بايدن يفعل آلية روزفلت... ما تأثيرها في الحرب الأوكرانية؟

بعد أن حيَّدت القوات الروسية كثيرًا من الآليات ووسائل الدفاع الأوكرانية، فور بدء العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي، بات الأوكرانيون يعتمدون -إلى حد كبير- على المساعدات العسكرية التي تصل تباعًا من الدول الغربية.

بايدن يفعل آلية روزفلت... ما تأثيرها في الحرب الأوكرانية؟

السياق

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية يومها الـ 77 من دون حسم، مخلفة آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، أطلقت الدول الغربية العنان لأسلحتها لدخول الساحة الأوكرانية، أملًا بإحداث توازن وإنقاذ البلد الأوراسي من الوقوع في قبضة موسكو.

سياسة غربية في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية قائدة لها وموجهة لتحركاتها، إلا أن خطوة جديدة اتخذتها واشنطن، قد تغيِّـر دفة الصراع الروسي الأوكراني، وقد تبدد أحلام الرئيس فلاديمير بوتين في «الاستيلاء» على أوكرانيا.

فماذا حدث؟

وقَّع الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الاثنين، قانون (Ukraine Democracy Defense Lend-Lease Act)  وهو نص يستند إلى آلية تبناها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1941.

ذلك النص الذي عُرف في ما بعد بـ«آلية روزفلت»، كان يهدف -حين إقراره- للمرة الأولى إلى مساعدة أوروبا في مقاومة الزعيم النازي هتلر، بمنح الرئيس الأمريكي صلاحيات موسعة لدعم جهود الحرب في أوروبا.

واستدعى الرئيس بايدن هذا النص من سلفه، الذي وقَّعه بالتزامن مع الاحتفالات الروسية بـ«يوم النصر»، موجهًا رسائل عدة إلى روسيا، أبرزها أن بلاده لن تترك أوكرانيا لقمة سائغة في فم موسكو.

وفي حفل توقيع المكتب البيضاوي على القانون، قال بايدن: «إن الفظائع التي تورط فيها الروس تتجاوز كل الحدود (...) أوقِّع مشروع قانون يوفِّر أداة مهمة أخرى، في جهودنا لدعم حكومة أوكرانيا والشعب الأوكراني، في قتالهم للدفاع عن بلادهم وديمقراطيتهم، ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

وفي التوقيع بالمكتب البيضاوي، أشار بايدن إلى أن الأحد هو يوم V-E ، الذي يصادف نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، والاثنين هو يوم أوروبا، الذي يصادف الذكرى السنوية للجهود المبذولة في التكامل الأوروبي الذي أنتج الاتحاد الأوروبي، منتقدًا بوتين لاستخدامه الحرب في إحداث "دمار طائش في أوروبا".

وجرى تمرير القانون الجديد، الذي يخفِّف بعض متطلبات الولايات المتحدة، لإقراض أو استئجار معدات عسكرية لأوكرانيا، بأغلبية من الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، بينما يقول رعاته إن التشريع يمنح بايدن سلطة أوسع بكثير، لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، ويتناول كيف يمكن للولايات المتحدة نقل الأسلحة إلى أوكرانيا بشكل أسرع.

ولا تزال حزمة المساعدات الأوكرانية قيد الصياغة، لكن الجمهوريين في مجلس الشيوخ أصروا على تحرك مشروعي القانون على مسارين منفصلين، لتمرير مشروع قانون أوكرانيا بسرعة.

وطلب بايدن من قادة الكونجرس، نقل حزمة المساعدات الأوكرانية أولاً، وفقًا لمصدر بالكونغرس.

 

ما أهمية آلية روزفلت؟

بعد أن حيَّدت القوات الروسية كثيرًا من الآليات ووسائل الدفاع الأوكرانية، فور بدء العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي، بات الأوكرانيون يعتمدون -إلى حد كبير- على المساعدات العسكرية التي تصل تباعًا من الدول الغربية.

