لبنان في ظلام دامس.. انقطاع الكهرباء بسبب نفاد الوقود

قالت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، إن شبكة الكهرباء انفصلت، مشيرة إلى أن لبنان دخل مرحلة العتمة، بعد توقف محطتي الزهراني ودير عمار، نتيجة نفاد المازوت، وتدنى إنتاج الطاقة إلى ما دون 200 ميغاوات.

لبنان في ظلام دامس.. انقطاع الكهرباء بسبب نفاد الوقود

السياق

دخلت لبنان في مرحلة الظلام الدامس، بعد انفصال شبكة الكهرباء، بسبب نفاد المازوت، وتدني إنتاج الطاقة إلى ما دون 200 ميغاوات، بينما تحاول السلطات تسريع الخطي لتشغيل خط الغاز العربي، للتغلب على تلك الأزمة.

وقالت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، إن شبكة الكهرباء انفصلت، مشيرة إلى أن لبنان دخل «مرحلة العتمة»، بعد توقف محطتي الزهراني ودير عمار، نتيجة نفاد المازوت، وتدنى إنتاج الطاقة إلى ما دون 200 ميغاوات.

وأكدت مؤسسة كهرباء لبنان، أنها تحاول إجراء المناورات، لإعادة بناء الشبكة العامة يدويًا، في ظل غياب مركز التحكم الوطني، الذي تضرر من انفجار مرفأ بيروت، في أغسطس من العام الماضي.

وقالت وسائل إعلام محلية، إن هناك اتصالات أجرتها السلطات اللبنانية، لتأمين إعادة التيار الكهربائي جزئيًا إلى مختلف المناطق اللبنانية، عبر تزويد محطات الإنتاج بالوقود، من الاحتياطي المتوافر للضرورات القصوى، مشيرة إلى أن الخدمة ستعود بشكل تدريجي خلال الساعات المقبلة.

 

تفاصيل الأزمة

قالت مؤسسة كهرباء لبنان: بعد توقف محطة دير عمار أمس قسريًا عن إنتاج الطاقة جراء نفاد خزينه من الغاز، توقفت أيضًا محطة الزهراني قسريًا للسبب نفسه، الأمر الذي أدى إلى انخفاض التغذية الإجمالية إلى ما دون  270 ميغاوات، ما انعكس مباشرةً على ثبات الشبكة واستقرارها، وأدى إلى هبوطها، من دون إمكانية إعادة بنائها في الوقت الراهن، في ظل هذه الظروف التشغيلية الصعبة والقدرة الإنتاجية المتدنية من جهة، واستمرار محطات تحويل رئيسة خارجة عن سيطرة المؤسسة من جهة أخرى.

وأشارت إلى أنه من المرتقب أن تصل مساء اليوم شحنة مادة الفيول أويل (Grade A)، التي من المتوقع أن يتم تفريغ حمولتها في خزانات مصبات الذوق والجية مطلع الأسبوع المقبل، بعد أن تتأكد وزارة الطاقة والمياه -المديرية العامة للنفط- من مطابقة مواصفاتها فور ورود نتائج تحاليل عيناتها من مختبرات شركة «Bureau Veritas» في دبي، ليتم استهلاكها بعد تفريغ حمولتها في محطتي الذوق والجية.

وأكدت أنها تتواصل مع منشآت النفط في طرابلس والزهراني لمعرفة ما إذا أمكنها شراء جزء من كميات الغاز أويل المحدودة لدى تلك الأخيرة، إذا ما توفرت لديها، لإعادة تشغيل محطتي الزهراني ودير عمار ورفع القدرة الإنتاجية موقتًا إلى حدود (500) ميغاوات.

 

تحذير متكرر

وأوضحت أنها سبق أن حذرت -مرارًا وتكرارًا منذ أشهر- من خطر الدخول في «المحظور»، في ما يخص التغذية بالتيار الكهربائي.

وبينما قالت إنها أبلغت الجهات المعنية بحساسية الوضع، طالبت بضرورة الموافقة على تحويل فائض العملة الوطنية، المتراكم في حساباتها، إلى العملة الأجنبية وفق سعر الصرف الرسمي، في محاولة لتغطية بعض حاجاتها من المحروقات لإنتاج الطاقة.

