الموت لخامنئي ورئيسي... بايدن يفوت فرصة للضغط على إيران
هناك فرصة كبيرة لتزايد الاحتجاجات في طهران، إذ يؤدي الجفاف إلى زيادة حاجة البلاد لواردات الحبوب، في الوقت الذي يخوض فيها اثنان من الموردين الرئيسين، روسيا وأوكرانيا، حربًا

ترجمات - السياق
قالت شبكة بلومبرج الأمريكية إن الهتافات المضادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب غزوه لأوكرانيا، بالمظاهرات الأخيرة في طهران، كانت محرجة للنظام الإيراني، الذي يعد الزعيم الروسي حليفاً له.
وأضافت الشبكة، في تحليل: رغم أن هذه الهتافات مزعجة بالنسبة للنظام الإيراني، فإن ذلك لا يُقارن بالانزعاج الذي سببته هتافات "الموت لخامنئي" و"الموت لرئيسي" التي تعلو الآن بالاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، إذ مع تحول المظاهرات ضد ارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى مظاهرات سياسية، فإن المزيد من الإيرانيين يوجهون غضبهم ضد المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي.
العقوبات الأمريكية
وذكرت أنه بعد استنفاد عذرهم المعتاد، المتمثل في أن العقوبات الأمريكية هي المسؤولة عن مشكلات إيران، انتقل النظام بسرعة إلى خطته البديلة المعتادة وهي قتل المتظاهرين وسجنهم وفرض إغلاق الإنترنت، على المدن التي اندلعت فيها المظاهرات، ولكن حتى الآن، لم يؤد استخدام الوحشية ولا عرض الحكومة تقديم 14 دولارًا نقدًا شهريًا للعائلات الأكثر احتياجًا إلى وقف الاضطرابات".
وهناك فرصة كبيرة لتزايد الاحتجاجات في طهران، إذ يؤدي الجفاف إلى زيادة حاجة البلاد لواردات الحبوب، في الوقت الذي يخوض فيها اثنان من الموردين الرئيسين، روسيا وأوكرانيا، حربًا، ومن المرجح أن يصعد النظام عمليات القمع، تمامًا كما فعل في خريف 2019، عندما أوقف المظاهرات ضد ارتفاع أسعار الوقود بقتل مئات المتظاهرين، حسب الشبكة.
ورأت "بلومبرج" أنه في الظروف العادية، كانت هذه فرصة للولايات المتحدة، لتكثيف الضغط على النظام في طهران، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تفعل العكس، حيث سمحت لطهران بالاستهزاء بالعقوبات، مع الإفلات من العقاب، بينما تكتفي وزارة الخارجية بالتشدق بالكلام عن "حقوق الإيرانيين في التجمع السلمي وحرية التعبير".
حرب أوكرانيا
وأشارت الشبكة إلى أن الحرب في أوكرانيا منحت إيران مكاسب غير متوقعة من عائدات النفط، ما كان من المفترض أن تمنعه العقوبات، من الصادرات إلى الصين، إذ تفاخر رئيسي بأن الصادرات تضاعفت منذ الصيف الماضي، كما تتوقع ميزان السنة المالية المقبلة زيادة عائدات الصادرات بمقدار الثلث.
ووفقاً لـ "بلومبرج" فإنه يجرى نقل صادرات النفط الإيرانية من خلال بعض الحيل، حيث توقف ناقلات النفط تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، لإخفاء خط سيرها أو لنقل حمولتها في طريقها إلى السفن الأخرى.
ورغم أن الإدارة الأمريكية تستطيع كشف هذه الخدع بسهولة، في حال كانت تولي اهتماماً بالأمر، إذ بإمكانها استخدام متعقبات الناقلات المحترفة وصور الأقمار الاصطناعية لتحديد أماكن السفن، لكن إدارة بايدن اختارت أن تنظر في الاتجاه الآخر، وهو ما يرجع إلى أن الرئيس الأمريكي منح أولوية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي ألغاه سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
كانت الإدارة على استعداد لتقليص بعض العقوبات المفروضة على الإيرانيين، على أمل أن يكونوا أكثر استعدادًا للعودة إلى شروط الصفقة السابقة، المعروفة باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، كما كانت طهران مستعدة للحصول على هذه الميزة، لكنها لم تقدم أي تنازلات في المقابل، بل واصلت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات خطيرة وبناء مخزونها، وحتى الآن، ترفض حتى السماح للأمريكيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، حسب الشبكة.
الضغط على إيران
وذكرت "بلومبرج" أن الحرب في أوكرانيا منحت إدارة بايدن ذريعة أخرى، لتجاهل الصادرات الإيرانية التي تخرق العقوبات، لأن وقف هذه الصادرات سيكون لها تأثير ضار في أسعار النفط، التي ارتفعت في ظل العقوبات المفروضة على روسيا، وهي مصدر رئيس للنفط، ورفض دول مثل السعودية والإمارات زيادة إنتاجها لسد الفجوة.
وقالت "بلومبرج": قد يكون هناك اعتبار آخر لإحجام بايدن عن الضغط على طهران، هو أن قطع الإمدادات الإيرانية قد يؤدي إلى عداء بكين، إذ إنه قد يأمل أن يساعد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يدعم روسيا في هذه الحرب، في إقناع بوتين بإنهائها.
ورأت الشبكة أن هناك القليل من الدلائل، على أن شي قد يفعل أي شيء من هذا القبيل، لكن الصينيين يقدمون لبايدن خدمة من نوع مختلف، وإن كان ذلك عن غير قصد، إذ إنه مع احتياج روسيا إلى مشترين بديلين للنفط، الذي لم يعد بإمكانها بيعه للغرب، فإن بكين تستفيد من الأسعار المخفضة للغاية، كما يعد النفط الروسي أكثر جاذبية، لأنه لا يحتاج إلى النقل لمسافات طويلة للوصول إلى الصين، كما يحدث مع النفط الخام الإيراني، ونتيجة لذلك، تراجعت إمدادات طهران إلى الصين في الأسابيع الأخيرة.
ونهاية التحليل، قالت "بلومبرج" إن ذلك يجب أن يحرك بايدن لإنهاء فترة السماح الطويلة، التي قدمها لإيران، وأن يكون جادًا في فرض عقوبات على صادراتها، مشيرة إلى أنه في حال عدم توصل طهران إلى اتفاق بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة، فإنه لن يكون هناك سبب للسماح للنظام الإيراني بملء خزائنه.