قمة بايدن - زيلنسكي... كيف تغيِّـر مجرى الحرب الأوكرانية؟
زيلنسكي يزور واشنطن لاستلام نظام باتريوت... هل يتغير مجرى الحرب؟

السياق
بعد يومين فقط من زيارة مفاجئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيلاروسيا، يصل –الأربعاء- الرئيس الأوكراني زيلنسكي واشنطن، في أول رحلة خارجية له منذ بدء الحرب على بلاده -حسبما أعلنت الناطقة الرئاسية الأمريكية كارين جان بيير في بيان.
ومن المقرر أن يلتقي زيلنسكي، نظيره الأمريكي جو بايدن، الذي يعتزم إعلان حزمة أسلحة جديدة لحليفته كييف تشمل صواريخ باتريوت، بالرغم من إعلان موسكو أنها ستكون ضمن أهدافها- بالإشارة إلى أن الزيارة التي تحيط بها إجراءات أمنية مشددة جدًا، لن تستغرق سوى "ساعات قصيرة".
وأكدت كارين جان بيير أن الزيارة تؤكد استمرار دعم الولايات المتحدة لكييف "طالما اقتضت الضرورة".
وحسب إفادات وسائل إعلام، فإن من المتوقع أن يلقي الرئيس الأوكراني خطابًا أمام الكونغرس الأمريكي.
كلمة في الكونغرس
ما يؤكد هذا الاحتمال، رسالة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي –الثلاثاء- إلى أعضاء المجلس، تحثهم فيها على الحضور في جلسة مساء الأربعاء، من دون أن تكشف طبيعة هذه الجلسة، قائلة:"من فضلكم احضروا مساء الأربعاء لجلسة سيكون فيها التركيز على الديمقراطية".
باتريوت
يأتي ذلك بينما يستعد الكونغرس لإقرار مشروع قانون الميزانية العامة للدولة الفدرالية، الذي يتضمن مساعدات جديدة لأوكرانيا بـ 44.9 مليار دولار.
أهم هذه المساعدات منظومة صواريخ باتريوت، التي تعتزم واشنطن تزويد كييف بها، وحسب محللين عسكريين، فإن هذه الصواريخ أثبتت قدراتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، تحديدًا في حربي الخليج الأولي والثانية، وأثناء الاحتلال الأمريكي للعراق.
وقال مسؤول أميركي كبير، إن الولايات المتحدة ستسلم أوكرانيا نظام باتريوت للدفاع الجوي.
وأشار المسؤول الأميركي لـ"رويترز" إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن خلال الزيارة عن "حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا تقدر بنحو ملياري دولار تشمل بطارية لنظام (باتريوت) الدفاعي"، مشدداً على أن "بايدن لن يضغط على زيلينسكي خلال المباحثات من أجل التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني زيلنسكي، الأربعاء، أنه في طريقه إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس بايدن.
وكتب زيلينسكي في تويتر: "في طريقي إلى الولايات المتحدة لتعزيز قدرات أوكرانيا على الصمود والدفاع"، مضيفا: "سأناقش أنا والرئيس الأمريكي التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة. سألقي كلمة أيضًا في الكونغرس، وسيكون هناك عدد من الاجتماعات الثنائية".
اليوم الـ300
منذ بدأت القوات الروسية الهجوم على بلاده، قبل عشرة أشهر، لم يغادر زيلنسكي الأراضي الأوكرانية، لكنه خاطب قادة دول وبرلمانات كثيرة، عبر تقنيات الفيديو أو الهاتف.
وتدخل الحرب -الأربعاء- يومها الـ300، بينما دعا الرئيس الروسي إلى اجتماع عسكري كبير.
ويريد بوتين -الذي أقر الثلاثاء بأن الوضع "صعب جدًا" في المناطق الأربع جنوب وشرق أوكرانيا التي أعلنت روسيا ضمها- استخلاص العبر من السنة المنصرمة، وتحديد أهداف جيشه لعام 2023.
يأتي ذلك بينما سيتغير الكونغرس جزئيًا، لينقلب إلى المعارضة الجمهورية في يناير، ما يثير بعض التساؤلات عن السياسة المستقبلية للولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.
ليس كافيًا
خلال زيارة إلى الجبهة، الثلاثاء، في مدينة باخموت (شرق) أعطى الرئيس الأوكراني إشارة عند تسلمه العلم من المقاتلين قائلًا: "سنعطيه للكونغرس الأمريكي، للرئيس الأمريكي. نحن ممتنون لدعمهم لكن هذا ليس كافيًا".
الولايات المتحدة المانح الأكبر لكييف بفارق كبير، وقدمت -بحسب تقديرات الخبراء- قرابة 50 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا، بينها 20 مليارًا أسلحة ومساعدة عسكرية.
يأتي ذلك بينما أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي "سيعقد اجتماعاً موسّعاً لوزارة الدفاع، يعرض خلاله نتائج أنشطة القوات المسلّحة الروسية عام 2022 وتحديد مهام العام المقبل".
يضم الاجتماع نحو 15 ألف مسؤول عسكري، وسيعرض وزير الدفاع سيرغي شويغو خصوصًا "وضع تقدم العملية العسكرية الخاصة".
مشكلة باتريوت
بعد نكسات عسكرية روسية شمالي شرق أوكرانيا وجنوبها، تتركز المعارك في الشرق.
تقصف روسيا بشكل مكثف أيضًا -منذ أكتوبر- البنى التحتية الأوكرانية، ما يتسبب في انقطاع الكهرباء والمياه.
وقال المسؤول في البيت الأبيض، إن تسليم أنظمة باتريوت هدفه الرد على "هذه الهجمات الهمجية"، لكنه أوضح أنه يجب تدريب الجيش الأوكراني، على تشغيل هذا النظام المتطور، وذلك ما سيحصل "في بلد آخر وسيستغرق وقتًا".