محمد رمضان يثير الجدل في العراق.. سياسيون ينتقدون والفنان يرد بسخرية

السياق

«أنا الشيطان كان يستعيذ بالله مني»، كلمات علَّق بها الفنان المصري محمد رمضان ساخرًا، على الشتائم التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بحقه، إثر حفله الأخير في العاصمة العراقية بغداد، الذي أثار الكثير من الجدل.

كان الفنان المصري، أحيا في 10 ديسمبر الجاري، حفلًا غنائيًا في بغداد، استقبله الجمهور خلالها بحفاوة وُصفت بـ«الكبيرة»، وحققت المقاطع المجتزأة من الحفل ملايين المشاهدات، إلا أنها أثارت غضبًا كبيرًا في الأوساط السياسية العراقية، دفعت كثيرين من السياسيين إلى المطالبة بعدم «استيراد» ذلك النوع من الفنون إلى بلاد الرافدين.

آخر هؤلاء السياسيين كان نوري المالكي، الذي أطلق وابلًا من الشتائم بحق الفنان المصري، من دون أن يسميه، قائلًا: «ويحتضنون بشكل مخيف عشرات الآلاف، يتدافعون لمشاهدة إنسان داعر، فاسق»، في إشارة إلى محمد رمضان، الذي أثار الكثير من الجدل، بعد حفله الأخير، نظرًا لأسلوبه في الغناء.

إلا أن مقطع المالكي، الذي كال فيه الشتائم لرمضان، نشره الأخير عبر «إنستغرام»، مستدعيًا جملة من أحد أعماله الفنية، ليرد بها على السياسي العراقي، قائلًا: «أنا الشيطان كان يستعيذ بالله مني».

وحصد المقطع الذي نشره الفنان المصري، للسياسي العراقي، قرابة مليون و200 ألف مشاهدة خلال ساعات، وحمل تعليقات سلبية بحق رئيس الوزراء العراقي السابق، واتهامات للأخير بالفساد، بينما انتقد آخرون تصرفات رمضان في الحفل وأسلوبه في الغناء.

هجوم حاد

لم يكن المالكي وحده مَنْ انتقد رمضان، بل إن رجل الدين الشيعي العراقي جعفر الإبراهيمي، شن هجومًا حادًا في إحدى خطب الجمعة، على الفنان المصري، قائلًا: ولم يأتنا رمضان، وقد فرحنا بمحمد رمضان في بغداد (..) هذا الذي جاء وكشف عن صدره، وجعل الناس يعطونه الساعات والهدايا»، ليستدعي الفنان المصري جزءًا من أحد الأعمال الفنيه لمواطنه الشهير عادل إمام، قائلًا: «دا أنا غلبان!».

لم يكتفِ الإبراهيم بهذا الهجوم، بل ندد داخل مجلس وعظ ديني في أحد المساجد، قبل أيام، بـ«إنفاق 4.5 مليار دينار عراقي (3.1 مليون دولار أمريكي) على حفل رمضان»، واصفًا إياه بأوصاف عنصرية.

إلا أن الفنان المصري، استنكر هذه الاتهمات والإساءات التي وجهها إليه رجل الدين الشيعي، متسائلًا عبر «إنستغرام»: «كيف من بيت الله تعترض على لوني الذي خلقه الله؟ (..) عمومًا أنا مسامح حبًا واحترامًا للشعب العراقي، وكل الاحترام والتقدير لكل الأديان وكل الطوائف».

زعيم التيار الصدري دخل هو الآخر على خط انتقاد حفل الفنان المصري، إلا أنه وجَّه سهامه نحو منظمي الحفل، قائلًا، إن بغداد في بحاجة إلى استيراد التجربة المصرية الجديدة، وأعني بها الحملة الخدمية والإعمار الذي بدأ التطور تدريجيًا في مصر، من خلال بعض المتبنيات والأفكار التي أوعز بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد أن كانت مصر تحت الأنقاض، والآن تحاول لملمة جراحها وإعمار ما اندثر منها، بخطط مدروسة ومنظمة وبرقابة صارمة وخطة أمنية، تحاول من خلالها إبعاد شبح الارهاب والتطرف، وإعطاء الجيش المصري دوره الفاعل في ذلك.

الحفلات الراقصة

وأشار المالكي إلى أن بلاده «ليست بحاجة لمثل تلك الحفلات والبذخ وصرف الأموال بما لا طائل منه، بل بحاجة للإعمار والخدمات والأمن والاستقلال، بعيدًا عن الاحتلال والأفكار والأهواء الغريبة»، مطالبًا الشباب العراقي بـ«التمييز بين الحرية والانحلال، كما يجب أن يقدِّم مصالح البلد العامة على المصالح الشهوية والانحلالية، التي يتحجج بها البعض، ويعدها ردًا على التشدد الداعشي والارهابي، ظنًا منه أنها من متبنيات الإسلام، والإسلام منها براء».

ودائمًا ما يثير الفنان المصري محمد رمضان الجدل، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أم من خلال الحفلات، في بلاده أو بلدان أخرى في الوطن العربي، نظرًا لـ«أسلوبه في الغناء، والاستعراض الذي يقوم به، إضافة إلى التباهي بما يمتلك، سواء طائرته الخاصة أم سياراته الكثيرة باهظة الثمن».

وتورَّط رمضان في الفترة الأخيرة، في أزمات عدة، دفعت أحد المحامين المصريين ويدعى سمير صبري، إلى تقديم بلاغ ضده، لنشره مقطع فيديو «إباحيًا بألفاظ صريحة بذيئة»، على حد قول الأخير.

وتابع المحامي المصري في بلاغه: «بعد أن كانت أغاني رمضان تحتوى على العديد من الألفاظ والإيحاءات الجنسية، أصبحت بالألفاظ البشعة والمتدنية، بعبارات فجة صريحة، ما حدا بنقابة الموسيقيين بوقف محمد رمضان عن إحياء الحفلات أو الغناء».

وأضاف القانوني المصري، المعروف بتقديمه بلاغات ضد المشاهير، أن «هناك حملة الغرض منها تلويث سمعة مصر وحضارتها الفنية الشامخة، ونثر الأتربة والتلوث على هذه الحضارة الفنية العريقة»، مشيرًا إلى أن رمضان «يبث أغنية له من خلال فيديو كليب يحتوي على ألفاظ صريحة، من دون مواراة في قذارتها».