وسط نذر حرب باردة.. قمة افتراضية بين بايدن وشي
الاجتماع الأول للزعيمين، بعد مكالمات هاتفية بينهما في فبراير وسبتمبر الماضيين، يأتي وسط نذير بحرب باردة جديدة في الوقت الذي تعزز فيه بكين قدراتها العسكرية والاقتصادية بشكل سريع

ترجمات - السياق
تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، عن التوقعات بشأن القمة الافتراضية التي أعلن البيت الأبيض أنها ستعقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ مساء الاثنين، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن تايوان ووضع حقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي، إذ يمكن لهذه القمة أن تساعد في حماية العلاقة الثنائية ذات الأهمية العالمية.
وأضافت المجلة، في تقرير، أن الاجتماع الأول للزعيمين، بعد مكالمات هاتفية بينهما في فبراير وسبتمبر الماضيين، يأتي وسط نذير بحرب باردة جديدة في الوقت الذي تعزز فيه بكين قدراتها العسكرية والاقتصادية بشكل سريع.
وقالت المجلة: رغم الانفراجة التي حدثت في قمة الأمم المتحدة بشأن تغيُّـر المناخ في غلاسكو باسكتلندا، فإن العداء بين القوتين العظميين في العالم نما للغاية، إذ حلقت الطائرات المقاتلة الصينية في عدد قياسي من الرحلات الجوية فوق تايوان في الأشهر الأخيرة، كما لم تتضاءل التوترات التجارية بين البلدين، ورغم أن ترسانة الصين النووية أصغر من ترسانة أمريكا، فإن بكين تلحق بالركب.
ووفقاً للمجلة، أشار كبار المسؤولين الأمريكيين، فضلاً عن الإجماع بين الحزبين في الكونجرس، إلى الإصرار المتزايد للصين، وقوتها الاقتصادية، وحشدها العسكري باعتباره أكبر تحد للأمن القومي للولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن إلى حشد شركاء العالم والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تغيُّـر المناخ والصحة العامة والاستقرار الاقتصادي.
وتابعت: "في حين أنه من الصعب التنبوء بأي توقعات، إلا أن اجتماع يوم الاثنين يوفر فرصة لإعادة صياغة العلاقة بين البلدين، فقد شهد الاجتماع الأول رفيع المستوى في ألاسكا، في مارس الماضي، تبادلات مشحونة بين كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والصينيين".
ونقلت المجلة عن مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة بوني جلاسر قولها: "لم تكن الأشهر التسعة أو العشرة الأولى من العلاقة بين الولايات المتحدة والصين في عهد بايدن مثمرة للغاية".
ولفتت المجلة إلى أن الزعيمين سيلتقيان وسط اعتراف متزايد في العاصمتين، بالحاجة إلى رفع مستوى المشاركة الدبلوماسية من أجل تجنُّب حدوث الصدام الكارثي المحتمل.
ورأت المجلة أنه من المتوقع أن يبحث الصينيون عن إعادة صياغة العلاقة، ونقلت عن الخبيرة البارزة في شؤون الصين في معهد الولايات المتحدة للسلام كارلا فريمان قولها إن بكين لا تحب استخدام كلمات مثل "المنافسة والمواجهة والتعاون" لوصف العلاقة.
وأضافت: "لقد قدمت الأشهر الأخيرة بعض المؤشرات المبدئية على ذوبان الجليد في جوانب العلاقة، بما في ذلك استئناف المحادثات التجارية في أكتوبر الماضي، والاتفاق الذي توسطت فيه وزارة العدل الأمريكية، الذي أدى إلى الإفراج في سبتمبر عن المدير التنفيذي لشركة هواوي الصينية، الذي قُبض عليه في كندا، في ديسمبر 2018، بناءً على طلب تسليم من الولايات المتحدة لتهم بالاحتيال".
الأربعاء الماضي، أصدرت الولايات المتحدة والصين بياناُ مشتركاُ مفاجئاُ خلال قمة الأمم المتحدة بشأن تغيُّـر المناخ (COP26)، وتعهدتا فيه باتخاذ مزيد من الإجراءات، لإبطاء الاحتباس الحراري خلال هذا العقد، وتقليل انبعاثات غاز الميثان والكربون، صحيح أن هذا الإعلان الصادر عن أكبر بلدين في العالم، لديهما انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري، كان يفتقر إلى التفاصيل، لكنه يُنظر إليه على أنه علامة مهمة على استعداد بكين وواشنطن للتعاون في مواجهة التحديات المشتركة".
ولفتت المجلة، إلى أن هناك حجر عثرة بين البلدين، هو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، المقرر أن تبدأ في فبراير 2022، إذ حث المشرعون وجماعات حقوق الإنسان، إدارة بايدن على عدم إرسال أي مسؤولين كبار أو دبلوماسيين إلى الألعاب، احتجاجاً على الاعتقال الجماعي للأويجور وغيرهم من المسلمين في منطقة شينجيانغ، التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها إبادة جماعية.
ووفقاً للمجلة، اتخذت الإدارة الأمريكية الحالية عدداً من المواقف القوية بشأن حقوق الإنسان في الصين، وأبقت على عقوبات عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المتعلقة بالإبادة الجماعية في شينجيانغ كما وسعت نطاقها، وحذرت الشركات الأمريكية من مدى سلامة ممارسة الأعمال التجارية في هونغ كونغ، ودعت إلى إطلاق سراح تشانغ زان، الصحفي الصيني الذي تعرَّض للاعتقال بعد تغطية الأيام الأولى لانتشار وباء كورونا في مدينة ووهان الصينية.
من جانبها، تقول صوفي ريتشاردسون، مديرة قسم الصين في منظمة هيومن رايتس ووتش، إنها قلقة من تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين مثل جون كيري، كبير مبعوثي بايدن للمناخ، التي بدت كأنها تعزل حقوق الإنسان عن جوانب أخرى من العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.