السعودية تحاصر كورونا.. وترد على المشككين في انحسار الجائحة بالمملكة
رغم تخفيف المملكة العربية السعودية الاحترازات، فإنها لم تتهاون في تطبيقها أو الحفاظ على الحرمين، من انتشار جائحة كورونا، بل وضعت شروطًا صارمة للصلاة أو أداء العمرة، وهو ما أكده المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي

السياق
ما إن أعلن إمام الحرمين المكي والنبوي «تراصوا... اعتدلوا... سدوا الخلل»، في أول صلاة من دون تباعد اجتماعي، منذ بداية انتشار كورونا قبل نحو عام ونصف العام، حتى ابتهج المسلمون في كل بقاع الأرض، فرحًا واستبشارًا بقرب نهاية الجائحة، التي جثمت على نفوسهم، وقيَّدت حرياتهم طوال عامين.
إلا أنه مع هذا المشهد الروحاني، الذي يتزامن مع بدء تخفيف السعودية لإجراءات مكافحة الوباء، كان هناك فريق انبرى في غيه، تشكيكًا في انحسار جائحة كورونا في المملكة، وبأن السلطات حرمت غير المحصنين من دخول المسجدين الحرام والنبوي.
هذا الفريق، ظل يوجه انتقادات لسلطات المملكة، حينما أجرت موسمين لحج محدود من داخل السعودية (10 آلاف و60 ألفًا)، فضلًا عن وقف العمرة أشهرًا عدة، واستئنافها وفق 4 مراحل صحية، بدأت في أكتوبر2020 وانتهت بإعلان استقبال الحرمين للمعتمرين والمصلين بطاقته القصوى.
رسالة سعودية
وبينما انبرى هذا الفريق، في منهجه المشكك في أي خطوات للرياض في الحفاظ على سلامة الحجاج والمعتمرين في كل بقاع الأرض، في إجراءات أيدها الأزهر الشريف، فضلًا عن كل الدول الإسلامية، نسي أو تناسى هذا الفريق، أن المملكة لم تحافظ على الحرمين ولا مواطنيها أو مقيميها فقط، بل أدت رسالة -نيابة عن العالم الإسلامي- في حفظ الأنفس.
تلك النقطة تدفع إلى التساؤل: ماذا لو فتحت الرياض أبواب الحرمين للجميع من شتى بقاع الأرض، من دون إجراءات احترازية، ألم يكن هذا الأمر ليسهم في تفشٍّ أكبر للجائحة، في بلاد الحرمين وشتى بلاد الإسلام؟ ألم تكن تلك الإجراءات مطبَّقة في كل بقعة على ظهر الأرض، ولم ينتقدها المشككون في بلادهم؟ أسئلة يعجز هذا الفريق عن إجاباتها، كونه يشكك من باب «أنا هنا».
إلا أن المملكة العربية السعودية، لم تصم أذنيها، ولم تدفن رأسها في الرمال، بل ردت بكل شفافية على ذلك الفريق، قائل: رغم أن الجائحة انحسرت في السعودية، فإنها لم تنته.
رد رسمي
وقال وكيل وزارة الصحة السعودية، الدكتور عبدالله بن مفرح عسيري، لـما سماه «الطابور الخامس»، الذين شككوا في انحسار الجائحة في السعودية، إن الجائحة انحسرت في السعودية، إلا أنها لم تنته، مشيرًا إلى أن ما تحقق، كان بجهود الدولة.
وأكد وكيل «الصحة»، عبر «تويتر»، أن «العمل ابتدر بكلمة خادم الحرمين الشريفين الشهيرة لأبناء شعبه، فانتفضت مفاصل الدولة، واستجاب المواطن والمقيم، لتطبيق الإجراءات الاحترازية وللحصول على اللقاح».
وشدد وكيل وزارة الصحة، على أن من حق المواطنين والمقيمين، والأجهزة المسؤولة في المملكة، الابتهاج بما تحقق من إنجاز، «رغم أنوف الحاقدين».
وأدى المسلمون في المسجد الحرام بمكة المكرمة، أول صلاة من دون تباعد اجتماعي، منذ بداية انتشار جائحة كورونا، قبل نحو عام ونصف العام، مع بدء تخفيف المملكة إجراءات مكافحة الوباء.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع للحظة توجيه إمامي الحرمين المصلين قبل صلاة الفجر، بالتراص وسد الفُرج، بخلاف ما كان عليه الحال قبل أشهر، من المطالبة بالتزام التباعد الاجتماعي في ظل جائحة كورونا، بينما نشر حساب رئاسة شؤون الحرمين صورًا للمصلين والمعتمرين، تظهر فيها عودة الصفوف المتراصة إلى الحرمين المكي والنبوي، مرفقة بعبارة «استووا... أقيموا صفوفكم وتراصوا».
