خمس نقاط عسكرية ساخنة تلعب دورًا مهمًا في زيارة بايدن لآسيا

شبكة سي إن إن الأماكن الرئيسة الـ5، والمشهد العسكري الذي يواجهه بايدن في كل منها

خمس نقاط عسكرية ساخنة تلعب دورًا مهمًا في زيارة بايدن لآسيا
جو بايدن

ترجمات - السياق

سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على زيارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى آسيا، التي بدأها اليوم، في وقت تواجه فيه المنطقة البيئة الأمنية الأكثر تقلباً منذ عقود.

وقالت الشبكة -في تقرير- إن المناطق الساخنة في القارة، بما في ذلك تايوان وكوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي والحدود الهندية الصينية وجزر الكوريل، تأثرت بما يحدث في أوكرانيا، إذ تعمل الحرب الروسية على تسريع المخاوف الأمنية الإقليمية، مع توفير الدروس التي يقيمها اللاعبون الرئيسيون في آسيا بشكل يومي.

ورصدت الشبكة هذه الأماكن الرئيسة الـ5، والمشهد العسكري الذي يواجهه بايدن في كل منها.

 

تايوان

تقع جزيرة تايوان على بُعد أقل من 177 كيلومتراً قبالة سواحل الصين، وعلى مدى أكثر من 70 عاماً، كان كل من الجانبين يحكم بشكل منفصل، لكن ذلك لم يمنع الحزب الشيوعي الحاكم في الصين من المطالبة بالجزيرة، إلا أنه لم يسيطر عليها.

جعل ذلك القوى الأخرى في المحيط الهادئ، خاصة اليابان، شديدة الحذر، كما أن الولايات المتحدة ملتزمة بتوفير الدفاع الذاتي لتايوان، لكنها لا تدافع عنها من خلال القوات الأمريكية، وهذا هو المكان الذي تأتي فيه الدروس من أوكرانيا، للولايات المتحدة وحلفائها والصين.

ولذا فإن تايوان تمثل جزءًا من مهمة بايدن، لتوحيد المنطقة حولها، كرادع لأي عدوان صيني.

 

كوريا الشمالية

أجرى نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عدداً قياسياً من التجارب الصاروخية هذا العام، كما أن هناك مؤشرات على أنه قد يكون جاهزاً لاختبار سلاح نووي لأول مرة منذ عام 2017.

تأتي تجارب الصواريخ هذه، بعد تعثر المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، بشأن برنامج بيونج يانج النووي، عقب فشل اجتماعات القمة بين رئيس كوريا الشمالية والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفقاً للأستاذ في جامعة سيول، ليف إريك إيسلي فإن "بعض المراقبين يشيرون إلى أن كوريا الشمالية تعمل على تصعيد الاختبارات لجذب انتباه واشنطن واستئناف الحوار، إذ إن هناك المزيد من الأدلة على أن بيونج يانج تركز على تحسين القدرات العسكرية لردع الدول الأخرى وتهديدها وابتزازها"، مضيفاً: "كانت هذه اللعبة في صفحات كتاب اللعب الخاص بروسيا، قبل أن تغزو أوكرانيا، ولذا فإن كييف تقدِّم درساً لشبه الجزيرة الكورية".

وتابع: "يمكن لبايدن تخفيف تهديدات كوريا الشمالية، من خلال الاهتمام بتعزيز شراكات أمريكا في المحيط الهادئ، إذ تشمل الخيارات الفعالة والمنطقية لسيول وواشنطن، لتعزيز الردع، استعادة التدريبات الميدانية المشتركة، والتنسيق بشكل أفضل للمشتريات الدفاعية، وتنظيم التعاون الأمني الثلاثي مع طوكيو".

 

جزر الكوريل

استولت القوات السوفيتية على جزر الكوريل، التي يُشار إليها باسم "الكوريل الجنوبي" في روسيا و"الأراضي الشمالية" في اليابان، بعد استسلام طوكيو عام 1945.