الآلية الأمريكية التي وقَّعها الرئيس الأمريكي، ستتيح مزيدًا من المساعدات العسكرية السخية إلى أوكرانيا، التي بلغت -حتى الآن- نحو 3.8 مليار دولار منذ بدء النزاع، كما ستمنح الضوء الأخضر للدول الغربية، لبذل المزيد من المساعدات للبلد الأوراسي.

وهو ما بدا واضحًا في وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لتلك الآلية قائلًا، إنها تشكل «مرحلة تاريخية»، مضيفًا: «أنا مقتنع بأننا سنربح معًا من جديد، وسندافع عن الديمقراطية في أوكرانيا وأوروبا، كما حصل منذ 77 عامًا».

بدوره، قال موقع جاست سكريتاري الأمريكي، إن الولايات المتحدة وعددًا من حلفائها الأوروبيين قدَّموا كميات كبيرة من المساعدة لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه منذ أن تولى الرئيس بايدن منصبه، التزمت الولايات المتحدة بأكثر من 4 مليارات دولار كمساعدة أمنية، خصص 3.8 مليار منها في الشهرين الماضيين فقط.

وأكد أن الإدارة الأمريكية طلبت 33 مليار دولار إضافية من الكونجرس، لمواصلة هذه المساعدة الأمنية، على أن يخصص منها 20.4 مليار دولار للمساعدات الأمنية والعسكرية وجهود التعاون الأمني.

 

شكل المساعدات

حسب الموقع الأمريكي، فإن المساعدات التي قال إنها كانت بالغة الأهمية للدفاع عن أوكرانيا، تأخذ شكل أسلحة وأنظمة Javelin المضادة للدروع، التي يمكن استخدامها من الجنود الأوكرانيين لتدمير الدبابات الروسية.

وتشمل –كذلك- أنظمة Stinger المضادة للطائرات التي يمكن أن تستهدف الطائرات الروسية، بينما تشمل المساعدة الجديدة التي أعلنها البيت الأبيض في 13 أبريل الماضي أنظمة مدفعية وطلقات، إضافة إلى ناقلات جند مدرعة وواحدة من أحدث جولات المساعدة تتضمن أنظمة مدفعية كافية لتجهيز خمس كتائب.

المساعدة الأمنية الأمريكية تشمل -أيضًا- تدريب القوات الأوكرانية، التي عاد بعضها مؤخرًا إلى أوكرانيا بعد أشهر من التدريب مع قيادة العمليات الخاصة الأمريكية على عمليات سفن الدوريات والاتصالات والصيانة.

 

صواريخ تفوق سرعة الصوت

يأتي توقيع ذلك القانون، بالتزامن مع إطلاق روسيا على أوكرانيا مساء الاثنين صواريخ تفوق سرعة الصوت، ما أدى إلى تدمير مركز تسوق نتيجة الهجمات الصاروخية في أوديسا، جنوبي البلاد.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن قاذفة روسية أطلقت ثلاثة صواريخ تفوق سرعة الصوت على مدينة أوديسا الساحلية جنوبي أوكرانيا ليل الاثنين، في إطار وابل قصف استهدف عددا من المنشآت المدنية، بما في ذلك الفنادق ومركز التسوق.

وليست هذه المرة الأولى التي تنشر فيها موسكو صاروخ كينزال الفرط صوتي خلال هجومها، لكن يبدو أنه حدث نادر نسبيًا، بحسب شبكة سي إن إن.

وقالت روسيا إنها استخدمت صواريخ كينزال الأوكرانية منتصف مارس -وهو ادعاء أكده المسؤولون الأمريكيون لشبكة سي إن إن- في أول استخدام معروف لهذا السلاح في القتال.

وسبق أن قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن صاروخ كينزال هو في الحقيقة مجرد نسخة يجرى إطلاقها جوًا من صاروخ إسكندر الباليستي قصير المدى (SRBM) الذي استخدمته روسيا مرارًا وتكرارًا في حربها على أوكرانيا.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المنظمة التي يرأسها تحققت من 200 هجوم على مرافق الرعاية الصحية في أوكرانيا منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى أنه ناقش الوضع الصحي في البلاد مع المسؤولين الأوكرانيين، متعهدًا بمواصلة دعم نظام الرعاية الصحية في أوكرانيا.