محاولة اغتيال الكاظمي.. إدانات دولية لافتة وفصائل موالية لإيران تنفي علاقتها
الكاظمي قال: لن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة، على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق، ووضع القانون في نصابه، داعيًا الجميع إلى التهدئة وضبط النفس، من أجل العراق.

السياق
بعد ساعات من تهديدات أطلقتها مليشيا «عصائب أهل الحق» ضد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تعرَّض الأخير لمحاولة اغتيال فاشلة بثلاث طائرات مُسيَّــرة، تمكنت القوات الأمنية من إسقاط اثنتين منها.
وقالت وزارة الداخلية العراقية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء جرت بثلاث طائرات مُسيَّــرة، مشيرة إلى أن القوات الأمنية تمكنت من إسقاط طائرتين، بينما هاجمت الثالثة منزل رئيس الوزراء.
وقال مدير إعلام وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، إن الكاظمي لم يصب بأذى، إلا أن هناك بعض الإصابات للموجودين في المنزل ويتلقون العلاج، مؤكدًا فتح تحقيق، فضلاً عن تشكيل فرق عمل وتسخير الموارد والجهود للوصول للجناة، من خلال متابعة الكاميرات ومناطق الانطلاق، والآلية المستخدمة.
تعهد عراقي
قيادة العمليات المشتركة، قالت إنها ستطارد كل مَنْ يحاول المساس بأمن الدولة، مشيرة إلى أن القوات الأمنية تقوم بواجبها، وكل شيء يسير وفق ما خُطط له.
وقال المتحدث باسم القيادة، اللواء تحسين الخفاجي، إن «القوات الأمنية قادرة على درء المخاطر»، مؤكدًا أنها ستطارد كل مَنْ يحاول المساس بأمن الدولة.
وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن الأوضاع الأمنية مستقرة في المنطقة الخضراء، مؤكدًا قيام القوات الأمنية بإجراءات حفظ النظام.
وأكد المسؤول العراقي، فتح تحقيق لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المُسيَّــرة المفخَّخة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية باشرت بجمع الأدلة.
من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، إن «صواريخ الغدر» لن تثبط عزيمة «المؤمنين»، مشيرًا إلى أنه «كان وما زال مشروع فداء للعراق وشعبه».
دعوة للتهدئة
وأوضح الكاظمي عبر «تويتر»، أنه «لن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة، على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق، ووضع القانون في نصابه»، متابعًا: «أنا بخير والحمد لله، وسط شعبي»، داعيًا الجميع إلى التهدئة وضبط النفس، من أجل العراق.
ردود فعل محلية
الرئيس العراقي برهم صالح، اعتبر أن استهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي «تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق».
وقال الرئيس صالح، عبر «تويتر»، إنه «لا يقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري»، داعيًا إلى وحدة الموقف بـ«مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه».
ووصف رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، الاعتداء على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ«المشبوه»، بينما دعا إلى اليقظة وضبط النفس.
وقال العبادي عبر «تويتر»: «أدين الاعتداء المشبوه الذي استهدف الكاظمي»، داعياً للحذر من خلط الأوراق.
وأضاف العبادي: «بالأمس قُتل المتظاهرون السلميون واليوم استهداف رئيس الوزراء، لسنا في ساحة قتال يا سادة!»، مؤكدًا أن «المرحلة حرجة، واليقظة وضبط النفس ضرورة، والحوار والتفاهم والتضامن غدت قضايا وجودية للدولة».
تطور خطير
رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، أكد أن استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية يمثِّل تطوراً ينذر بأحداث أخطر.
وقال الحكيم، إن «استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر»، مشيرًا إلى أن «هذا الاستهداف من شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسُمعة العراق أمام الرأي العام العالمي».
وأشار رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، إلى أن «استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد يمثِّل تطوراً خطيراً ينذر بأحداث أخطر إذا لم يتدارك العقلاء وأصحاب القرار تداعياته، ويخاطر بالمنجزات التي تحققت على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي».
عواقب وخيمة
رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أكد أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تطور خطير يهدد أمن البلد واستقراره، وينذر بعواقب وخيمة.
وأدان بارزاني، المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، التي جرت عن طريق مُسيَّــرة، استهدفت محل إقامته في بغداد فجر اليوم.
وأكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن العمل «الإرهابي» الذي استهدف الجهة العليا في البلاد، استهداف واضح للعراق وشعبه.
