هجوم إرهابي في مصر... دلالات مهمة ومساندة عربية وغربية
فور إعلان الجيش المصري نبأ العملية الإرهابية التي أحبطها واستشهاد جنوده، توجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برسالة إلى القوات المسلحة والشعب المصري، متعهدًا فيها بالقضاء على الإرهابيين واقتلاع جذورهم

السياق
هجوم إرهابي في مصر، نكأ جراح سنوات ولم تندمل، وكشف دلالات وصفت بـ«المهمة» و«الخطيرة»، في تحركات الإرهابيين في البلد الإفريقي، خاصة بعد ضربات الجيش المصري الناجحة لها في شبه جزيرة سيناء.
وأعلن المتحدث العسكري المصري، مساء السبت، «استشهاد» ضابط و10 جنود وإصابة خمسة آخرين، في عملية إرهابية استهدفت نقطة رفع مياه غرب سيناء، مشيرًا إلى أن الجيش المصري، اشتبك مع تكفيريين وتصدى لهم.
وأوضح المتحدث العسكري، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، أن القوات المصرية، أحبطت هجوم مجموعة من التكفيريين على نقطة رفع مياه غرب سيناء، مؤكدًا الاشتباك والتصدى لها من المكلفين بالعمل في النقطة.
وبينما قال إن الجيش المصري بدأ عملية لمطاردة الإرهابيين ومحاصرتهم في إحدى المناطق المنعزلة بسيناء، أكد أن القوات المسلحة مستمرة في القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.
تعهد وتوعد
وفور إعلان الجيش المصري نبأ العملية الإرهابية التي أحبطها واستشهاد جنوده، توجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برسالة إلى القوات المسلحة والشعب المصري، متعهدًا فيها بالقضاء على الإرهابيين واقتلاع جذورهم.
وقال السيسي عبر «فيسبوك»، إن «أبناء الوطن من المخلصين ما زالوا يلبون نداء وطنهم بكل الشجاعة والتضحية، مستمرين في إنكار فريد للذات وإيمان لن يتزعزع بعقيدة صون الوطن».
وأكد الرئيس المصري، أن «تلك العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب»، متقدمًا للشعب المصري ولقواته المسلحة ولجميع أسر الشهداء بخالص العزاء، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وبعد ساعات من تصريحات وتوعد السيسي، رأس، اليوم الأحد، اجتماعًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بحسب تصريح مقتضب للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، من دون تفاصيل.
دلالات خطيرة
من جهة أخرى، قال عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والجهادية، أن الحادث الإرهابي كشف دلالات مهمة وخطيرة، وأوضح أنه يعد الهجوم «الأكثر دموية» منذ فترة طويلة، ويؤكد فشل التنظيمات الإرهابية بتحقيق أهداف جديدة في رمضان والعيد بسيناء، بعد تطويق القوات المسلحة لهم وتعاون القبائل مع الدولة، وتصفية العديد من البؤر الإرهابية والإجرامية والسيطرة علي بيت المؤونة والرصد.
وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن «الهجوم كان قريبًا من منطقة القناة، ما يعني أن التنظيمات الإرهابية تأثرت بالضربات الأخيرة داخل سيناء»، مشيرًا إلى أن فلولها الهاربة هي التي تحدث هذا الرجع، فقد كانت الهجمات تحدث شمالي شرق سيناء، أو شمالي وسطها.
إلا أنه قال إن الاقتراب من قناة السويس، يثير أسئلة عن التسلل إلى الحواضن القريبة من سيناء، مشيرًا إلى أن عدد المتوفين والجرحى «الكبير» يدل علي وجود انغماسيين أو سيارة مفخخة بدأت الهجوم، وهي طريقة العمليات في السنوات السابقة مع متمرسين في الهجوم على الأمكنة والدوريات الثابتة والمتحركة .
وأكد أن هناك مطاردة للإرهابيين الذين غادروا المكان، وهناك محاولات من القوات المسلحة، للسيطرة على أكثر من جهة، لمعرفة أبعاد العملية.
وأثار الحادث الإرهابي إدانات محلية وعربية وعالمية على نطاق واسع، تعهدت فيها تلك الدول بمساندة مصر في القضاء على الإرهاب، والوقوف إلى جوارها في ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها وأمن مواطنيها.
إدانات محلية
أدان الأزهر الشريف، الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقطة رفع مياه غرب سيناء، مؤكدًا وقوف المصريين صفًّا واحدًا مع «أبطالنا من جنود وضباطِ قوَّاتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة، في الحرب ضد الإرهاب الخبيث».
