تطورات حاسمة في ليبيا... مبادرة الـنقاط الست تحطم آمال الدبيبة
قال رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، خلال إعلان مبادرة النقاط الست، إنه لا يخفى على أحد ما مرت به بلاده طوال السنوات الماضية من احتراب واقتتال، الأمر الذي فتح الباب لكثير من التدخلات الخارجية السلبية، التي عملت على تعميق الانقسام السياسي والمجتمعي

السياق
ساعات حاسمة كانت حُبلى بأحداث وتطورات شهدها الملف الليبي، قد تكون حجر الزاوية في حل أزمة الحكومتين، وانتشال البلد الإفريقي من مصير العودة إلى مربع الصراعات والعنف، الذي ساد العشرية الماضية.
تطورات تتكئ جميعها على الحكومة الليبية، فمن اجتماع لها برئاسة فتحي باشاغا في مدينة درنة شمال شرقي البلاد، وتأكيد البرلمان أن مجلس الوزراء سيحكم من مدينة سرت (وسط ليبيا)، مرورًا بمبادرة طرحتها من 6 نقاط لحقن دماء الليبيين، إلى فتح صمامات النفط.
تلك الأحداث تكشف عن حراك على الساحة الليبية، للدفع بآخر أوراق اللعبة السياسية التي ستحرم عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة المقالة من البرلمان، من أهدافه الرامية لإشعال نار الحرب مجددًا، بتعنُّته في تسليم السلطة.
تدخلات خارجية
بدوره، قال رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، خلال إعلان مبادرة النقاط الست، إنه لا يخفى على أحد ما مرت به بلاده طوال السنوات الماضية من احتراب واقتتال، الأمر الذي فتح الباب لكثير من التدخلات الخارجية السلبية، التي عملت على تعميق الانقسام السياسي والمجتمعي.
واتهم باشاغا، حكومة عبدالحميد الدبيبة بعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر 2021، رغم ما وصفها بـ«الخطوات الجادة» التي اتخذها البرلمان الليبي والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإجرائها في موعدها.
وأكد أنه مع فقدان حكومة الدبيبة لثقة مجلس النواب وثقة شرائح كثيرة من الليبيين ،وفي ظل توسع غير مسبوق في الإنفاق وتقارير صادمة عن الفساد، بدأ التفكير من خلال إجراء لقاءات عدة ومعمقة مع الكثير من الأطياف الاجتماعية والسياسية والعسكرية في ليبيا، للتباحث بإمكانية تشكيل مسار وطني يهدف لتسريع إجراء الانتخابات عبر خطوات، بينها تشكيل حكومة وطنية قادرة على تنفيذ هذا الاستحقاق.
ووجه باشاغا نداءً أخيرًا لرئيس الحكومة المنتهية ولايته، مطالبًا إياه بالتسليم السلس للسلطة، كما فعل سلفه، تعزيزًا لقيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، مشيرًا إلى أن حكومته حرصت على عدم استخدام العنف أو التلويح به، لاستلام مهامها ومقارها في العاصمة، واعتبار اقتتال الليبيين خطًا أحمر لا يمكن المساس به تحت أي ذريعة.
وأشار إلى أن مبادرته تهدف لتوسيع رقعة التواصل والحوار والمشاركة مع الجميع، والتوافق على القيم والمبادئ الوطنية ومشروع عمل الحكومة الليبية المفضي للانتخابات، عبر توسيع قاعدة الحوار مع شرائح الأعيان والمشايخ والحكماء في المدن الليبية.
مبادرة النقاط الست
وأكد أن مبادرته تتكئ على 6 مبادئ:« الحفاظ على سيادة ليبيا ومنع التدخل الأجنبي بجميع أشكاله ومن كل أطرافه في الشأن الداخلي وتحقيق تطلعات الشعب الليبي بتتظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحرة النزيهة».
كما تتضمن عدم اللجوء للعنف ومنع المواجهات المسلحة بكل أشكالها ومن جميع الأطراف، واحترام الشرعية الليبية وما نتج عن الأجسام التشريعية في البلاد من قوانين وإجراءات، إضافة إلى العفو والمصالحة وطمر الماضي، مع الالتزام بعدم تكرار أي تجاوزات في المستقبل.
وتشمل المبادرة الليبية، بناء مؤسسات الدولة المدنية والأمنية البناء الصحيح حسب المعايير الدولية، والتعاون من الجميع في محاصرة الفساد وإيقاف هدر المال العام، سعيًا لإنعاش الاقتصاد وتحسين الخدمات للمواطن.
الجلسة الحكومية في درنة، تزامنت مع جلسة برلمانية عقدها مجلس النواب للاستماع لإحاطة عن أعمال لجنة تعديل مسودة الدستور في اجتماعات القاهرة، التي من المرتقب أن تنطلق 15 مايو الجاري.
دعم برلماني
إلا أن الجلسة البرلمانية لم تكتفِ بمناقشة جدول أعمالها الذي كان مزدحمًا، بل إن المجلس صوَّت على عقد جلسة الفترة المُقبلة في مدينة سرت دعماً للحكومة لمباشرة عملها من مدينة سرت، في رسالة دعم واضحة للحكومة الليبية، أطلق من خلالها رصاصة الرحمة على آخر آمال حكومة عبدالحميد الدبيبة التي ما زالت تتشبث بالسلطة.
وبعد سويعات من جلستي الحكومة والبرلمان، أعلن رئيس مجلس الوزراء الليبي فتحي باشاغا، إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية، بعد قرابة شهر من غلقها، الذي تسبب في خسارة ليبيا قرابة 500 ألف برميل يوميًا من إنتاجها.
وقال باشاغا، عبر «فيسبوك»، إن جهود مجلس النواب والحكومة الليبية لإعادة فتح الحقول والموانئ النفطية تكللت بالنجاح، بعد إعلان تكتل الهلال النفطي موافقته على رفع الحصار المفروض على المنشآت النفطية.
فتح النفط
تصريحات رئيس الحكومة أكدها تكتل الهلال النفطي، في بيان لأحد منسوبيه، قائلًا: «بناءً على تعليمات رئيس البرلمان عقيلة صالح بفتح الحقول والموانئ النفطية، فإن تكتل الهلال النفطي يعلن استجابته لمطالب رئيس مجلس النواب وإعادة فتح الحقول».
ورغم تلك التطورات، فإن عبدالحميد الدبيبة ما زال يحاول فرض نفسه على الساحة الليبية، فبالتزامن مع جلستي البرلمان والحكومة، حاول الادعاء بأن حكومته تسعى لإجراء الانتخابات، عبر عقده اجتماعًا مع اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية.
وزعم الدبيبة أن اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، قد يقع عليها دور وطني وتاريخي في الدفع بعجلة الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أهمية دور البلديات في الحكومة، التي تعتمد خيار اللامركزية بمنح صلاحيات واسعة للبلديات، لقدرتها على تلبية حاجات مواطنيها وخياراتهم، متجاهلًا أنه وحكومته لم يستطعا زيارة كل المدن الليبية، ولم يقدما العون إلا للمليشيات المسلحة والبلديات الواقعة في المناطق الغربية.