الانسحاب هزيمة.. سعوديون يطالبون تهاني القحطاني بمواجهة منافستها الإسرائيلية

ثقافة المعزولين... سعوديون يطالبون تهاني القحطاني بعدم الانسحاب من أولمبياد طوكيو

الانسحاب هزيمة.. سعوديون يطالبون تهاني القحطاني بمواجهة منافستها الإسرائيلية

السياق

رافعة الراية الخضراء، في دورة الألعاب الأولمبية (أولمبياد طوكيو 2020)، محاولة منافسة أمهر لاعبات الجودو على مستوى العالم، رغم أن عمرها في اللعبة لا يتخطى 3 أعوام، إنها ابنة السعودية تهاني القحطاني.

فطموحها وأحلامها يعانقان السماء، ودعم بلادها الرسمي والشعبي بلا حدود، في مباراة تنتظرها يوم الجمعة المقبل، أمام اللاعبة الإسرائيلية هيرشكو راز.

وكانت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، المقامة في العاصمة اليابانية طوكيو، أعلنت وقوع الاختيار في التصفيات الأولية لمنافسات الجودو، عن فئة وزن 78 للنساء، على السعودية تهاني القحطاني، لتواجه نظيرتها الإسرائيلية هيرشكو راز، في العاصمة طوكيو.

 

صورة مشرِّفة

مشوار طويل بدأته اللاعبة السعودية، عام 2018، آملة أن تكون خلاله صورة مشرِّفة للفتاة السعودية الطامحة، في ظل رؤية المملكة 2030، التي حملت على عاتقها تمكين المرأة السعودية في المجالات كافة، وفي الرياضة بشكل خاص.

فالجودو بالنسبة إلى تهاني القحطاني، ليس مجرَّد رياضة، بل شغف حقيقي، تقول تهاني، مضيفة -في تصريحات صحفية- أنها تحلم بأن تكون من خبراء رياضة الجودو في العالم، لتدريب السعوديات، كي يتعرَّف العالم إلى الصورة الحقيقية للمرأة السعودية ذات الطموح.

 

أمهر اللاعبات

وعن بداية ممارستها اللعبة، تقول تهاني القحطاني، إنها بدأت رياضة الجودو في ربيع 2018 بمركز تدريب الاتحاد بجامعة الملك سعود في الرياض، مشيرة إلى أنها كانت من أمهر اللاعبات المتميزات، اللاتي برزن بصورة فائقة وسط زميلاتهن.

وأوضحت أنها تسعى للوصول إلى مستويات متميزة في اللعبة، تتوَّج من خلالها بالبطولات العالمية، التي ترفع بها اسم وطنها في جميع المحافل، وأن تكون ذات أهداف سامية، وتواكب العصر من كل النواحي.

ووجَّهت اللاعبة السعودية رسالة لمَنْ يريد أن يلتحق برياضة الجودو، قائلة: إن الجودو رياضة مفيدة بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا، وغير مكلفة، وناشدت السعوديات مواصلة السير، لتحقيق أحلامهن وطموحاتهن.

تصريحات اللاعبة السعودية، بُثت على هامش مشاركتها في أولمبياد طوكيو.

 تنتظر تهاني القحطاني، مباراة مهمة يوم الجمعة المقبل، أمام اللاعبة الإسرائيلية هيرشكو راز، أثير حولها الجدل، خاصة بعد انسحاب لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين الخميس، من دورة الألعاب الأولمبية، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة الإسرائيلي طوهار بوتبول، في الجولة الثانية من الدور التمهيدي للمجموعة الرابعة لوزن أقل من 73 كيلوغرامًا.

 

رسائل تشجيع

سعوديون بثَّوا رسائل تأييد وتشجيع لمواطنتهم، مطالبين إياها بعدم الاقتداء باللاعب الجزائري، لأن المواجهة والانتصار خير وسيلة لإبراز نقاط ضعف الخصوم، وليس الانسحاب.

فالكاتب والأكاديمي السعودي تركي الحمد، طالب -في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»- مواطنته لاعبة الجودو تهاني القحطاني، بعدم الانسحاب من مواجهة نظيرتها الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنها ستمنحها الفوز بمجرَّد الانسحاب.

 

المسألة رياضة

وأضاف الكاتب السعودي، أن المسألة رياضة في الأول والآخر، فلن تزول إسرائيل بمثل هذا الانسحاب، «أما ألسنة السوء، فستبقى في مستنقع السوء، سواء انسحبت أو نافست».

الصحفي السعودي سلمان الدوسري، قال في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»: «ولَّت من دون رجعة، ثقافة اتخذوا قراراتكم بناءً على رغبات المأزومين، الانسحاب ثقافة المعزولين، الرياضة والفنون علاقة بين الشعوب وليست بين الحكومات، تهاني القحطاني ابنتنا ونحن معها انتصرت أم خسرت».

 

الانسحاب بطولات وهمية

وطالبت الدكتورة السعودية، في تحليل النزاعات وحلولها، غادة غنيم آل غنيم، عبر حسابها في "تويتر" تهاني القحطاني بعدم الانسحاب والمواجهة: «الانسحاب بطولات وهمية... فزتِ أم خسرتِ، أنتِ في عيوننا بطلة، موفقة يا فخر الوطن».

سعودي يُدعى كولومبوس، عبَّـر عن اندهاشه عبر حسابه في «تويتر»، قائلًا: «يرِّوجون دوماً، السعودية مطبِّعة مع إسرائيل! والآن يطالبون السعودية تهاني القحطاني بالانسحاب! طيب مو احنا مطبّعين بنظركم! ولا؟».

 

يرسِّخ وهم الإسرائيلي الذي لا يُقهَر

السعودي مشعل الخالدي، قال في تغريدة عبر «تويتر»: على بطلتنا تهاني القحطاني، أن تدرك جيدًا، أن مَنْ ستنسحب لأجل خواطرهم، هم أصلًا يتمنون هزيمتك ويشجعون الإسرائيلية ضدكِ، سواء انسحبتِ أم لا»، مؤكدًا أن «الانسحاب ضعف ويرسِّخ وهم الإسرائيلي الذي لا يُمَس ولا يُقهَر».

وأشار إلى أن الهدف هو الفوز، لكن الخسارة بعد المنافسة، أفضل من الخسارة بالانسحاب.

 الدعم لم يقتصر على السعودية، بل إن نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، قال في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»: "كعربي أتمنى عدم انسحاب بطلتنا تهاني القحطاني، سواء فازت أم لم تفز، مع دعائي لها بالفوز».

وتابع المسؤول اليمني: «يكفينا أنها كسبت نصرًا من نوع فريد، بالنقلة النوعية في المواجهات الرياضية العربية الإسرائيلية، والنأي بالرياضة عن السياسة، فالمواقف السياسية تتبدَّل، لكن الإنسانية هي الإنسانية، قيمة واحدة».