وجدد الأزهر دعمه لجهود الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، متقدمًا بخالص التعازي للرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، «ولأسر شهدائنا الأبطال البواسل، ولقواتنا المسلحة، وللشعب المصري».
من جانبها، نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية -برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية- شهداء القوات المسلحة، الذين ارتقوا وهم يحمون موقعهم ضد هجوم إرهابي غادر غربي سيناء.
وقالت الكنيسة الأرثوذكسية، في بيان: «نعزي وطننا مصر في مصابه الأليم، ونُثَمِّن التضحية الغالية التي قدمها هؤلاء الأبطال، ونؤكد دعمنا لقواتنا المسلحة الباسلة التي تتصدى للإرهاب إلى جانب الشرطة المصرية، كما نطلب من الله عزاءً لأسر الشهداء، وشفاءً عاجلًا للمصابين».
إدانات عربية وغربية
المملكة العربية السعودية أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي في سيناء، مؤكدة وقوف المملكة مع مصر ضد كل مايهدد أمنها واستقرارها، وتثمينها لدور القوات المسلحة المصرية، في التصدي لهذه الأعمال الإرهابية والتخريبية.
وعبَّـرت وزارة الخارجية عن تعازي ومواساة المملكة لأسر الضحايا ولحكومة مصر وشعبها، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وأدانت الإمارات الهجوم الإرهابي، مؤكدة استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها لجميع أشكال العنف والإرهاب، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وجددت وزارة الخارجية الإماراتية موقفها الثابت وتضامنها مع مصر في التصدي للإرهابيين، وتأييدها ومساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها والقضاء على هذه الآفة.
بدورها، أدانت وزارة خارجية البحرين بشدة الهجوم الإرهابي الجبان، معربة عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة والشعب المصري الشقيق ولأهالي وذوي الشهداء، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
تضامن
وأكدت البحرين تضامنها مع مصر في حربها ضد الإرهاب، وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات في مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، والمحافظة على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، ومواصلة مسيرتها التنموية.
دولة الكويت كانت حاضرة ببيان، أكدت فيه تضامنها مع مصر وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات، للحفاظ على أمنها واستقرارها، ودعم جهودها في التصدي للتطرف والإرهاب.
وأعربت قطر عن استنكارها للهجوم، مجددة موقفها الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت الدوافع والأسباب.
ودانت الجزائر بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، معربة عن تضامنها مع مصر حكومة وشعبًا، وأكدت دعمها لجهود السلطات المصرية لمكافحة الإرهاب.
مكافحة الإرهاب
وقالت وزارة الخارجية، إن الجزائر جددت دعوتها لتعزيز آليات مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، لضمان رد مشترك وفعال ضد هذه الآفة، التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وتعرقل جهود التنمية الاقتصادية.
وأدان الأردن الهجوم الإرهابي، مشددًا على تضامنه ووقوفه مع مصر، ودعم جهودها للتصدي لخطر الإرهاب والتطرف.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية الهجوم الإرهابي شرقي قناة السويس، مقدمة تعازيها «الحارة» للرئيس عبدالفتاح السيسي، ولعائلات ضحايا هذه الجريمة، التي استهدفت ثلة من أبطال الجيش المصري.
وأكدت الرئاسة تضامن فلسطين وشعبها وقيادتها ووقوفها إلى جانب مصر، في حربها ضد الإرهاب، متمنية لمصر وشعبها وجيشها الاستقرار والازدهار.
بدورها، أدانت تركيا، الهجوم الإرهابي، مقدمة تعازيها لأسر شهداء الهجوم الإرهابي، متمنية للجرحى الشفاء العاجل.
وقالت وزارة الخارجية التركية في البيان: «نسأل الله الرحمة لمن فقد حياته في الهجوم، ونقدم تعازينا لأسرهم وللشعب المصري الشقيق وللدولة المصرية، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
أمريكا شريك لمصر
ودانت وزارة الخارجية الأمريكية، الهجوم الإرهابي الذي وقع في سيناء، مؤكدة أن الولايات المتحدة لا تزال الشريك القوي لمصر بمواجهة الإرهاب في المنطقة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية -في بيان صحفي- أن الولايات المتحدة تعرب عن تعازيها لأسر الذين فقدوا أحباءهم في الهجوم الشنيع.