طالبان تبدأ السيطرة على النساء من المنزل
أصدرت حركة طالبان مرسوماً في 7 مايو يقضي بضرورة تغطية الأفغانيات أنفسهن، من الرأس إلى أخمص القدمين، في الأماكن العامة.

ترجمات - السياق
هل رأيت وجوه نساء كابل؟ هل رأيتها؟ هؤلاء النساء من شقيقاتي الأفغانيات، يحملن لافتات في الشوارع، وأصواتهن مرفوعة من أجل العدالة، وأجسادهن ضعيفة وغير خائفة، انظر إليهن، انظر الآن، انظر قبل ارتفاع المد الأزرق، حيث ستختفي النساء أسفله.
أصدرت حركة طالبان مرسوماً في 7 مايو يقضي بضرورة تغطية الأفغانيات أنفسهن، من الرأس إلى أخمص القدمين، في الأماكن العامة.
البرقع الأزرق لباس طالبان المفضل، ومع ذلك، سيكون من المثالي ألا تغادر النساء المنزل، ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية.
في أفغانستان بعهد طالبان، يجب أن يتحكم الرجال في أجساد النساء وفرصهن ومستقبلهن، وفي أفغانستان طالبان، يجب أن تبدأ هذه السيطرة في المنزل، إنه الجزء الأخير من تلك الجملة، وآمل أن تنتبه إليه.
خلال نظامها الأول في التسعينيات، ضربت طالبان النساء في الشوارع -إذا لم تكن ملابسهن "محتشمة"- بشكل غير لائق.
لن يحدث هذا أثناء نظامهم الثاني، ليس لأنهم غيَّـروا أهدافهم، لكن لأنهم أصبحوا أكثر حذرًا في تحقيقها.
الآن، كما يقولون، النساء لسن من سيتم تأديبهن، حيث سيتم استهداف "الأوصياء عليهن". أولياء أمور المرأة الأفغانية، في أفغانستان طالبان، هم رجال المنزل: الآباء، والإخوة، والأزواج، وحتى الأبناء.
إذا سمح هؤلاء الأقارب الذكور، لامرأة تحت إشرافهم، بالظهور في الأماكن العامة مكشوفة، فسيتلقون زيارة في المنزل من طالبان، وتحذيرًا.
أما أولئك الذين لا يلتفتون للتحذير، الذين يسمحون لزوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم بتحدي فتوى طالبان، فسيواجهون عقوبة السجن وفقدان وظائفهم.
تستخدم طالبان سلطتها، لإضفاء الطابع المؤسسي للسيطرة على النساء على مستوى الأسرة. الرسالة التي يرسلونها إلى الرجال الأفغان بسيطة: تحكموا في نسائكم، أو سنعاقبكم.
هذه هي استراتيجية طالبان لأفغانستان الجديدة، إنها استراتيجية جيلية، وما أخافه هو أنها يمكن أن تنجح.
ماذا يحدث لمجتمع، عندما يتم تربية أولاده، على فهم أنه من الطبيعي السيطرة على النساء في حياتهم؟
ماذا يحدث لمجتمع، عندما يصبح هؤلاء الأولاد رجالًا؟ ماذا يحدث للتقدم الذي أحرزته نساء هذا المجتمع؟ وماذا يحدث لهؤلاء النساء؟
بصفتي رئيسًا لمنظمة غير حكومية، هناك حدود لغوية لن أتجاوزها، لكنني سأطرح السؤال التالي: كيف يجوز، عام 2022، لهيئة حاكمة غير منتخبة، تقنين السيطرة على استقلالية المرأة، ومن ثم وضع هذه السيطرة في أيدي الرجال؟
رد المجتمع الدولي على مرسوم طالبان، بكلمات القلق المعتادة. أعتقد أن هذا شيء جدير بالذكر. أفهم أن هناك الكثير مما يمكنه فعله، لتغيير المسار السياسي لنظام يبدو أنه يفعل كل ما في وسعه، لمنع نفسه من تحقيق الشرعية الدولية.
لكنني أفهم هذا أيضًا: أن تكون أنثى في أفغانستان اليوم، يعني الشعور بالاختناق. إذا نجحت في نقل أي شيء بكلماتي، آمل أن يكون هذا.
الشعور بالاختناق، الشعور بالخطر في مواجهة المد القادم. ومع ذلك: لقد ذكرت، في الماضي، أن مدرسة الفتيات الأفغانيات، في خضم قبول الطلاب الجدد في حرمنا الجامعي برواندا.
ببساطة ليست لدينا طريقة لجلب الفتيات إلينا، من داخل أفغانستان، لكن مؤخرًا سمعت من أب أفغاني، أنه أراد أن يعرف ما إذا كانت هناك أي فرصة لأن نقبل بناته، لأنه -حال وجود هذه الفرصة- كان مستعدًا لإيجاد طريقه إلى بلد مجاور، حتى تتمكن بناته من السفر بحرية والتسجيل.
هذا الرجل، هذا الأب الأفغاني، مستعد لأن يصبح لاجئًا من وطنه، حتى تحصل بناته على فرصة في حياة أخرى. لن يمارس السيطرة، ولن يخضع للسيطرة، وهناك أمل في ذلك.
__________
مقال رأي لشبانة باسيج الراسخ نقلاً عن "واشنطن بوست"