وقال الصدر عبر «تويتر»، إن «العمل الإرهابي الذي استهدف الجهة العليا في البلاد، لهو استهداف واضح وصريح للعراق وشعبه، ويستهدف أمنه واستقراره وإرجاعه إلى حالة الفوضى، لتسيطر عليه قوى اللادولة، ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب، فتعصف به المخاطر وتدخلات الخارج من هنا وهناك».
وتابع: «على جيشنا الباسل والقوى الأمنية البطلة الأخذ بزمام الأمور على عاتقها، حتى يتعافى العراق ويعود قويًا».
هجوم على الكاظمي
ورغم الهجوم على منزل الكاظمي، فإن الفصائل الموالية لإيران، المنضوية ضمن الحشد الشعبي في العراق، شنَّت هجومًا متزامنًا على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وسخر المتحدث باسم كتائب حزب الله، المدعو أبو علي العسكري، من محاولة الاغتيال تلك، معتبرًا أن «ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل الدهر عليها وشرب».
وقال عبر «تويتر»: «لا أحد في العراق لديه الرغبة بخسارة طائرة مُسيَّــرة على منزل رئيس وزراء سابق»، وفق تعبيره.
إلا أن أمين عام كتائب «سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي زاد في شططه، متهمًا الكاظمي بالتورط في إطلاق الرصاص على المتظاهرين من أنصار تلك الفصائل، خلال اليومين الماضيين في بغداد.
وأكد أن رئيس الوزراء الحالي لن يعيَّن ثانية على رأس الحكومة، قائلًا: عليك أن تنسى أمرين: الأول تكرار مهزلة تجديد رئاستك، والآخر لن تُعاد حتى إلى منصبك السابق.
انفجار مصطنع
وقال محمود الربيعي، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "الصادقون" عبر «تويتر»، إن «الانفجار مصطنع ورمي في الهواء، بهدف إشغال الرأي العام، والتغطية على جرائم الأمس»، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت بين أنصار الفصائل «الولائية» والقوات الأمنية في العاصمة، احتجاجًا على نتائج الانتخابات النيابية.
ردود فعل دولية
أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة للعمل «الإرهابي» الذي استهدف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن المملكة تؤكد وقوفها صفاً واحداً إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعباً، في التصدي للإرهابيين الذين يحاولون عبثاً منعه من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه.
ووصفت دولة الإمارات، الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكاظمي بـ«الجبان»، معبَّـرة عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الأعمال الإرهابية، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، تضامن الإمارات ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب، مشيرة إلى حرصها على استتباب الأمن والاستقرار فيه.
من جانبه، أدان مجلس التعاون الخليجي، محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مؤكداً أن «أمن العراق من أمن دول المجلس».
بدوره، أدان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، محاولة الاغتيال التي تعرَّض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وقال السيسي: «تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرَّض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فجر اليوم»، مدينًا «هذه المحاولة الغاشمة».
ودعا السيسي الأطراف والقوى السياسية في العراق، إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف، من أجل الحفاظ على استقرار الدولة وتحقيق آمال الشعب العراقي.
إدانة أممية
وأدانت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق، محاولة اغتيال الكاظمي، معربة عن ارتياحها لعدم إصابة رئيس الوزراء بسبب هجوم الطائرة من دون طيار على مقر إقامته في بغداد.
وأكدت البعثة الأممية، في بيان، أنه «يجب ألَّا يسمح للإرهاب والعنف والأعمال غير المشروعة، بتقويض استقرار العراق وعرقلة عمليته الديمقراطية»، داعية إلى «التهدئة والحث على ضبط النفس».
وتابعت: إننا نشجع جميع الأطراف على تحمُّل المسؤولية عن التصعيد والمشاركة في الحوار لتخفيف التوترات السياسية، وتعزيز المصلحة الوطنية للعراق، مشيرة إلى أنها «تقف الى جانب العراقيين كافة، في تحقيق السلام والاستقرار».
وزارة الخارجية الأمريكية أدنت -بدورها- الحادث، قائلة: «نتابع ما تردد عن هجوم بطائرة من دون طيار استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، شعرنا بالارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى».
عرض أمريكي
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس في بيان، إن «هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدة، كان موجَّهاً إلى قلب الدولة العراقية»، متابعًا: «نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله، وقد عرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم».
وأشار إلى أن «التزامنا تجاه شركائنا العراقيين لا يتزعزع، تقف الولايات المتحدة مع العراق حكومة وشعبًا».