الفنتانيل... حاصد أرواح المراهقين في أمريكا
انتشر الفنتانيل بكثافة في السوق الأمريكية نظراً إلى التكلفة المنخفضة لإنتاج هذه المادة الأفيونية المخدرة مخبرياً.

السياق
كشفت دراسة حديثة، نشرتها السلطات الصحية الأمريكية، عن ارتفاع كبير في عدد الوفيات، بسبب الإفراط في تناول جرعات الحبوب المسكنة والمصنّعة بالمختبرات، في مقدمتها "الفنتانيل ومشتقاته"، محذرة من مخاطر الحبوب المقلّدة التي تحتوي على الفنتانيل.
وارتفع المتوسط الشهري للوفيات بجرعات زائدة لدى المراهقين 109 في المئة بين 2019 و2021 حسب الدراسة التي أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بينما زادت الوفيات الناجمة عن تناول جرعة زائدة من المواد التي تتضمن الفنتانيل 182 في المئة.
ولاحظت الدراسة، أن تعاطي المخدرات غير المشروع بين المراهقين، انخفض خلال هذه الفترة، ما يدل إلى أن هذا الارتفاع في الوفيات ناتج -على الأرجح- من "مواد أقوى"، وليس من الاستخدام المتكرر.
وانتشر "الفنتانيل" بكثافة في السوق الأمريكية نظراً إلى التكلفة المنخفضة لإنتاج هذه المادة الأفيونية المخدرة مخبرياً.
جرعات زائدة
أشارت الدراسة إلى أن نحو ربع الوفيات بجرعات زائدة لدى المراهقين، ناجمة عن أقراص مقلّدة، غالباً ما تكون في شكل مادة أوكسيكودون المسكّنة للألم، أو مادة ألبرازولام المضادة للقلق (وتعرف أحياناً بالعلامة التجارية "زاناكس").
وقد تكون هذه النسبة أكبر إذ لا يجرى دائماً اختبار الحبوب الموجودة في مكان الجرعة الزائدة.
ونبهت السلطات الصحية، إلى أن "انتشار الحبوب المقلدة التي تشبه العقاقير التي تستلزم وصفة طبية، لكنها تحتوي على "الفنتانيل" المصنوع بطريقة غير مشروعة، وسهولة شراء هذه الحبوب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زادا خطر الجرعات الزائدة القاتلة بين المراهقين".
جهود عاجلة
وصل مجموع البلاغات عن جرعات زائدة لدى المراهقين، بين يوليو 2019 وديسمبر 2021 إلى 1808 في 31 ولاية أمريكية والعاصمة، تسنى تحليل بياناتها.
وبلغ متوسط الوفيات شهرياً 32.5% بين يوليو وديسمبر 2019، وارتفع إلى 68 شهرياً خلال الفترة نفسها من عام 2021، أي بزيادة 109 في المئة.
ورأت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي هيئة الصحة العامة الرئيسة في الولايات المتحدة، أن "ثمة حاجة إلى جهود عاجلة" للحدّ من هذه الوفيات.
ومن الإجراءت التي أوصت بها، تعزيز حملات الوقاية التي تنبه إلى مخاطر الحبوب المقلّدة، وتوعية المراهقين بشكل أفضل، بوجود اختبارات للكشف عن وجود "الفنتانيل"، أو ترياق النالوكسون، الذي يمكن أن يمنع تأثير المواد الأفيونية، ويمكن إعطاؤه من أحد الأقارب، حال تناول جرعة زائدة.
ما هو "الفنتانيل"؟
مسكّن يصنّع في المختبرات، ويشبه الهيرويين، ويمكن لبعض الأطباء وصفه بشكل غير قانوني.
ويوصف هذا المسكن عادة للمرضى الذين يعانون الأوجاع الحادة المزمنة، لكن، في السنوات الماضية، صُنّعت مشتقات أخرى من "الفنتانيل" بشكل غير قانوني، وعرضت للبيع في الشوارع بطرق مخالفة.
ودواء "الفنتانيل" مسكن يتجاوز تأثيره قوة المورفين بين 50 و100 مرة، ويتعاطى المرضى هذا المسكن من خلال حقنة أو لصاقة أو أقراص.
وصُنعت أغلبية مشتقات "الفنتانيل"، التي تباع في الشوارع بشكل غير قانوني بمختبرات سرية.
وبمجرد التلاعب بتركيبة "الفنتانيل" قليلاً، يمكن صناعة الـ "كارفينتانيل" الذي يفوق قوة مخدر المورفين بعشرة آلاف مرة.
ويستخدم الـ "كارفينتانيل" لتهدئة الحيوانات الكبيرة كالفيلة، ويتسبب هذا المخدر في عدد كبير من حالات الوفاة بسبب الجرعات المفرطة، خصوصاً في ولايتي أوهايو وويست فرجينيا الأمريكيتيين.