على طريقة داعش... مليشيا الحوثي تعدم 9 أشخاص بينهم طفل رميًا بالرصاص

قالت وكالة سبأ، التابعة لمليشيا الحوثي، إن النيابة العامة نفَّذت حكم القصاص، بحق تسعة من أعضاء خلية تحالف العدوان، المتورِّطين في اغتيال صالح علي الصماد ومرافقيه في مدينة الحديدة، في 19 أبريل 2018.

على طريقة داعش... مليشيا الحوثي تعدم 9 أشخاص بينهم طفل رميًا بالرصاص

السياق

بعد ساعات من تحذير وزير يمني، وعلى طريقة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، أعلنت مليشيا الحوثي، السبت، إعدام تسعة أشخاص، بينهم طفل، زاعمة أنهم شاركوا في مقتل صالح الصماد، القيادي في المليشيا، الرئيس السابق لـ«المجلس السياسي الأعلى».

وقالت وكالة سبأ، التابعة لمليشيا الحوثي، إن «النيابة العامة نفَّذت حكم القصاص، بحق تسعة من أعضاء خلية تحالف العدوان، المتورِّطين في اغتيال صالح علي الصماد ومرافقيه في مدينة الحديدة، في 19 أبريل 2018».

وأشارت الوكالة، إلى أن إعدام الأشخاص التسعة، رميًا بالرصاص، جرى في ميدان التحرير، كاشفة عن أسمائهم، وهم:  علي علي إبراهيم القوزي، عبدالملك أحمد محمد حميد، محمد خالد علي هيج،  محمد إبراهيم علي القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، عبدالعزيز علي محمد الأسود، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس.

وجرى الإعدام وسط العاصمة اليمنية صنعاء، في ظِل إجراءات أمنية مشددة وانتشار أمني، في محيط ساحة الإعدام، بحسب وكالة سبأ.

 

مصادرة الممتلكات

لم تكتفِ مليشيا الحوثي، بإعدام الأشخاص التسعة في ميدان عام، بل أعلنت مصادرة ممتلكات المحكوم عليهم، وإلزامهم بدفع ثلاثة ملايين ريال أتعاب التقاضي، لمَنْ وصفتهم بـ«أولياء الدم» في مرحلة الاستئناف.

وانتشرت مقاطع مصورة لعملية الإعدام، بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أظهرت المقاطع أشخاصًا من ميليشيا الحوثي يفرِّغون الرصاص في رأس الموقوفين، وهم ملقون على الأرض.

وأدان عدد كبير من اليمنيين، الواقعة التي وصفوها بـ«المؤلمة»، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل وتنفيذ الاتفاقات الأممية واتفاق الرياض، الرامي إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، لتخليصهم من براثن المليشيا الحوثية.

وبحسب وكالة سبأ الخاضعة للمليشيا، فإن الجهاز القضائي في صنعاء التابع لسيطرة الحوثيين، حاكم العديد من الأشخاص بتهمة «التورُّط» في الضربة الجوية، وأصدر أحكامًا بإعدام 16 شخصًا بينهم سبعة غيابيًا.

 

تحذير يمني

يأتي إعدام اليمنيين التسعة، بعد ساعات من تحذير وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، من تدشين مليشيا الحوثي -المدعومة من إيران- لأعمال القتل الجماعية للمدنيين المناهضين لمشروعها الانقلابي، بإعدامها 9 من أبناء محافظة الحديدة بينهم طفل، بعد إخضاعهم لمحاكمة صورية، بتهم ملفقة في أحد المحاكم غير القانونية الخاضعة لسيطرتها، و"نحمِّلها المسؤولية عن حياتهم".

وقال الإرياني، في سلسة تغريدات عبر «تويتر»: إن أوامر القتل التي أصدرتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين التسعة «جريمة قتل عمد مكتملة الأركان، واستنساخ لنموذج نظام الملالي الإيراني، في تصفية المعارضين السياسيين منذ الثورة الخمينية، ولا تختلف عن جرائم الإعدام الميدانية، التي نفَّذتها التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، في مناطق سيطرتها».

وطالب وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي، بالضغط على مليشيا الحوثي، لوقف تنفيذ هذه الجريمة التي تفتح بابًا خطيرًا لتصفية مناهضي الانقلاب، وتمثِّل انتهاكًا للقوانين والمواثيق الدولية، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

 

مَنْ هو صالح الصماد؟

صالح الصماد، هو القيادي البارز ورئيس ما يسمى «المجلس السياسي للانقلاب»، قُتل في غارة جوية لمقاتلات التحالف، استهدفته في الحديدة غربي اليمن، في أبريل 2018.

الصماد، أحد أبرز قيادات مليشيا الحوثي، يأتي في المرتبة الثانية في قائمة الـ40 إرهابيًا حوثيًا، التي أعلنتها السعودية، ورصدت 20 مليون دولار لمَنْ يدلي بأي معلومات، تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكانه.

مثل صالح الصماد الذي يرأس كذلك المكتب السياسي للحوثيين، جميع القيادات الحوثية المغمورة، التي لم يكن أحد في اليمن يعرفها، وبرزت عقب انقلابهم المسلح بدعم إيراني على السُّلطة الشرعية أواخر عام 2014.

وُلد الصماد عام 1979 في منطقة بني معاذ بمديرية سحار محافظة صعدة، معقل مليشيا الحوثي الرئيس أقصى شمالي اليمن.

برز اسم الصماد في حرب صعدة الثالثة، بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي عام 2005، ليقود جبهة القتال ضد القوات الحكومية في بني معاذ، وخاض معارك شرسة ضدها، وكان له دور بارز في الحرب الرابعة أيضًا.

الصماد عمل ضمن لجان الوساطة، بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي عام 2009، وتولى منصب رئيس ما يعرف بـ«المكتب السياسي لمليشيا الحوثي» في أعقاب اختفاء صالح هبرة في سبتمبر 2014.

عُيِّـن مستشارًا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عام 2014، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء، ولعب دور الواجهة السياسية للحوثيين، إلا أنه استقال بعدها بأشهر قليلة من منصبه.

رأس الصماد أول وفد علني للحوثيين، يزور إيران مطلع مارس 2015، بعد استكمال انقلاب الميليشيات على السُّلطة الشرعية بالإعلان الدستوري، ووقَّع خلال زيارته اتفاقيات، تتولى طهران من خلالها دعم سُلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني، بمعدل رحلتين يومياً إلى صنعاء.

وشغل في يوليو 2016، منصب عضو المجلس السياسي الذي شكلته مليشيا الحوثي، مناصفة مع حزب المؤتمر الشعبي الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، 5 أعضاء لكل طرف.