نتائج انتخابات لبنان... مفاجآت مدوية وضربة قاصمة لحزب الله
حسب النتائج الأولية، فإن مليشيات حزب الله المدعومة من إيران، تلقت ضربة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، بعد أن تعرض بعض أقدم حلفائها لخسائر.

السياق
مفاجآت كبيرة حملتها النتائج الأولية للانتخابات اللبنانية، إذ وجه الناخبون ضربة قاصمة لمليشيات حزب الله، رغم عمليات الترهيب التي اتبعتها الأخيرة، خلال الأيام الماضية.
حسب النتائج الأولية، فإن مليشيات حزب الله المدعومة من إيران، تلقت ضربة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، بعد أن تعرض بعض أقدم حلفائها لخسائر.
وفي مفاجأة مدوية، أظهرت الأرقام الأولية خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله طلال أرسلان مقعده، لصالح مارك ضو الذي يعمل وفق أجندة إصلاحية، بحسب مدير الحملة الانتخابية لضو ومسؤول بحزب الله.
كانت مليشيات حزب الله المدججة بالسلاح، وحلفاؤها حصلوا على أغلبية 71 مقعدًا في الانتخابات السابقة عام 2018، إلا أن الانتخابات الحالية حملت خسارة كبيرة لتلك القوى.
مفاجآت مدوية
نتائج الانتخابات اللبنانية، كانت حبلى بالمفاجآت وبعزم الشعب اللبناني على فرض رؤيته، خاصة بعد فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين ممن وضعوا أساس حملاتهم، محاسبة الساسة المتهمين بالتسبب في وقوع لبنان في أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية، بين عامي 1975 و1990.
من جانبه، قالت رئيسة المكتب الصحفي لحزب القوات اللبنانية أنطوانيت جعجع، في تصريحات صحفية، إن الحزب حصل على ما لا يقل عن 20 مقعدًا، بعد أن حاز 15 مقعدًا عام 2018.
وأشارت إلى إمكانية ارتفاع عدد المقاعد، مؤكدة أنه مع وجود حلفاء من الطوائف والأحزاب الدينية، يمكن للجبهة اللبنانية أن تشكل أكبر كتلة برلمانية في المجلس المؤلف من 128 مقعدًا.
ونقلت وكالة رويترز عن رئيس الجهاز الانتخابي لحزب التيار الوطني الحر سيد يونس قوله، إن التيار حصل على ما يصل إلى 16 مقعدًا، بعد أن كان 18 مقعدًا عام 2018.
وأوضح سيد يونس أن الحزب الذي حصل على 18 مقعدًا خلال انتخابات 2018، سيسعى لتشكيل كتلة من نحو 20 نائبًا مع حلفائه بمجرد الانتهاء من الانتخابات.
تقدم كبير
يعد التيار الوطني الحر أكبر حزب مسيحي في البرلمان، منذ أن عاد الرئيس ميشال عون، من المنفى عام 2005 في فرنسا.
ومن المفاجآت -كذلك- تحقيق المرشح المعارض وطبيب العيون إلياس جرادي تقدمًا كبيرًا في منطقة بجنوب لبنان، تسيطر عليها مليشيات حزب الله.
حسب «رويترز»، فإن الطبيب جرادي فاز بمقعد للمسيحيين الأرثوذكس كان يشغله أسعد حردان من الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو حليف مقرب من حزب الله وعضو برلماني منذ عام 1992.
وبينما اعتبر جرادي النتائج بداية جديدة للجنوب وللبنان، قال المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي نديم حوري، في تصريحات صحفية، إن نتائج 14 أو 15 مقعدًا ستحدد الأغلبية.
وتوقع السياسي اللبناني، أن تكون هناك كتلتان متعارضتان هما حزب الله وحلفاؤه من جهة، والقوات اللبنانية وحلفاؤها من جهة أخرى، بينما ستدخل في المنتصف الأصوات الجديدة.
تفوق واضح
تعني المكاسب التي أعلنها حزب القوات اللبنانية، الذي يعارض حزب الله، أنه سيتفوق على التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، كأكبر حزب مسيحي في البرلمان.
وبحسب «رويترز»، يتعين على البرلمان المقبل تعيين رئيس وزراء لتشكيل الحكومة، وهي عملية قد تستغرق شهورًا، مشيرة إلى أن أي تأخير من شأنه عرقلة الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة، وهي شرط أيضًا لتقديم مساعدات من صندوق النقد الدولي والدول المانحة.
وتعد هذه أول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي الذي شهده لبنان، وأنحى البنك الدولي باللوم فيه على النخبة الحاكمة، وبعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020.
كان وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي، قال في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة أمس، إن نسبة إقبال ناخبي الداخل في الانتخابات البرلمانية بلغت 41%، مشيرًا إلى أن السلطات الانتخابية ستصدر في وقت لاحق نسبة المشاركة النهائية، التي تشمل أصوات اللبنانيين في الخارج.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إن نسبة الاقتراع كانت عادية في بعض المناطق، وبطيئة نسبيًا، بينما وصلت في بعض المناطق إلى 50%.
بحسب مراقبين، فإن الانتخابات توفر فرصة للطبقة السياسية لإعادة إنتاج ذاتها، بسبب تجذر السلطة والنظام السياسي القائم على المحاصصة وتحكم النخب الطائفية بمقدرات البلاد وحالة الإحباط.
شاركت في الانتخابات مجموعات معارضة ووجوه شابة، أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.
أمل ضئيل
من جانبه، قال جاد عبد الكريم (32 عامًا) الذي أدلى بصوته في منطقة صور جنوبي البلاد، في تصريحات لوكالة فرانس برس: «حتى وإن كان الأمل بالنجاح ضئيلًا، فإننا اقترعنا لكي نريهم أنهم ليسوا وحدهم في البلد، نحن هنا ونحن ضدهم، نريد أن نبني بلداً».
وتعد الانتخابات الاستحقاق الأول، بعد سلسلة أزمات هزت لبنان خلال العامين الماضيين، بينها انهيار اقتصادي واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار بيروت.
كما أتت بعد نحو عامين على انفجار الرابع من أغسطس 2020 الذي دمر جزءاً كبيراً من بيروت، وأودى بحياة أكثر من 200 شخص، وتسبب بإصابة أكثر من 6500.
ويقع أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، بينما خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، وبلغ معدل البطالة نحو 30%.
وأسهمت الأزمات، خصوصاً انفجار مرفأ بيروت، في إحباط شريحة واسعة من اللبنانيين، لا سيما الشباب الذين هاجر آلاف منهم.
ورغم النقمة التي زادتها عرقلة المسؤولين للتحقيق في الانفجار بعد الادعاء على نواب بينهم مرشحان حاليان، لم تفقد الأحزاب التقليدية التي تستفيد من تركيبة طائفية ونظام محاصصة متجذر، قواعدها الشعبية التي جيشتها خلال الحملة الانتخابية.