مأساة ريان المغربي تتكرر.. وفاة الطفل حيدر في غياهب بئر بأفغانستان
يظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، الطفل حيدر، محشورًا داخل بئر في منطقة نائية بإقليم زابل جنوبي البلاد، إلا أنه كان قادرًا على تحريك ذراعيه والجزء العلوي من جسده.

السياق
بعد أيام من مأساة الطفل المغربي ريان، التي أدمت قلوب الملايين، كان العالم على موعد مع قصة جديدة، حاملة فصول وسيناريوهات الأولى، حتى بنهايتها المأساوية.
فالطفل الأفغاني العالق منذ الثلاثاء، في بئر عميقة وجافة جنوبي شرق أفغانستان، أعلِنت الجمعة وفاته، ليشكل يومًا حزينًا في أفغانستان، وشاهدًا على مأساة جديدة، تستدعي ابتكار حلول جذرية.
وقال أنس حقاني، المستشار الكبير في وزارة الداخلية عبر «تويتر»، إن «الطفل حيدر غادرنا إلى الأبد. إنه يوم حداد وحزن جديد لبلادنا»، بينما قال عبد الله عزام سكرتير نائب رئيس الوزراء عبدالغني بارادار في تغريدة أيضًا: «رحل حيدر عنا».
وسقط الطفل الأفغاني حيدر الثلاثاء، في قاع هذه البئر الترابية في قرية شوكاك بولاية زابل على بعد 400 كيلومتر جنوبي غرب العاصمة كابل.
مشاهد تحبس الأنفاس لعملية إنقاذ #الطفل_حيدر الذي توفي بعد أن علق لمدة 3 أيام في بئر عميقة وجافة في جنوب شرق أفغانستان، على غرار ما عاشه الطفل المغربي #ريان.#السياق #الطفل_حيدر_الأفغاني pic.twitter.com/Ewyde5OPWM
— السياق (@alsyaaq) February 18, 2022
وضع غير جيد
وقال متحدث مساعد باسم حكومة طالبان، أحمد الله واثق، إن فرق الإنقاذ بلغت موقع الطفل صباح الجمعة، بينما كان لا يزال على قيد الحياة لدى وصولهم إليه، إلا أن «الوضع لم يكن جيدًا»، وكان ينبغي أن «يتلقى العلاج في الموقع».
وقال الحاج عبد الهادي (50 عامًا) جد حيدر لوكالة فرانس برس، إن الطفل سقط في الحفرة، بينما كان يحاول مساعدة بالغين على حفر بئر جديدة في هذه القرية، التي تعاني الجفاف.
وذكرت مصادر رسمية أن الطفل انزلق في هذه البئر، التي يبلغ عمقها 25 مترًا ثم سُحب بحبل إلى عمق نحو عشرة أمتار حيث علق.
في تكرار لفاجعة #ريان المغربي.. وفاة #الطفل_حيدر الذي علق منذ 3 أيام في بئر عميقة وجافة في جنوب شرق أفغانستان.#السياق #الطفل_حيدر_الأفغاني pic.twitter.com/LZajcRYkQh
— السياق (@alsyaaq) February 18, 2022
الطفل يتحدث
ويظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، الطفل حيدر، محشورًا داخل بئر في منطقة نائية بإقليم زابل جنوبي البلاد، إلا أنه كان قادرًا على تحريك ذراعيه والجزء العلوي من جسده.
«هل أنت بخير يا بني؟»، بهذه الكلمات خاطب الوالد ابنه، مضيفًا: «تحدث معي ولا تبك، نحن نعمل على إخراجك»، ليجيب الصبي: «حسنًا، سأستمر في الحديث».
وبحسب المتحدث باسم وزارة الإعلام الأفغانية، أرسلت السلطات فريق الإنقاذ بطائرة هليكوبتر من كابل، بينما شارك وزير الاتصالات الأفغاني في العملية.
وقبل ساعات من إعلان وفاته، قال متحدث وزارة الإعلام، إن الطفل البالغ من العمر 5 سنوات، الذي سقط في حفرة الأنبوب ما زال على قيد الحياة وعيناه بأمان، مشيرًا إلى أن عملية إجلائه تباطأت حتى لا يتضرر أثناء الحفر.
ويذكر الحادث بما حدث مطلع فبراير الجاري في المغرب، حيث سقط الطفل ريان (خمس سنوات) في قاع بئر جافة، وعُثر عليه ميتًا بعد خمسة أيام من جهود شاقة بذلتها فرق الإنقاذ، في حادثة أثارت تعاطفًا كبيرًا في المغرب والعالم.
معاناة الأطفال
وسلَّطت وفاة الطفل المغربي ريان، الضوء على معاناة كثيرين من الأطفال في مختلف البلدان، أبرزها قصة الطفل السوري المختطف منذ أشهر فواز قطيفان.
فبعد فشل إنقاذ الطفل ريان، انطلقت أصوات من هنا وهناك ترصد معاناة أطفال آخرين، بينهم الطفل السوري فواز القطيفان، الذي اختطف قبل أشهر على يد بعض المسلحين الذين طلبوا فدية لإعادته إلى ذويه.
وبعد أشهر من محاولات ذويه، لجمع الفدية التي طلبتها العصابة، وبعد أيام من الصمت إثر انتهاء المهلة التي حددتها الأخيرة للأسرة، كانت لقصة الطفل فواز القطيفان نهاية سعيدة، مغايرة لتلك التي اختتمت بها قصة الطفل ريان.
فخاطفو فواز القطيقان، أفرجوا الأسبوع الماضي، عن الطفل السوري، بعد تسلمهم الفدية، بحسب مصادر سورية، أكدت أن العصابة وضعت الطفل السوري في صيدلية، بمدينة نوى في ريف درعا.