واشنطن تحدد موعد غزو روسيا لأوكرانيا... واتصال مرتقب بين بايدن وبوتين

واشنطن أبلغت الحلفاء بأنه يمكن أن يسبق الهجوم، وابل من الضربات الصاروخية والهجمات الإلكترونية، بينما قال مصدر مسؤول إن تصريحات بايدن تشير إلى أن الهجمات الإلكترونية وشيكة

واشنطن تحدد موعد غزو روسيا لأوكرانيا... واتصال مرتقب بين بايدن وبوتين

السياق

حرب معلومات وتصريحات، بدأت قبل الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، الذي لم يحدد موعده، بينما اتخذت كل من القوتين العظميين إجراءات، من شأنها التعجيل والتأكيد، بأن عملًا عسكريًا سيجرى في القريب العاجل.

تلك الحرب المعلوماتية، التي دائمًا ما تستبق أي غزو عسكري، بدأت بعد إعلان صحيفة بوليتيكو، من مصادرها، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخبر القادة الغربيين، بأن روسيا ستبدأ هجومًا عسكريًا على أوكرانيا 16 فبراير الجاري.

وقالت الصحيفة، في تقرير، إن واشنطن أبلغت الحلفاء بأنه يمكن أن يسبق الهجوم، وابل من الضربات الصاروخية والهجمات الإلكترونية، بينما قال مصدر مسؤول إن تصريحات بايدن تشير إلى أن الهجمات الإلكترونية وشيكة.

 

معلومات مثيرة للقلق

وقال مصدر آخر للصحيفة الأمريكية، إن المعلومات الاستخباراتية «محددة ومثيرة للقلق»، إلا أن مسؤولًا بريطانيًا، قال: «لدينا تفسير مختلف ليوم 16 فبراير»، بينما تبادل اثنان من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي وجهات نظر أكثر تشككًا، حيث قال أحدهما إن الحرب مكلفة، مستبعدين أن يقع بوتين في مثل هذا الخطأ الذي لن تستسلم له أوكرانيا.

تصريحات بايدن أكدها مستشار الأمن القومي جاكي سوليفان، الذي قال إن الغزو الروسي لأوكرانيا، قد يحدث قبل نهاية أولمبياد بكين في 20 فبراير، مطالبًا أي أمريكي في أوكرانيا بالمغادرة في أسرع وقت ممكن، في غضون 24 إلى 48 ساعة.

وقبل وقت قصير من حديث سوليفان، قال نيك شيفرين مراسل الشؤون الخارجية والدفاع في «PBS NewsHour»، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر غزو أوكرانيا وأبلغ قواته بهذا القرار.

تصريح شيفروين، رجح صحته، بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أعلنت فيه خفض فريقها الدبلوماسي في أوكرانيا، مشيرة إلى أنها قررت تحسين التوظيف في البعثات الخارجية الروسية بأوكرانيا، خوفًأ من استفزازات أوكرانيا أو دول ثالثة.

 

روسيا ترد

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن «سفاراتنا وقنصلياتنا ستستمر في أداء وظائفها»، مشيرة إلى أن السفارة الروسية ستواصل عملها كالمعتاد، وتعمل على تحسين جدول الموظفين.

وأشارت إلى أن شائعات «الإجلاء» المزعوم للدبلوماسيين الروس، الغرض منها، غطاء إعلامي لبداية إجلاء الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وأستراليا وكندا ودول أخرى، الدبلوماسيين وعائلاتهم من سفاراتهم في أوكرانيا.

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية أنه من المهم للغاية التحلي بالهدوء وعدم الاستسلام للهلع، في وجه التهديد بغزو روسي.

وقالت وزارة الخارجية في بيان: «في هذه المرحلة من المهم للغاية التحلي بالهدوء وتعزيز البلاد داخليًا وتجنُّب التصرفات التي تزعزع استقرار الوضع وتثير الذعر».