وأدى الخلاف الناتج على من يملك حق ملكية الجزر إلى توتر العلاقات بين البلدين، ما أسهم في استمرار فشلهما في توقيع معاهدة سلام، تتعلق بالحرب العالمية الثانية.

لكن الغزو الروسي لأوكرانيا، رفع التوترات بين طوكيو وموسكو إلى أعلى مستوياتها، منذ الحرب العالمية الثانية، لأن اليابان كانت شديدة التهور في إدانتها للغزو، بما في ذلك طرد الدبلوماسيين الروس، وفرض عقوبات على موسكو وحتى التبرع بالإمدادات للجيش الأوكراني، الأزمة التي تعد مصدر قلق كبير لبايدن، لأن الولايات المتحدة ملتزمة، من خلال معاهدة دفاع مشترك، بالدفاع عن أي جزء من الأراضي ذات السيادة اليابانية، ولذا فإن التذبذب في أداء دورها تجاه حليفها رقم واحد في المنطقة، سيثير مخاوف بشأن التزاماتها في أماكن أخرى من العالم، بما في ذلك تجاه حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين ما زالوا قلقين بشأن الخطوة التالية لروسيا في أوروبا.

 

بحر الصين الجنوبي

كثيرًا ما كانت مطالبة الصين بما يقرب من 1.3 مليون ميل مربع من بحر الصين الجنوبي، مصدر توتر مستمر بين واشنطن وبكين، في السنوات الأخيرة.

لكن الحرب في أوكرانيا، أدت إلى جانب التوترات المتزايدة حول تايوان وكوريا الشمالية وجزر الكوريل، إلى خفض التوتر قليلاً في بحر الصين الجنوبي.

 

الهند والصين

قد تكون المواجهة التي استمرت عقوداً، على طول خط السيطرة الفعلية، وهو خط الترسيم الفاصل بين الأراضي التي تسيطر عليها الهند والأراضي التي تسيطر عليها الصين في إقليم اتحادي هندي في لداخ ومنطقة منطقة التبت ذاتية الحكم الصينية، أكثر القضايا العسكرية التي يواجهها بايدن تعقيداً في رحلته إلى آسيا.

ودفع اشتباك دموي، بين القوات الهندية والصينية عام 2020 الهند، التي كثيرًا ما كانت روسيا مورداً رئيساً للأسلحة لها، للاقتراب من الولايات المتحدة، إذ انضمت نيودلهي إلى الأخيرة واليابان وأستراليا في التحالف الرباعي "كواد"، الذي ينظر إليه الكثيرون كمحاولة لصد نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ولكن علاقات نيودلهي الوثيقة تاريخياً مع موسكو، والحاجة إلى استمرار واردات النفط والغاز من روسيا، وكذلك سلاسل التوريد العسكرية، جعلت الهند تتوقف عن تنفيذ العقوبات ضد الأخيرة، الأمر الذي كان أعضاء "كواد" الآخرون يعارضونه.

ويرى الأستاذ في "كينجز كوليدج لندن"، مدير مؤسسة "أوبزرفر" للأبحاث في نيودلهي، هارش بانت، أن هناك عاملين من أوكرانيا من المرجح أن يحافظا على ميل الهند إلى الولايات المتحدة، أولهما أن المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع التي قدمتها واشنطن وحلفاؤها لأوكرانيا، ساعدتها في معركتها ضد روسيا.

ويقول بانت: "الهند لديها تفاهم مماثل مع الولايات المتحدة في مراقبة وفهم القدرات العسكرية الصينية، وما حدث في أوكرانيا سيدفع هذا الجهد إلى الأمام، أما العامل الثاني، فهو أن دور روسيا كمورد لنحو نِصف الأسلحة العسكرية الهندية، بات محل شكوك، إذ لم تصبح واشنطن وحلفاؤها المزودين الأكثر احتمالاً للأسلحة فحسب، لكنهم يساعدون أيضاً في نقل التكنولوجيا للهند لتصنيع أسلحتها الحديثة بنفسها".