وحذرت «كهرباء لبنان» من أنه إذا ما استمرت الأمور على حالها، فإن هناك مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل، في جميع الأراضي اللبنانية.

وكانت تقارير محلية، توقعت انقطاع الكهرباء بعد إطفاء محطة دير عمار أمس، بسبب نفاد المازوت، مؤكدة أنه بينما يتم إطفاء محطة الزهراني ظهر اليوم، تبدأ محطة الذوق العمل، إلا أن القدرة الإنتاجية التي وصلت إلى 350 ميغاوات ستنخفض إلى أقل من 200 ميغاوات، وهو ما لا يكفي لربط الشبكات الكهربائية ببعضها.

 

اعتصام العشرات

وأدت انقطاعات الكهرباء المتوالية، إلى اعتصام عشرات اللبنانيين أمام مؤسسة كهرباء لبنان (دائرة حلبا)، لليوم الثالث على التوالي، بحسب تقارير محلية، أكدت أن المعتصمين أغلقوا الباب الرئيس للمؤسسة، ومنعوا الموظفين من دخول مكاتبهم، احتجاجًا على انقطاع الكهرباء عن المدينة والبلدات العكارية.

لم يكتفِ المعتصمون بالاحتجاج، أمام مؤسسة كهرباء لبنان، بل دعوا المواطنين إلى النزول إلى الشارع، والمطالبة بحقوقهم المشروعة، بينما كثفت الجهات الأمنية إجراءاتها لاحتواء الموقف.

تأتي تلك التطورات، بينما تسابق السلطات المحلية الزمن لجلب الغاز المصري، عبر الأراضي السورية فالأردنية، في محاولة للتغلب على تلك الأزمات المتلاحقة في قطاع الكهرباء.

والشهر الماضي، استضافت المملكة الأردنية الهاشمية، الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، الذي جرى التوافق فيه على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأردن وسوريا، من خلال خطة عمل وجدول زمني.

 

ماذا نعرف عن الخط العربي؟

خط الغاز العربي نُفِّذه على ثلاث مراحل، الأولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كم وقطر (36) بوصة وباستطاعة (10) مليارات م3 في السنة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية، التي قالت إنه بدأ توريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة في 27/7/2003.

أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة إلى منطقة رحاب شمالي الأردن بطول (393) كم، وبدأ تزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء شمالي المملكة في فبراير 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي، من رحاب حتى الحدود الأردنية السورية بطول (30) كم وقطر (36) بوصة في مارس 2008.

وتم تنفيذ الجزء الجنوبي، من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي، داخل الأراضي السورية الممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها في يوليو 2008، وبدأ تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في نوفمبر2009، إلى أن توقف عام 2011.

 

المحور الإيراني

وفي محاولة من واشنطن، لإبعاد لبنان عن المحور الإيراني، أعلنت الرئاسة اللبنانية في أغسطس الماضي، موافقة واشنطن على مساعدة لبنان لجلب الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مروراً بسوريا فلبنان، ما يعني موافقة واشنطن على استثناء لبنان، من العقوبات المفروضة على سوريا، التي تحظر إجراء أي تعاملات مالية أو تجارية معها.

ويشهد لبنان منذ أشهر شحاً في المحروقات، انعكس على مختلف القطاعات، من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، وأدى إلى فرار دبلوماسيين من البلد العربي، على وقع أزمة اقتصادية صنَّفها البنك الدولي من الأسوأ في العالم منذ عام 1850.

وجراء تلك الأزمة، تراجعت قدرة مؤسسة الكهرباء على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً، في الوقت الذي لم تعد فيه المولدات الخاصة، قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.

 

معاناة يومية

ويقف المواطنون يومياً ساعات طويلة، أمام محطات الوقود لتعبئة خزانات سياراتهم، بينما حذَّرت المستشفيات مراراً من من نفاد المحروقات ومخاطره على حياة المرضى.

وفقدت الليرة اللبنانية خلال عامين، أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، وأكدت الأمم المتحدة أن 78% من السكان يعيشون في الفقر.

وحذَّرت الأمم المتحدة، من أن أربعة ملايين شخص -نحو ثلثي سكان لبنان- قد يفقدون إمدادات المياه، في الأيام القليلة المقبلة، مع انقطاع التيار الكهربائي عن محطات الضخ.