بعد تصريحات لأردوغان.. الليرة التركية تلامس أدنى مستوى لها
انهيار الليرة، جاء بعد تصريح لأردوغان قال فيه: نعتزم القضاء على التهديدات الصادرة من سوريا، إما من خلال القوات النشطة هناك، وإما بوسائلنا الخاصة

ترجمات - السياق
أدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بلاده في أزمة اقتصادية، بعدما ألمح إلى إطلاق عملية عسكرية في سوريا، في خطوة تهدف لتأجيج التوتر بين أنقرة وواشنطن، بحسب وكالة بلومبيرغ الأمريكية.
وذكرت الوكالة، أن الليرة التركية تراجعت إلى مستوى قياسي، بعد أن ألمح أردوغان إلى أن هناك هجومًا عسكريًا محتملًا من بلاده على سوريا.
وترى "بلومبيرغ" أن خفض معدل الفائدة، غير المتوقع الشهر الماضي، قلل جاذبية الأصول التركية، وزاد المخاوف من أن التضخم، الذي يرتفع بالفعل بأسرع وتيرة منذ عامين، سيستمر في التسارع.
البنك المركزي
ذكرت وكالة رويترز، أن الرئيس التركي يفقد ثقته بمحافظ البنك المركزي، بعد نحو سبعة أشهر من إقالته سلفه، بسبب تأخر سياسة التحفيز.
وقال محافظ البنك المركزي التركي، شهاب كافجي أوغلو، إن من الخطأ ربط هبوط قيمة الليرة في الآونة الأخيرة، بخفض البنك سعر الفائدة الرئيس بـ 100 نقطة أساس إلى 18% في سبتمبر.
وأضاف -في استجواب له أمام البرلمان التركي، من قبل مشرِّعين في لجنة التخطيط والميزانية- أن خفض سعر الفائدة لم يكن مفاجأة، وأن البنك المركزي لم يهمل واجباته.
وهبطت الليرة أكثر من 0.6%، لتسجل مستوى قياسيًا منخفضًا جديدًا عند 9.01 مقابل الدولار الأمريكي، ولتصل خسائرها منذ بداية العام إلى 17.5%.
أدنى مستوى
كانت العملة التركية تراجعت لما يتجاوز مستوى 8.9 مقابل الدولار الأسبوع الماضي، لتلامس أدنى مستوى لها، بسبب مخاوف من خفض غير متوقع لأسعار الفائدة.
بينما أظهرت بيانات، ارتفاع التضخم في تركيا أقل بقليل من المتوقع إلى 19.58% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019، ما يكبد العوائد الحقيقية المزيد من الخسائر بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 18%.
ويرى محللون اقتصاديون، أن تيسير السياسة النقدية دليل على التدخل السياسي للرئيس التركي في السياسة النقدية.
عقوبات أمريكية جديدة
انهيار الليرة، جاء بعد تصريح لأردوغان قال فيه:" نعتزم القضاء على التهديدات الصادرة من سوريا، إما من خلال القوات النشطة هناك، وإما بوسائلنا الخاصة".
يأتي ذلك في وقت عصيب بين تركيا وأمريكا، إذ حذرت واشنطن من أنها قد تفرض عقوبات ثانية على أنقرة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم الأكراد في المنطقة، وهو ما تعارضه تركيا.
وحسب وكالة بلومبيرغ، فإن واشنطن طالبت أنقرة، بإلغاء صفقة لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، مقابل رفع العقوبات الأميركية ذات الصلة، لكن تركيا لم تبدِ أي رغبة في هذا الشأن.
وحجَبت العقوبات التي فرضتها واشنطن "وكالة مشتريات دفاعية تركية" عن التعامل مع المؤسسات المالية، والحصول على الأجهزة العسكرية والتكنولوجيا الأميركية، وأبرزها المقاتلات الأميركية "إف-35" التي ساعدت شركات تركية في تصنيعها.
قمة العشرين
دخلت أنقرة في "مشاحنات" مع واشنطن على مدى سنوات، بشأن الحصول على منظومة صواريخ باتريوت، حيث رفضت أمريكا مطالب تركيا بنقل هذه التكنولوجيا إليها، ما دفعها للجوء إلى روسيا ومن ثم حصلت على منظومة "إس-400".
إلى ذلك كشفت "بلومبرغ"، أن الرئيس التركي يسعى لاستغلال قمة العشرين، المنعقدة حاليًا في روما، للضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، للسماح لأنقرة بشراء عشرات الطائرات الحربية الأمريكية.
ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين تركيين -رفضا ذكر اسميهما- قولهما: إن أنقرة أرسلت طلبًا رسميًا إلى واشنطن في 30 سبتمبر الماضي، لشراء 40 طائرة جديدة من طراز F-16 Block 70 ونحو 80 مجموعة تسليحية أخرى من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية -أكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم- لتحديث مقاتلاتها الحالية من طراز F-16.
أردوغان "يخطب ود" بايدن
وتوقع المسؤولان، أن تبلغ قيمة الصفقة ستة مليارات دولار، إلا أن "بلومبرغ" استبعدت إتمامها، نظرًا إلى معارضة الكونغرس لشراء تركيا لصواريخ إس -400 الروسية، وموقف أنقرة المتصلب من هذه المسألة.
وترى "بلومبيرغ" أن هدف أردوغان من "صفقة الطائرات" تخفيف حدة التوترات التي تزداد يومًا بعد يوم، في العلاقات الأمريكية التركية.
وحسب المسؤولين التركيين، يتوقع أردوغان لقاء بايدن، خلال قمة مجموعة العشرين في روما نهاية هذا الشهر، رغم عدم الإعلان عن أي اجتماع.
وشددت "بلومبرغ" على أنه ليس من الواضح مدى استعداد بايدن للنظر في طلب الأسلحة، إلا أن المسؤولين التركيين قالا للشبكة: إن هدف تركيا من إتمام الصفقة، هو تأمين طائرات "متوافقة مع حلف شمال الأطلسي".
كان البيت الأبيض أعلن قبل أيام، أن بايدن مدد العقوبات المفروضة على تركيا عامًا آخر، بسبب عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في سوريا عام 2019.
الجدير بالذكر أن علاقات تركيا بأمريكا، تدهورت منذ تولى بايدن السلطة في يناير 2021، خاصة بعد اعترافه بإبادة الأرمن في الحرب العالمية الأولى، ودعم أمريكا للكرد، وصفقة "إس-400" مع روسيا، وفرض عقوبات أمريكية على مسؤولين أتراك.