بين كنيسة تابعة لبطريركية موسكو -أعلنت أنها قطعت علاقاتها مع روسيا نهاية مايو بسبب الهجوم الروسي- وكنيسة روسية مستقلّة عن الوصاية الروسية.