خلافات في لندن وأنقرة.. انفجار وشيك لصراع الإخوان
الباحث المتخصص في شؤون جماعة الإخوان أحمد سلطان، نفى -في تصريحات لـالسياق- وجود تهدئة بين جناحي الإخوان خلال الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا ضمنيًا فقط بينهما، لنقل الصراع والخلافات بعيدًا عن الإعلام، خاصة بعد انكشاف العديد من الأسرار والتفاصيل التنظيمية، خلال الخلاف الماضي

السياق
نار لم تخمد جذوتها، بعد صراع دفين يوشك أن يلفظ حممه البركانية، لتكوي جبهتي تنظيم الإخوان الإرهابي، في العاصمتين البريطانية لندن والتركية أنقرة.
فحالة من الهدوء الهش، تسيطر على المشهد داخل تنظيم الإخوان الإرهابي، بعد أشهر من صراع جبهتي لندن بقيادة إبراهيم منير واسطنبول بقيادة محمود حسين، كشف عن عوار تنظيمي، تسبب في ضرب مصداقية التنظيم داخل قواعده.
إلا أن ذلك الهدوء، يخفي وراءه صراعًا، يحرص أطرافه على عدم خروجه للإعلام، بينما يحاول كل منهم تقديم إغراءات مالية للطرف الآخر، لاستقطابهم والعمل على ترسيخ وضع جديد، إضافة إلى بناء لجان وأقسام جديدة بديلة للجان القديمة، في إطار هيكلة مؤسسية.
فرض الأمر الواقع
ذلك ما أكدته مصادر في تصريحات لـ«السياق»، مشيرة إلى أن الجولة المقبلة للصراع، يمكن اعتبارها محاولة كل تيار فرض الأمر الواقع، على الجماعة، عبر خطوة استباقية، تتمثل في عقد مؤتمر عام، يعلن من خلاله كل طرف قيادته للجماعة.
وأوضحت مصادر «السياق»، أن جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، ترتب لعقد مؤتمر دولي للإخوان، لتصدير فكرة أنها الجماعة، مشيرة إلى أن الأمر نفسه تسعى إليه جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، التي ترتب لعقد مؤتمر عام للتنظيم خلال الأشهر المقبلة.
خطوات استباقية اتسمت بالبعد عن الإعلام، عدَّها محمود علي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، محاولة من كل طرف، للبرهنة لقيادات وقواعد التنظيم، بأنه حريص على أسرار الجماعة.
وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريحات لـ«السياق»، أن جبهتي الإخوان لن تتعاملا مع الإعلام مرة أخرى إلا في أضيق الحدود، ما يفسر أن الصراع داخل التنظيم يدور في الإطار الضيق، داخل الجماعة وأجنحتها المختلفة، لكن بسلاح المال.
وأشار إلى أن كل طرف يقدم «إغراءات مالية» لأفراد في الطرف الآخر، لاستقطابهم والعمل على ترسيخ وضع جديد، مؤكدًا أن كلًا منهما يحاول بناء لجان وأقسام جديدة بديلة للقديمة، في إطار هيكلة مؤسسية.
وفاة الإخوان.. ماذا وراء شهادة قيادي في الجماعة عن انهيارها؟
توافق ضمني
رؤية وافق عليها أحمد سلطان، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، المتخصص في شؤون جماعة الإخوان، الذي نفى -في تصريحات لـ«السياق»- وجود تهدئة بين جناحي الإخوان خلال الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا ضمنيًا فقط بينهما، لنقل الصراع والخلافات بعيدًا عن الإعلام، خاصة بعد انكشاف العديد من الأسرار والتفاصيل التنظيمية، خلال الخلاف الماضي.
ورغم الاتفاق الضمني، فإن بعض الأفراد -سواء المحسوبين على جبهة إبراهيم منير أم محمود حسين- سربوا معلومات، لاستخدامها في الحشد الدعائي ضد الجبهة الأخرى، بالتنسيق بين قيادات الإخوان، بحسب أحمد سلطان، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية.
وأكد سلطان أن الخلاف لم ولن ينتهي، لأن كل تيار يرى أنه الأحق بقيادة الجماعة، إلا أنه رغم توقعه حسم إبراهيم منير للصراع خارج مصر بشكل كبير، قال إن جبهة الداخل في مصر ستظل مستقلة وتعمل طبقًا لرؤيتها.
وأشار سلطان إلى أن إبراهيم منير استطاع الحصول على تأييد أغلبية المكاتب خارج مصر، خاصة ما يعرف برابطة الإخوان في الخارج، إذ يملك تأييد 8 مكاتب من أصل 13 مكتبًا.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن جبهة محمود حسين تحظى بتأييد مكتبين فقط، ما جعل موقفه ضعيفًا، مشيرًا إلى أن الأخير كان يسعي للضغط عبر إخوان الداخل في مصر، إلا أن هناك توافقًا على إبقائهم خارج الصراع، لوجودهم داخل السجون المصرية، لتنفيذ أحكام قضائية.
شبكة إعلامية
أما عن الأدوات الإعلامية، فأكد ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريحات لـ«السياق»، أن هناك خطة لفريق إبراهيم منير في إدارة الصراع، تعتمد بشكل كبير، على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحات الشبكات المعروفة.
وأشار إلى أن جبهة منير تعتمد على الأذرع الإعلامية الإخوانية: «رصد» و«مكملين»، إضافة إلى صفحات تحمل أسماءً مختلفة مثل: "ثورة عم سعيد، والثورة مستمرة، والغضب الساطع، والعقاب الثوري المصري، والأزهر اليوم، والميديا توداي، والحرية لمصر، وراديو ميدان، ونافذة مصر، وألش خانة".
ولفت الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن أغلبية الأذرع الإعلامية الإخوانية، تدار من العاصمة البريطانية لندن، حيث توجد مقار لـ26 جمعية خيرية ومركزًا بحثيًا ومنظمة حقوقية إخوانية.
وكشف عن هوية بعض قادة الأذرع الإعلامية للتنظيم في مصر: ماجد عبد الله الذي تولى عام 2013 تدريب الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي على مهارات لغة الجسد الإعلامية، وأحمد زين، وعادل راشد، وأحمد الشناف، ومراد جهاد، وأبو عامر عبدالرحمن أبو دية، مشيرًا إلى أن الأخير يمتلك شركتين للإنتاج الفني: «إيه تو زد» و«ريفليكشنز».