 

محادثات هاتفية

وفي محاولة للتوصل لحلول للأزمة، يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت محادثات هاتفية جديدة مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويجري الرئيس بايدن، الذي يمضي عطلة نهاية الأسبوع في مقر كامب ديفيد الرئاسي، مباحثات هاتفية مع بوتين بعد اتصال الجمعة بين قائدي أركان البلدين، في وجه احتمال أن تغزو روسيا أوكرانيا.

ومن المقرر أن يجرى اتصال أيضًا بين بوتين وماكرون.

وحذر مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان، بعد اجتماع عن بُعد لقادة الدول الغربية الرئيسة: «لا نزال نرى مؤشّرات إلى تصعيد روسي، ويشمل ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية».

وأضاف: هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت، حتّى قبل انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في العشرين من فبراير، مشيرًا إلى إمكان حصول هجوم فعلي جدًا جدًا، لكن الاستخبارات الأمريكية لا تعرف إن كان الرئيس الروس اتخذ قرارًا نهائيًا.

وقال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي لوكالة فرانس برس: لا أحد يعرف إن كان قرار التحرك قد اتُخذ.

 

عقوبات صارمة

وجدد ساليفان تأكيد أن الدول الغربية جاهزة لكل السيناريوهات، من عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، في حال حصول حرب، فضلًا عن يد دبلوماسية ممددوة للاستمرار بالمفاوضات مع موسكو.

وأعلن مسؤول كبير في البنتاغون الجمعة أنّ الولايات المتّحدة سترسل ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا في الأيام المقبلة، من أجل «طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي».

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال اتصال هاتفي، دعم واشنطن الحازم لأوكرانيا.

وعجزت سلسلة من المحادثات في الأيام الأخيرة عن نزع فتيل الأزمة الناجمة عن انتشار أكثر من مئة ألف جندي روسي مع أسلحة ثقيلة في الأشهر لأخيرة عند حدود أوكرانيا.

وغرد الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، بعد محادثات بين قادة دول غربية: «الحلفاء عازمون على اتخاذ عقوبات سريعة وجذرية بحقّ روسيا، في حال حصول انتهاكات جديدة لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها».

وأشاد البيت الأبيض بوحدة الموقف اللافتة للدول الغربية، في مواجهة ما تعدها أخطر مرحلة في أوروبا، منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثين عامًا.

 

سيناريوهات محتملة

ووضع الأمريكيون الذين تشاركوا مع حلفائهم تحليلات أجهزة الاستخبارات الأميركية، سيناريو محتملًا لهجوم روسي.

وقال جايك ساليفان، إن هذا الهجوم سيبدأ على الأرجح بقصف جوي وإطلاق صواريخ، قد يؤدي بطبيعة الحال إلى قتل مدنيين، وقد يتضمن أيضًا هجومًا سريعًا على كييف.

ودعت الولايات المتحدة، شأنها في ذلك شأن كندا واستراليا والمملكة المتحدة، رعاياها إلى مغادرة أوركانيا بأسرع وقت.

وحذر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون مواطنيه قائلًا: «الوضع خطر جدًا ومن أجل سلامتكم يجب أن تسعوا إلى مغادرة أوكرانيا».

 

لا نتيجة

وكشف الكرملين الجمعة، أن المباحثات التي جرت الخميس في برلين، بين ممثلين لروسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، لم تفضِ إلى نتيجة.

وتشمل هذه المباحاثات النزاع شرقي أوكرانيا، الذي تتواجه فيه منذ عام 2014 قوات انفصالية تدعمها روسيا والجيش الأوكراني، وقد أسفرت عن أكثر من 14 ألف قتيل.

وتنفي موسكو التي ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، أن تكون لديها نية لمهاجمة أوكرانيا، لكنها تشترط -لخفض التصعيد- الموافقة على سلسلة طلبات، بينها ضمانة من كييف بعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، ما يعده الغرب شرطًا غير مقبول.

وفي حين أعلن ماكرون أنه حصل الاثنين من بوتين على وعد بعدم تصعيد الوضع، أعلنت روسيا الجمعة مناورات عسكرية جديدة عند الحدود الأوكرانية، وتجري روسيا مناورات في البحر الأسود الذي تطل عليه أوكرانيا أيضًا.