فايننشال تايمز: بايدن يعيش في ظل ترامب
بعد مرور ستة أشهر من رئاسة بايدن للولايات المتحدة، فإنه صحيح بات بإمكانه التباهي بغرب أكثر تماسكاً، لكن ما لا يستطيع ادعاءه، هو الانفصال التام عن حُكم سلفه.

ترجمات-السياق
رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن الولايات المتحدة، عادت من جديد إلى سابق عهدها، تحت حكم الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى أن أسلوبه يبدو شبيهاً بسلفه دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، إنه في الساعات الأولى له كرئيس، أعاد بايدن انضمام الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، وفي غضون شهر، عادت البلاد إلى اتفاقية باريس للمناخ، كما احتفظ بقواعد الجيش في ألمانيا، التي كان ترامب قد سعى إلى تقليص حجمها، القرار الذي لقي ترحيبًا كبيراً من حلفاء الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة، أنه بعد مرور ستة أشهر من رئاسة بايدن للولايات المتحدة، فإنه صحيح بات بإمكانه التباهي بغرب أكثر تماسكاً، لكن ما لا يستطيع ادعاءه، هو الانفصال التام عن حُكم سلفه.
خطاب موحد ضد الصين
ووصفت الصحيفة ترامب، بأنه كان "سيئاً" بشكل فريد في توحيد الحلفاء ضد الصين، لكنها قالت: رغم أن أداء بايدن كان أفضل منه وذلك بفضل "كياسته"، فإنه حتى في هذه النقطة، لم تكن هناك اختلافات كبيرة أيضاً بينهما، إذ يتعامل الرجلان مع علاقات الولايات المتحدة بالصين، على اعتبار أنها صراع مفتوح، من أجل السيادة العالمية، كما سوق كلاهما هذه الفِكرة إلى أوروبا، التي ليس لديها مركز قوة عظمى للدفاع عنها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بايدن غالباً ما يتجنَّب تبني خطاب "معنا أو ضدنا"، ورأت أن اللهجة الودية، التي شهدتها قمة مجموعة السبع في يونيو الماضي، أخفت -إلى حد ما- الصراع الذي كان موجوداً، من أجل الاتفاق على شكل الخطاب بشأن الصين.
على خطى ترامب مع أفغانستان وكوبا
وأضافت: "يبدو أن أصداء أفكار الرئيس الأمريكي السابق، ما زالت تدوي خارج السياسة الخاصة بالصين، إذ كان ترامب يهدف إلى سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، بحلول مايو من هذا العام، وكان التغيير الذي أحدثه بايدن هو تأجيلها شهرين فقط، كما أنهى ترامب اقتراحات باراك أوباما الخاصة بكوبا، لكن بايدن بات أبطأ في إعادة فرض العقوبات على قادتها الوحشيين، مما كان يأمل بعض الديمقراطيين". حسب الصحيفة
وأوضحت الصحيفة، أن "سياسة الواقعية" هي التي تفسِّر معظم هذه التصرُّفات، كما أنها توضح البطء في إعادة الانضمام إلى الاتفاقية النووية مع إيران، والقبول بخط أنابيب الغاز الروسي الجديد إلى ألمانيا.
لن يكون أخر رئيس يعمل في ظل ترامب
وتابعت: "إن التفاخر بأن أمريكا عادت، يبدو جريئاً لدرجة الاندفاع، وذلك لأنه يعني، من ناحية، أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة كانت تعبِّر عن التعددية حتى عام 2016، ومن ناحية أخرى، فإنه يقلِّل من تقدير مدى عمق تغيير ترامب في النظرة الأمريكية للعالم".
ورأت الصحيفة، أن هناك نسقًا واحدًا يربط العوامل المشتركة بين بايدن وسلفه، يكمن بالرغبة في تقليل الموضوعات الأخرى، بخلاف الصين، التي تحتاج اهتمام الولايات المتحدة ومواردها، معتبرة أن تغيُّـر المناخ وحده، من المفترض أن يُعَدُّ أولوية بالنسبة لها.
وتابعت: "أصبحت مواجهة القوى العظمى، التي بدت مذهلة عام 2018، النقطة الثابتة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وكون بايدن أفضل في ذلك، أمر واضح، لكنه لن يكون آخر رئيس يعمل كظل لترامب".