تكتل ثالث يعلن عن نفسه.. تصاعد الخلافات داخل جماعة الإخوان

تداول أعضاء التنظيم رسائل شفهية من المرشد العام، أوصى خلالها بحسم الخلاف لصالح إبراهيم منير القائم بالأعمال، مطالبًا إياه في الوقت نفسه بوقف التصعيد ضد جبهة محمود حسين أمين التنظيم سابقًا

تكتل ثالث يعلن عن نفسه.. تصاعد الخلافات داخل جماعة الإخوان

السياق

حالة من التخبط والانشقاقات، تشهدها جماعة الإخوان الإرهابية، بالشكل الذي يهدد بقاء التنظيم حتى في صورته الحالية، بعد إيداع قيادته التاريخية السجون المصرية، على ذمة عدد من القضايا.

ومع تصاعد الصراع الذي تشهده الجماعة، بين  قيادات جبهتيها "القيادة التاريخية" برئاسة الأمين العام السابق محمود حسين، ويبلغ من العمر 73 عامًا، المسئول عن الإخوان في اسطنبول، وجبهة إبراهيم منير البالغ من العمر 86 عامًا، المقيم في بريطانيا وهو القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم، ظهر عدد من شباب التنظيم أطلقوا على أنفسهم "الكماليون" نسبة إلى انتمائهم الفكري للإرهابي محمد كمال الرئيس السابق للجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان، العضو السابق بمكتب الإرشاد العام للجماعة بمصر.

ومحمد كمال، كان مسؤولًا عن التسليح داخل الجماعة وقُتل على يد قوات الأمن في مصر عام 2016.

 

من هم الكماليون؟

وبحسب مصادر قريبة الصلة من المكتب الإداري لـ"الإخوان" في اسطنبول، فإن الجبهة التي تعلن عن نفسها الآن بسم "الكماليون"  خرجت من عباءة جبهة محمود حسين، وترى أن القيادات التاريخية للتنظيم "العجائز" وراء تدهور الأوضاع.

وتحظى تلك الجبهة بدعم وتأييد حسين، محاولًا الاستقواء بها في مواجهة جبهة إبراهيم منير، بعدما وصل الصراع بينهما إلى ذروته وتبادل اتهامات بفساد مالي ومخالفات أخلاقية.

وتدعو جبهة "الكماليون" إلى حسن الخلاف بين القيادات التاريخية، من خلال تجديد البيعة إلى المرشد العام للتنظيم الدكتور محمد بديع  المودع بالسجون المصرية، لتنفيذ أحكام بالسجن المؤبد بتهم القتل والتحريض على العنف.

 

حسم الخلاف

من جهة أخرى، تداول أعضاء التنظيم رسائل شفهية من المرشد العام، أوصى خلالها بحسم الخلاف لصالح إبراهيم منير القائم بالأعمال، مطالبًا إياه في الوقت نفسه بوقف التصعيد ضد جبهة محمود حسين أمين التنظيم سابقًا.

الرسالة المزعومة، تضمنت أيضًا وقف الإجراءات التي اتخذها منير، ضد بعض أعضاء الشورى، سواء إحالتهم للتحقيق أو حل المجالس التي كانوا جزءًا من تشكيلها، مقابل اعترافهم بصلاحياته، على أن تجرى انتخابات داخلية على مكتب تركيا ومجلس الشورى، بعد عام من الآن.

في المقابل أبدى إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، استعداده لتنفيذ أوامر وتعليمات بديع، واضعًا شرطًا هو اعتذار محمود حسين واعترافه فى رسالة نصية بشرعية منير.

 

جبهة بلا ثقل

بدوره، يقلل ماهر فرغلي، الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي في تصريح لـ"السياق" من تأثير جبهة "الكماليون" وقدرتها على إعادة حشد التنظيم مرة أخرى، أو قدرتها على إعادة العنف المسلح داخل الجماعة.

ويقول فرغلي، إن الجماعة تمر بأزمة حقيقية وانقسامات حادة، يدور الصراع داخلها حول مَنْ يسيطر على أموال الجماعة، وما تتلقاه من تبرعات، ومَنْ لديه السلطة واتخاذ القرار.

ولفت الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن تنظيم الإخوان يعاني خلافات وانشقاقات، عادة ما تظهر أو تختفي بحسب المصالح الخاصة، وليس مصلحة الدعوة كما يدعون.

وينقسم الإخوان إلى تيارين رئيسين، هما التيار الذي يؤمن باستمرار الفكرة حتى في حال تفكك التنظيم ويمثله حاليًا إبراهيم منير، والتيار الآخر يؤمن ببقاء التنظيم حتى لو كان على جثث أنصاره بالسجون وهؤلاء يمثلهم محمود حسين.

لكن فرغلي، يرى أن دعم جبهة حسين، لتيار الشباب الذي ينتمي إلى فكر محمد كمال، المؤمن بالعمل المسلح، منطقي من أجل تحقيق ما يؤمن به ببقاء التنظيم، مهما كان المقابل.