بعد الهجوم على الحسكة.. جيل داعشي جديد يغير حسابات المعركة

هذا الجيل الجديد من مجندي داعش، يُغيّر حسابات المعركة، ويزيد التهديدات بعدة طرق

بعد الهجوم على الحسكة.. جيل داعشي جديد يغير حسابات المعركة

ترجمات – السياق

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن أحداث سجن الحسكة في سوريا، وسلسلة ضربات ضد الجيش العراقي، وشريط فيديو مروّع يظهر ذبح ضابط شرطة عراقي، تؤكد الدلائل على عودة ظهور التنظيم في سوريا والعراق يومًا بعد يوم.

وأوضحت "نيويورك تايمز" في تقرير، أن شن التنظيم الإرهابي سلسلة من الهجمات المنسقة والمتطورة مؤخرًا في سوريا والعراق، يشير إلى أنه يعاود الظهور كتهديد أكثر خطورة بعد نحو ثلاث سنوات من خسارته لآخر رقعة من أراضي ما تسمى "الخلافة".

كان الهجوم الأخير لـ"داعش" على سجن في مدينة الحسكة السورية، قد أثار مخاوف من استعادة التنظيم قدراته وتساؤلات عما إذا كان الهجوم الأكبر منذ إسقاط "خلافته"، مؤشرًا على عودة التنظيم إلى سابق عهده، فهل يستطيع "داعش" استعادة قوته.

 

لم ينتهِ

وقال كاوا حسن مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز ستيمسون: "هذه الهجمات دعوة للاعبين الإقليميين والدوليين لليقظة، داعش لم ينتهِ والقتال لم ينتهِ". وأضاف أن ما حدث "يُظهر قدرة داعش على الصمود، للرد في الزمان والمكان الذي يختاره".

وأوضحت الصحيفة، أنه بعد هجوم هو الأعنف لتنظيم داعش منذ سنوات، وسقوط نحو 200 قتيل، وبعد ستة أيام من المعارك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استعادة سيطرتها على سجن غويران في الحسكة، مشيرة إلى أن السجن يكتظ بآلاف السجناء.

ودفع الهجوم، الذي تلته اشتباكات داخل السجن وفي محيطه، مع فرار سجناء من التنظيم إلى الأحياء المجاورة، والاحتماء داخل منازل المدنيين، نحو 45 ألف شخص للهروب من منازلهم، وفق إحصاء للأمم المتحدة.

وحسب الصحيفة، انضم الجيش الأمريكي إلى القتال الاثنين الماضي، لدعم حلفائه في قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، بعد أيام من هجوم التنظيم على سجن مؤقت في مدينة الحسكة، بمحاولة لتحرير مقاتلي التنظيم المحتجزين هناك، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة نفَّذت غارات جوية عدة، وقدَّمت معلومات استخباراتية وقوات برية في مركبات برادلي القتالية، التي ساعدت في تطويق السجن.

وفي العراق -في الوقت نفسه تقريبًا الذي بدأ فيه الهجوم على السجن- اقتحم مقاتلو داعش موقعًا للجيش في محافظة ديالى، ما أسفر عن مقتل 10 جنود وضابط، في الهجوم الأكثر دموية منذ سنوات، على قاعدة عسكرية عراقية.

 

جيل جديد

وأثار الهجوم مخاوف من أن تُفسح بعض الظروف في العراق، التي سمحت بصعود داعش عام  2014، المجال له الآن لإعادة تشكيل نفسه، بحسب "نيويورك تايمز".

وذكرت أن الهجمات في المناطق الجبلية والصحراوية النائية في العراق، تبرز نقص التنسيق بين القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الخاضعة لحكومة إقليم كردستان العراق.

وقال أرديان شاكوفسي، مدير المعهد الأمريكي لمكافحة الإرهاب والاستهداف والصمود، إن معظم المسلّحين الذين اعتُقلوا في هجمات، منذ أن فقد التنظيم آخر أراضيه قبل 3 أعوام، من صغار السن، ومن عائلات لها أعضاء أكبر سناً، مرتبطون بالتنظيم.

وأضاف شاكوفسي: "إذا كان الأمر كذلك، فهذا الجيل الجديد من مجندي داعش، يُغيّر حسابات المعركة، ويزيد التهديدات بطرق عدة".

وتعليقًا على ذلك، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن العراق كافح للتعامل مع آلاف العراقيين من أقارب مقاتلي التنظيم، وعوقبوا بشكل جماعي ووضعوا في معسكرات الاعتقال، التي ينظر إليها الآن على أنها أرض خصبة للتطرف.

 

مقاتلون أطفال

وذكرت "نيويورك تايمز" أن حصار السجن السوري سلَّط الضوء على محنة آلاف الأطفال الأجانب المحتجزين منذ ثلاث سنوات، بالمعسكرات والسجون في المنطقة، الذين هجرتهم بلدانهم.

وأوضحت أنه بين نزلاء السجن صبية لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، وقد نُقل بعضهم إلى السجن، بعد أن اعتبروا أكبر من أن يبقوا في معسكرات الاعتقال، التي احتجزت عائلات يشتبه في كونهم من مقاتلي تنظيم الدولة.

ونقلت الصحيفة عن مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا ، سونيا كوش، قولها: إن من احتجزوا الأطفال مسؤولون عن سلامتهم، لكنها أشارت أيضًا بأصابع الاتهام إلى الحكومات الأجنبية، التي رفضت إعادة مواطنيها المسجونين إلى أوطانهم.

وقالت كوش: "تقع المسؤولية عن أي شيء يحدث لهؤلاء الأطفال أيضًا، على عاتق الحكومات الأجنبية، التي اعتقدت أنها تستطيع ببساطة التخلي عن مواطنيها الأطفال في سوريا".

من جانبه، قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة: إن معركة هذا السجن، أكبر معركة بين القوات الأمريكية والتنظيم، منذ أن فقد آخر قطعة من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا عام 2019.

وفي ذروته -حسب الصحيفة الأمريكية- كان تنظيم الدولة يسيطر على أراض بحجم بريطانيا تمتد بين العراق وسوريا، مشيرة إلى أنه توجه ما يقدر بنحو 40 ألف أجنبي -بمن فيهم الأطفال- إلى سوريا للقتال أو العمل من أجل "دولة الخلافة"، وأحضر الآلاف منهم أطفالهم الصغار، وأنجبوا هناك أطفالًا آخرين.

وقالت "نيويورك تايمز" إن العديد من الرجال في السجن، البالغ عددهم نحو 3500 مقاتل، وبعضهم مصاب بجروح، كانوا يعكسون الجاذبية الدولية لتنظيم الدولة، فهم يتحدرون من جميع أنحاء العالم، وقد رفضت أغلبية دولهم استعادتهم، بينما يضم جزء منفصل من المجمع قرابة 700 فتى، وهم أطفال لأعضاء مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، أسِروا أيضًا مع انهيار التنظيم.