حب في الزنزانة... نهاية مثيرة لهروب رومانسي من سجن أمريكي
إحدى حارسات السجن، أخبرت زملاءها بأنها ستأخذ السجين كيسي وايت، إلى المحكمة لإجراء تقييم لصحته العقلية، وأنها ستراجع الطبيب أيضًا لأنها ليست على ما يرام، لكن الاثنين لم يصلا إلى قاعة المحكمة أو المنشأة الطبية.

السياق
«الهروب الرومانسي»، وصف أطلقه الأمريكيون على عملية فرار أحد السجناء الأمريكيين، لاسيما أنها اكتست طابعًا رومانسيًا لحصولها على خلفية ما يعتقد أنها علاقة حب جمعت بين شخصين.
عملية الفرار التي حدثت في 29 أبريل الماضي، أسدل الستار على فصولها، مساء الاثنين، بعد إعلان الشرطة الأمريكية إلقاء القبض في ولاية إنديانا على مجرم خطير للغاية فر بمساعدة حارسة في سجنه التي أوقفت بدورها.
بداية القصة
إحدى حارسات السجن في ولاية ألاباما وتدعى فيكي وايت، 56 عامًا، أخبرت زملاءها في 29 أبريل الماضي بأنها ستأخذ السجين كيسي وايت، 38 عامًا، إلى المحكمة لإجراء تقييم لصحته العقلية، وأنها ستراجع الطبيب أيضًا لأنها ليست على ما يرام، لكن الاثنين لم يصلا إلى قاعة المحكمة أو المنشأة الطبية.
وقال مكتب العمدة إن السيدة وايت، التي لا علاقة لها بالسجين، نقلته من مركز الاحتجاز الساعة 9:30 صباح 29 أبريل، بدعوى أنها كانت تأخذه لتقييم الصحة العقلية في محكمة مقاطعة لودرديل.
وقال عمدة مقاطعة لودرديل ريك سينجلتون، إنهم علموا أن وايت لم يكن لديه موعد مثول أمام المحكمة أو مواعيد محددة في ذلك اليوم.
ونظرًا لخطورة التهم الموجهة إلى وايت، ومحاولته السابقة للفرار من السجن، فمن الإجراءات لنقله، أنه يجب أن يرافقه نائبان محلفان في جميع الأوقات، بما في ذلك عند نقله من المحكمة وإليها، إلا أن أيًا من ذلك لم يحدث.
ورغم الاختراق لم يتم إطلاق الإنذار إلا بعد ساعات من مغادرة السجين والضابطة، السجن صباح الجمعة، وفي الساعة 3.30 بعد ظهر ذلك اليوم، شعر زملاء وايت بالقلق من أنها لم تعد ولم يتمكنوا من الاتصال بها عبر الهاتف.
إنذار ومكافأة
عند ذلك فقط أدركوا أن وايت لم يعد أيضًا إلى السجن، فأطلقت السلطات إنذارًا حثت بموجبه على الاتصال بها، حال رؤية الهاربين وعدم الاقتراب منهما، مشيرة إلى أنهما «خطران» وقد يكونان مسلحين ببندقية AR-15 ومسدسات.
وعثرت الشرطة الأمريكية على سيارة دورية فورد توروس 2013 التابعة لوايت مهجورة في موقف للسيارات بمركز تسوق ليس بعيدًا عن السجن في الساعة 11 صباح ذلك اليوم.
وشوهد النزيل المفقود في ألاباما، كيسي وايت، في ولاية إنديانا بالقرب من المكان الذي وجد فيه المحققون سيارة أخرى مهجورة مرتبطة به وبعشيقه ضابط الإصلاحيات.
والتقطت كاميرات المراقبة المشتبه به، الذي قيل إنه مسلح وخطير، وهو يرتدي قميصًا ورديًا فاتحًا وسروالًا بيج وقبعة بيسبول سوداء، وذراعه الأيمن الموشوم بشدة تظهر بوضوح في الصورة، وهو يدخل مغسلة سيارات وينباخ في إيفانسفيل، بإنديانا، يوم الثلاثاء التالي لعملية الهروب.
وقال قائد المارشال الأمريكي لفرقة الهاربين الإقليمية في ساحل الخليج تشاد هانت، إن ضابطة الإصلاح فيكي وايت، التي يعتقد أنها كانت على علاقة رومانسية به على مدى العامين الماضيين، لم يتم رصدها في مغسلة السيارات.
وتقع إيفانسفيل على بعد 175 ميلاً شمال مقاطعة ويليامسون بولاية تينيسي، حيث تخلى الزوجان عن أول سيارة فرار لهما، وهي سيارة فورد إيدج، ويعتقد المشرعون الأمريكيون أن الشاحنة استخدمها النزيل وضابطة الإصلاحيات خلال فترة فرارهما.
وفي يوم الجمعة، أعلنت دائرة المشير الأمريكية العثور على فورد إيدج على طول طريق ريفي في ولاية تينيسي على بعد نحو ساعتين بالسيارة شمال سجن مقاطعة لودرديل، حيث كان السجين محتجزًا قبل هروبه من السجن.
وقال المسؤولون إن الهاربين غادرا السجن في سيارة دورية لوايت قبل ترك السيارة في ساحة انتظار السيارات بمركز التسوق القريب والتوجه إلى سيارة الهروب.
ومع ذلك، يعتقد المسؤولون أنهم أجبروا على تبديل المركبات مرة أخرى بعد تعطل فورد إيدج، التي جرى تحديد موقعها بعد ساعات فقط من اختفاء الزوجين.
