9  فصائل تتحالف ضد آبي أحمد.. هل يصمد رئيس الحكومة الإثيوبية؟

يواجه آبي أحمد مقاومة عسكرية متصاعدة في جيوب متباينة من إثيوبيا، واحتمال حدوث مشكلات اقتصادية، حيث يهدد المتمردون بقطع طريق مهم يربط إثيوبيا غير الساحلية بميناء جيبوتي إلى الشرق

9  فصائل تتحالف ضد آبي أحمد.. هل يصمد رئيس الحكومة الإثيوبية؟

ترجمات – السياق

«بقي أمامنا خيار واحد، تغيير الوضع»، إعلان لتحالف جديد من 9 فصائل، تآزرت لإطاحة رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد، من خلال مفاوضات سياسية، أو باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، وتنصيب حكومة انتقالية، ما يبشر بمستقبل «قاتم» للحاصل على جائزة نوبل للسلام.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير، إن المقاتلين من منطقة تيغراي الشمالية في إثيوبيا، واجهوا الجيش الإثيوبي لمدة عام، وصدوا هجماته، واستولوا على البلدات، إضافة إلى إعلانهم التقدم نحو العاصمة أديس أبابا.

لكن يوم الجمعة، أعلن مقاتلو تيغراي أنهم يتحدون مع ثماني جماعات معارضة أخرى، لإطاحة رئيس الوزراء آبي أحمد، بحسب برهان جبر كريستوس، الذي كان وزير خارجية إثيوبيا، إلا أنه أصبح الآن متحدثًا باسم جبهة تحرير تيغراي.

وتحدث كريستوس بمؤتمر صحفي في نادي الصحافة الوطني بواشنطن، وانضم إليه ممثلون عن المجموعات الأخرى في التحالف، داعيًا إلى اتخاذ قرار «قبل أن تنفجر إثيوبيا وتؤثر في المنطقة».

ورفض المدعي العام الإثيوبي ووزير العدل جيديون تيموثيوس، التحالف، ووصفه بأنه «عمل دعائي»، قائلاً إن بعض المنظمات ليس لديها أي دعم أو دعم، مضيفًا: لا أعتقد أنه سيكون له هذا التأثير الكبير.

 

ضغط سياسي

ويقول محللون إن التحالف الجديد يضيف قدراً من الضغط السياسي على آبي أحمد، مشيرين إلى أنه يواجه مقاومة عسكرية متصاعدة في جيوب متباينة من إثيوبيا، واحتمال حدوث مشكلات اقتصادية، حيث يهدد المتمردون بقطع طريق مهم يربط إثيوبيا غير الساحلية بميناء جيبوتي إلى الشرق.

وقال ويليام دافيسون، المحلل الإثيوبي البارز في مجموعة الأزمات الدولية، في تصريحات لـ«نيويورك تايمز»، إن تشكيل التحالف «علامة أخرى على أن المد السياسي يتغير».

وقال دافيسون، إنه في حال حدوث انهيار في الحزب الحاكم أو تحول كبير في السلطة في أديس أبابا، يمكن لهذه المجموعات أن تلعب دورًا في معاقلها، بينما ننتقل إلى مرحلة انتقالية جديدة.

لكن من غير الواضح مدى قوة التحالف، بحسب دافيسون، الذي قال إن بعض الجماعات المسلحة «ليست لديها قوة قتالية قوية»، وبعض الجماعات السياسية «لديها برامج سياسية أضعف».

وحذر محللون تحدثوا لـ«فايننشال تايمز»، من أن التحالف الجديد يمكن ببساطة أن يطلق مرحلة جديدة من الحرب، مشددين على أنه من غير المرجَّح أن يقبل 21 مليون شخص من أمهرة، عودة حكم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الممقوتة بينهم، موضحة أنه وقعت بعض أعنف المعارك في الحرب بين أمهرة وقوات تيغراي، على أرض متنازع عليها.

 

حالة الطوارئ

يأتي إعلان التحالف بعد أيام فقط من سيطرة المتمردين على بلدتين على بُعد 160 ميلاً شمالي شرق أديس أبابا، بينما أعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ، وطلبت من المواطنين حمل السلاح للدفاع عن العاصمة، واعتقلت التيغرايين العِرقيين الذين اتهمتهم الحكومة بالتعاطف مع المتمردين الذين يهددون العاصمة الآن.

