قبور إيران الملكية في خطر.. كيف؟

التلغراف: الأزمة الاقتصادية الطاحنة والفقر الناجم عنها أدى إلى انتعاش التنقيب غير القانوني عن الآثار والكنوز التاريخية في إيران.

قبور إيران الملكية في خطر.. كيف؟

ترجمات - السياق

"قبور وأضرحة ملوكنا معروفة بشكل علني، ويمكن الوصول إليها من أجل التنقيب"، بهذه التصريحات أكد إيراني أطلق على نفسه اسم "بوارو"، أن بعض العمال الكادحين أصبحوا أثرياء من خلال التنقيب عن الآثار.

وقال الكردي الإيراني من مدينة كرمانشاه الذي اتخذ "بوارو" اسمًا مستعارًا له من شخصية المحقق البارز في روايات أغاثا كريستي البوليسية، في فيديو عبر حسابه في "أنستقرام"، إنه "صياد كنوز محترف".

أزمة طاحنة

في تقرير لها عن الآثار الإيرانية، قالت صحيفة "التلغراف" البريطانية، إن الأزمة الاقتصادية الطاحنة والفقر الناجم عنها أدى إلى انتعاش التنقيب غير القانوني عن الآثار والكنوز التاريخية.

وأشارت إلى أن هناك معرضًا كبيرًا في العاصمة البريطانية، لندن، يعرض حاليًا قطعًا أثرية وصفتها بـ"المبهرة والثمينة" من مواقع مثل برسيبوليس وأصفهان، يبحث عنها لصوص القبور والمواقع الأثرية.

وقارنت الصحيفة البريطانية بين تسليط متحف فيكتوريا وألبرت الضوء على 5 آلاف عام من الفن والثقافة الفارسية، ووضع التراث الإيراني في داخل البلاد، المهدد بالسرقات المستمرة.

نهب المواقع

تصنف منظمة اليونسكو إيران في المرتبة السابعة في العالم من حيث حيازة التراث، إلا أن البلاد تعاني النهب وتدمير المواقع، وفقًا لمنظمة إدارة التراث، التي طلبت مؤخرًا من وزارة الخزانة الأمريكية إعفاء قطاع التراث الإيراني من العقوبات.

وقالت ليلى أميندوله، المحامية المتخصصة في الفن والتراث التي أيدت طلب المجموعة التي تتخذ من شيكاغو مقرًا لها، إن العقوبات المفروضة على إيران أدت إلى العاصفة المثالية لنهب الآثار.

عقوبات أمريكية

أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض العقوبات في 2018 بعد الانسحاب أحادي الجانب من اتفاق 2015 بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامج طهران النووي.

وكانت الولايات المتحدة تأمل في أن تجبر حملة الضغط الأقصى إيران على الموافقة على اتفاقية أكثر شمولاً تحد أيضًا من برنامج الصواريخ الباليستية ودعم الوكلاء الإقليميين.

وتسببت العقوبات الأمريكية في ركود أضر عامة الإيرانيين أكثر من المسؤولين، بحسب أميندوله التي قالت إنه في مثل هذه الظروف "يلجأ الأفراد الانتهازيون إلى سرقة الآثار والنهب".

وأشارت إلى أن الناس تعاملوا مع تراثهم الثقافي بوصفه موردًا ليتم استخراجه.

تنقيب غير مشروع

وبحسب "التلغراف"، فإن إيران تواجه الآن فورة من نهب التراث، مشيرة إلى أن وكالة أنباء مهر شبه الرسمية أبلغت عن عمليات حفر غير قانونية في 22 موقعًا مختلفًا في جميع أنحاء البلاد، في الأشهر الأربعة الماضية.

وأشارت إلى أن الشرطة في مدينة دزفول بمحافظة خوزستان الإيرانية، ألقت الأسبوع الجاري، القبض على خمسة رجال متهمين بالانتماء إلى عصابة لصوص.

يأتي ذلك فيما قال العقيد روح الله غرافاندي لوكالة "مهر"، إن "أي أعمال حفر وكشف عن المعادن غير قانونية وغير مصرح بها، وتهدف إلى نهب تراث بلادنا"، متعهدًا بالتصدي لكل تلك الأعمال بقوة القانون.

ضعف السلطات

وقال إيفانجيلوس كيرياكيديس، المدير المؤسس لمنظمة إدارة التراث، إنهم يتلقون  مئات التقارير كل أسبوع عن عمليات التنقيب غير المشروعة في جميع أنحاء البلاد، ما يعني أن هناك عمليات تنقيب تقدر بالآلاف.

وأوضح أن صيادي الكنوز مثل بوارو الذين ينشرون مآثرهم على الإنترنت، أصبحوا جريئين، ولا يبالون بأي عقوبات، في إشارة إلى أن السلطات الإيرانية غير قادرة على منع النهب.

وقال بايمان يوسفي، العضو المنتدب لشركة طهران المرخصة لبيع أجهزة الكشف عن المعادن، إن السلطات راقبت عمله للتأكد من أنهم لا يبيعون معدات للتنقيب غير القانوني.

وانتشر الحفر غير القانوني على نطاق واسع، فيما تشير تقارير منتظمة عن رجال يموتون في الكهوف التي ينقبون فيها.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أفادت الإذاعة الحكومية "إرب نيوز" بوفاة رجل يبلغ من العمر 30 عاما خلال حفر غير قانوني في مقاطعة جيلان، مشيرة إلى اعتقال ثلاثة من مساعديه.

إلا أن صحيفة "التلغراف"، قالت إن تلك التقارير الإعلامية ما هي إلا صورة مصغرة عن مشكلة أكبر بكثير.