وجرى الإبلاغ عن فقدان مركبة الهروب الثانية بالقرب من ناشفيل، تينيسي، في وقت ما بعد العثور على سيارة فورد إيدج، بينما أكد المسؤولون أن الفاصل الزمني في تحديد سيارة فورد إيدج على أنها سيارة الهروب كان «نكسة» أخرى في مطاردة الهاربين اللذين ظلا ست ساعات، قبل أن يلاحظ موظفو السجن أنهما مفقودان.
تهم جديدة
ووجهت تهم جديدة لوايت، التي -قبل الهروب من السجن- كانت توصف بأنها موظفة بارزة، بينما وُجهت إلى الرجل البالغ من العمر 56 عامًا تهم جديدة تتعلق بسرقة الهوية والتزوير من الدرجة الثانية، بزعم استخدام اسم مستعار لشراء سيارة فورد إيدج التي «استخدمت لتسهيل الهروب».
وصدرت مذكرة توقيف لأول مرة -الأسبوع الماضي- بتهمة جناية واحدة تتعلق بالسماح بالفرار أو المساعدة فيه، بينما لا تزال التفاصيل الجديدة تشير إلى المستوى العالي من التخطيط الذي كان عنوان عملية الهروب، مع لقطات مراقبة تظهر وايت في أحد الفنادق قبل ساعات فقط من اختفائهما.
ويُظهر الفيديو ، الذي شاركه مكتب عمدة مقاطعة لودرديل السبت، وايت تسير أمام مكتب الاستقبال في فندق Quality Inn في الساعة 5.21 صباح الجمعة 29 أبريل.
وتم التقاط الصور صباح يوم الهروب، حيث قال المسؤولون إن وايت مكثت في الفندق الاقتصادي ليلتين قبل أن تهرب مع المدان كيسي كول وايت.
وقال عمدة مقاطعة لودرديل ريك سينجلتون إن فندق Quality Inn يقع بجوار مركز التسوق، حيث تخلى الزوجان عن سيارة دورية وايت في ساحة انتظار السيارات، وانتقلا إلى سيارة الهروب.
كما أظهرت لقطات أمنية منفصلة، أن وايت اشترت ملابس للرجال من متجر وايت في متجر متعدد الأقسام، كما أنها زارت متجرًا للبالغين قبل فترة وجيزة من هروبهما.
قصة حب في السجن
وقال شريف سينجلتون، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»: «من الواضح أن لديها تغييرًا في ملابسها، ما يشير إلى أن الهروب كان مخططًا ومحسوبًا بشكل جيد للغاية»، مشيرًا إلى أن الزوجين كانا في ما وصفها بـ«قصة حب في السجن» أو «علاقة خاصة» طوال العامين الماضيين.
وقال إن هناك أدلة على أنهما كانا على اتصال منذ عام 2020 عندما نُقل وايت من سجن المقاطعة، بعد أن كان يخطط لفرار آخر من السجن.
ويُزعم أن وايت تواصلت معه عبر الهاتف قبل إعادة السجين إلى السجن المحلي في فبراير الماضي.
وقال مسؤولون إن وايت تلقى عند عودته معاملة خاصة من ضابطة الإصلاحيات، بما في ذلك إعطائه طعامًا إضافيًا.
إجراءات دقيقة
وبحسب تحقيقات الشرطة، فإن وايت باعت منزلها قبل خمسة أسابيع فقط بسعر أقل بكثير من قيمته السوقية، وسحبت 90 ألف دولار نقدًا من حساباتها المصرفية وقدَّمت طلبًا للتقاعد قبل أيام من اختفاء الزوجين.
وبعد بيع منزلها، انتقلت للعيش مع والدتها التي قالت إنها لا تعرف شيئًا عن خطط ابنتها للتقاعد ولم تسمعها تتحدث عن وايت.
كان آخر يوم عمل لها هو يوم اختفائها، رغم عدم الانتهاء من أوراق التقاعد، بينما صدر أمر بالقبض على النزيل وضابطة الإصلاحيات وتقديم مكافأة قدرها 15 ألف دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض عليهما.
وقال شريف سينجلتون إن وايت، التي تنسق عمليات نقل السجناء، خرقت البروتوكول بإخراج النزيل من السجن بمفرده.
وينتظر وايت المحاكمة بتهم القتل العمد عام 2015 بطعن سيدة بالغة من العمر 58 عامًا، بشقتها في روجرسفيل، ألاباما، في 23 أكتوبر 2015.
وظلت القضية من دون حل خمس سنوات، حتى أرسل وايت رسالة إلى السلطات يعترف فيها بالجريمة، في ذلك الوقت، كان بالفعل خلف القضبان يقضي عقوبة بالسجن 75 عامًا بعد إدانته بجريمة في كل من ألاباما وتينيسي.
نهاية غير متوقعة
وأعلنت الشرطة الأمريكية، الاثنين، إلقاء القبض في ولاية إنديانا على المجرم الذي وصفته بـ«الخطير للغاية»، مشيرة إلى أن كايسي وايت موجود بحالة احتجاز.
وبينما قالت الشرطة الأمريكية إن الحارسة في السجن، فيكي وايت، التي تشتبه السلطات بأنها ساعدت السجين في الفرار أوقفت بدورها، لكنها أصيبت بجروح خلال توقيفها، أكدت وسائل إعلام أمريكية أن الضابطة، فيكي وايت، توفيت إثر إطلاق النار على نفسها خلال المطاردة في إنديانا.