وبعد دقائق من نشر رئاسة شؤون الحرمين، تلك المقاطع والصور، أصبح وسم «#الحرم_المكي» الأكثر تداولًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمغرِّدين عبَّـروا عن فرحهم وابتهاجهم، بعودة أطهر بقاع الأرض إلى ما كان عليه، فاتحًا أذرعه للمصلين والمعتمرين من كل مكان.
إجراءات صارمة
ورغم تخفيف المملكة العربية السعودية الاحترازات، فإنها لم تتهاون في تطبيقها أو الحفاظ على الحرمين، من انتشار جائحة كورونا، بل وضعت شروطًا صارمة للصلاة أو أداء العمرة، وهو ما أكده المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، هاني بن حسني حيدر، قائلًا: يجب حجز تصريح عبر تطبيق توكلنا، لأداء العمرة أو الصلاة، واشتراط التحصين بجرعتين لدخول الحرمين الشريفين، والحرص على ارتداء الكمامات وتعقيم اليدين من خلال أجهزة التعقيم، أما الصلاة في المسجد النبوي فتتطلب فقط إبراز حالة التحصين من تطبيق توكلنا، عند دخول المسجد النبوي الشريف، للحاصلين على جرعتي اللقاح.
وأكد المسؤول السعودي، أن رئاسة الحرمين زادت عدد الأبواب لاستقبال المعتمرين إلى 44 بابًا، بينما يتابع 780 موظفًا عملية تفويج المعتمرين والمصلين من المسجد الحرام وإليه، لمنع أي ازدحام، مشيرًا إلى أن المسارات المخصصة للمعتمرين تمت زيادتها، بما يتوافق مع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف، على أن يتم تفويج المعتمرين إلى الدور الأول للمطاف، في حال امتلاء الصحن حرصًا على سلامتهم.
وخصصت رئاسة شؤون الحرمين، صحن المطاف لأداء الطواف فقط، والاستفادة من الطاقة الاستيعابية للمسعى بجميع أدواره حسب الحاجة، بناءً على أعداد المعتمرين، مشيرًا إلى أنه بإمكان المعتمرين والمصلين، أداء صلاة النافلة والسنن في المصليات خارج الصحن، منعًا لأي تزاحم.
وأشار هاني حيدر إلى الاستفادة من الطاقة الاستيعابية للتوسعة السعودية الثالثة، بمرافقها الداخلية وساحاتها الخارجية، إضافةً للدورين الأول والثاني من توسعة الملك فهد، مع إعادة السجاد في مصليات وساحات المسجد الحرام، وكذلك الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي الشريف.
إزالة علامات التباعد
وعن إزالة علامات التباعد الجسدي، قال متحدث شؤون الحرمين، إنها أزيلت تطبيقًا لقرار تخفيف الاحترازات، فجميع المصلين في الحرمين الشريفين، ممن تلقوا جرعتي اللقاح، مع ضرورة التزامهم بارتداء الكمامات طوال الوقت».
وأكد المتحدث الرسمي، استمرار عمليات التعقيم الدورية على مدار الساعة، من خلال ألفي أداة تعقم وتطهر وتعطر المصليات، قبل الصلوات وبعدها، ترافقها فرق تعقيم الأسطح والأجواء في أروقة وجنبات المسجد الحرام، مشيرًا إلى أن قرابة 10 آلاف عامل وعاملة وموظف وموظفة، يعملون على غسل المسجد 10 مرات يوميًا، فضلًا عن تعطير المسجد الحرام وساحاته بـ1500 لتر يوميًا من أجود أنواع المعطرات.
وقال حيدر، إن جميع الخدمات التي كانت تقدَّم في الحرمين الشريفين، عادت إلى سابق عهدها، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، ممثلة في إعادة أكثر من أربعة آلاف حافظة لماء زمزم المبارك في الحرمين، يقدَّم من خلالها يوميًا 86 ألف لتر من ماء زمزم المبارك مبردًا، وتوزيع 500 ألف من عبوات ماء زمزم المبارك، على المصلين والمعتمرين في الحرمين الشريفين.