وبدأت الحرب في نوفمبر 2020، عندما شن آبي أحمد هجومًا على منطقة تيغراي المضطربة، بعد اتهام جبهة تحرير تيغراي الشعبية بتنفيذ هجوم مفاجئ على قاعدة عسكرية فيدرالية، وفي أغسطس الماضي، انضم متمردو التيغراي إلى مجموعة أخرى هي جيش تحرير أورومو، بينما صنفت الحكومة الإثيوبية الجماعتين منظمتين إرهابيتين.

وهز الصراع ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ما يقدر بمليوني شخص، ومواجهة مئات الآلاف من المجاعة.

 

مستويات مروِّعة

ونشرت الأمم المتحدة واللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، تقريرًا مشتركًا هذا الأسبوع، أشار إلى «مستويات مروِّعة من الوحشية» في الحرب، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون، والعنف الجنسي والهجمات على اللاجئين.

وسارع دبلوماسيون من الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا لإيجاد حل تفاوضي، بينما قالت المتحدثة باسم الحكومة بيلين سيوم، إن رئيس الوزراء الإثيوبي التقى جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي، في محاولة لحل الأزمة، وأجرى مناقشات بناءة.

ونصحت السفارة الأمريكية في إثيوبيا الأمريكيين، بمغادرة البلاد «في أقرب وقت ممكن»، مشيرة إلى أن «البيئة الأمنية في إثيوبيا متقلبة للغاية».

لكن سيوم نفت الأنباء التي وردت في الأيام الأخيرة عن أجواء الحصار في العاصمة، واصفة إياها بالتضليل، وقالت في مؤتمر صحفي على الإنترنت: «العاصمة تتحرك بشعور من الحياة الطبيعية».

وحصل آبي على الكثير من دعمه من قبيلتي الأمهرة والأورومو العِرقيتين، بحسب «نيويورك تايمز»، التي قالت إن إثيوبيا خليط من 80 مجموعة عِرقية على الأقل و 10 حكومات إقليمية، مع انقسامات محتدمة حول الأرض والتاريخ واللغة وتوازن القوى، بين الحكومات الفيدرالية والإقليمية.

 

نفور الإثيوبيين

وإلى جانب التيغرايين، يضم التحالف مجموعات تمثل عرقية الأورومو والصوماليين والسيداما وغيرهم، بحسب «نيويورك تايمز»، مرجحة أن تؤدي حقيقة أن جبهة تحرير شعب تيغراي في طليعة التحالف، إلى نفور العديد من الإثيوبيين.

فمنذ ما يقرب من ثلاثة عقود، بدءًا من عام 1991، كانت جبهة تحرير تيغراي القوة السياسية المهيمنة في إثيوبيا، حيث قامت بتكميم أفواه حرية التعبير، واحتجزت الصحفيين وسحقت المعارضة السياسية، لكن نفوذها تضاءل بعد وصول آبي إلى السلطة عام 2018 واعدًا بتوزيع السلطة والموارد بالتساوي، إلا أنه في النهاية خفَّض وهمَّش العديد من المسؤولين الحكوميين في تيغراي.

ويوم الجمعة، نُظمت احتجاجات ضد جبهة تحرير تيغراي الشعبية في أديس أبابا ومدن إثيوبية أخرى، بينما قال جيديون المدعي العام، إن جبهة تحرير تيغراي لا تحظى بشعبية، مشيرًا إلى أن أعضاءها «لا يمكنهم قبول إثيوبيا التي لم يكونوا فيها سادة كل شيء».

وحث قادة التحالف الجديد، المعروف باسم الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفدرالية الإثيوبية، إدارة بايدن على دعم جهودهم.

«أعتقد أن على حكومة بايدن أن تتحد معنا»، قال أوكوك أوجولو أوكوك، الذي يمثل جيش تحرير شعب غامبيال، في المؤتمر الصحفي بواشنطن، مشيرًا إلى أن «على واشنطن أن تقف وراءنا (..) عليهم أن يدعمونا في كل اتجاه نسير فيه».

ولم يتضح كيف تنظر إدارة بايدن إلى التحالف الجديد، بينما رفضت جالينا بورتر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، التعليق على التحالف، لكنها قالت في إيجاز يوم الجمعة: «نواصل حث جميع أطراف النزاع على إنهاء الأعمال العدائية».