كاتب أمريكي: لهذه الأسباب.. ترامب سيترشح لانتخابات الرئاسة 2024

كان ترامب صريحًا، حينما قال للكاتب مايكل وولف، إنه لن يتنازل عن الترشح للرئاسة، كمحاولة منه لإيقاف هؤلاء الرجال، الذين ساعدوا في انتزاع الرئاسة منه، ثم هم الآن يحاولون الحصول عليها لأنفسهم.

كاتب أمريكي: لهذه الأسباب.. ترامب سيترشح لانتخابات الرئاسة 2024

ترجمات - السياق

أكد الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير مايكل وولف، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سيترشح لانتخابات الرئاسة المقرَّرة عام 2024.

وقال وولف، الحاصل على جوائز رفيعة، ومؤلف ثلاثة كتب عن رئاسة ترامب: "إن تأليف ثلاثة كتب في أربع سنوات، عن دونالد ترامب، كان بمنزلة الانغماس في هواجسه، وفي ما يفكر، لهذا السبب أعرف... وواضح بالنسبة لي، أن الرئيس الأمريكي السابق سيترشح للرئاسة مرة أخرى".

وقال الكاتب الأمريكي، في مقال بصحيفة نيويورك تايمز: "في ربيع هذا العام، في محاولة أخرى لجذب الانتباه، استضافني ترامب في منتجع Mar-a-Lago  بفلوريدا، لمقابلته وتناول العشاء معه".

وأضاف: "بعد الانتهاء من العشاء، سألته عن خُططه المستقبلية، فبدا عليه بعض الارتباك، لكن هذا الارتباك تحول إلى غضب شديد عندما أبلغته -حينها- بأن وقته في البيت الأبيض انتهى، فرد قائلًا: "مستحيل، مستحيل".

مأزق وجودي

وصف وولف، وضع ترامب الصعب برغبته في العودة إلى البيت الأبيض مجددًا، بأنه مأزق وجودي، إذ لا يمكن لترامب أن يعيش من دون أن يتخيل عودته للبيت الأبيض يومًا، فهو لا يستطيع أن يحظى باهتمام وإخلاص الحزب الجمهوري، إذا لم يكن ملكًا سابقًا وملكًا في المستقبل، فكيف له أن يتخلى عن ذلك؟!

وأضاف الكاتب:كان أكثر حديثه اللاحق معي ، عن ازدرائه لأي جمهوري قد يكون غير مخلص له، بل أبدى تأكيده أنه قادر على الانتقام ممن خذلوه، خصوصًا السناتور ميتش ماكونيل والقاضي بريت كافانو.

ومضى الكاتب في وصف حالة ترامب: لم يكن يشعر بجنون العظمة حيال التحديات التي يواجهها، لكنه بدا وكأنه يقاتل، وأنه سيتذوق طعم انتقامه في المستقبل.

 

ترامب وبنس

لقد عاد ترامب مرارًا وتكرارًا، إلى التعبير عن غضبه من مايك بنس، الذي كان نائب الرئيس في عهده، خصوصًا بعد إعلان طموحاته السياسية بالترشُّح للرئاسة عبر الحزب الجمهوري، وهو ما يعني تضييق الخناق على ترامب.

من أسباب غضب ترامب من بنس أيضًا، أن الأخير رفض إلغاء فرز الأصوات الانتخابية، في الانتخابات الرئاسية السابقة، ما فوَّت الفرصة على ترامب لاتهامها بالتزوير.

لذلك كان ترامب صريحًا، حينما قال للكاتب مايكل وولف، إنه لن يتنازل عن الترشح للرئاسة، كمحاولة منه لإيقاف هؤلاء الرجال، الذين ساعدوا في انتزاع الرئاسة منه، ثم هم الآن يحاولون الحصول عليها لأنفسهم.

التقارير التي تصل ترامب عن الجناح الآخر داخل الحزب الجمهوري، هؤلاء الذين يرفضون الاشتراك في فِكرة "سرقة انتخابات الرئاسة الماضية"، تغذّي غضبه وتصميمه على معاقبة جميع المشككين، إذ قال معلقًا على ذلك: "بعض الضعفاء جدًا الذين عملوا معي ربحوا، لكنني في المستقبل، سأثبت لهم أنني قادر على العودة" بحسب الكاتب.

 

منافس جديد

أصبح عضو الحزب الجمهوري، حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، محل اهتمام ترامب، بسبب التقارير التي تتحدَّث عن أنه من أبرز المنافسين لترامب في انتخابات الحزب المقبلة، التي ينتج عنها المرشح النهائي لانتخابات الرئاسة عام 2024.

ويعتقد العديد من أتباع ترامب أن ديسانتيس، الذي جاء في المرتبة الثانية بعد ترامب في استطلاع رأي CPAC هذا الشهر ، قد يفاجئ الجميع بترشُّحه ضد ترامب، وهو ما يثير غضب ترامب، خصوصًا أنه يرى أنه مَنْ (صنع) نجاح ديسانتيس، فكيف به يرد له الجميل بالوقوف أمامه في انتخابات الحزب؟!

لذلك ضرب ترامب بطلب حاكم فلوريدا، تأجيل تجمع حاشد في الولاية، في أعقاب انهيار مبنى Surfside قبل أيام، عرض الحائط، ما اعتبر  رسالة واضحة، بأن حاكم فلوريدا ليس رئيسه ولا يعترف به.

أما بخصوص السناتور ميتش ماكونيل، فيرى أتباع ترامب، أن الأخير لا يمكن أن يتحدَّث معه لاحقًا، خصوصًا أنه يتهمه بمحاولة تشويه صورته، قبل فرز أصوات الانتخابات الماضية، ثم اعترافه علنًا بفوز جو بايدن بالرئاسة.

يعتقد ترامب، أن ماكونيل احتفظ بمقعده في مجلس الشيوخ عام 2020 فقط، بسبب دعمه لبايدن، لذلك هناك حرب خفية بين الاثنين (ترامب وماكونيل) على مَنْ يسيطر على الحزب الجمهوري.

وهنا يبدي ترامب ثقته المتناهية، في طرد ماكونيل خارج الحزب، إلا أنه يتناسى أن ماكونيل أعيد انتخابه لولاية جديدة مدتها ست سنوات، ولديه فرصة معقولة، ليصبح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ مرة أخرى.

مستقبل ترامب السياسي

وعن مستقبل ترامب السياسي، يرى وولف أن العديد من الديمقراطيين يعتقدون أن الملاحقة القانونية، لأعمال عائلة الرئيس السابق في نيويورك ، وقضايا أخرى، بما في ذلك التحقيق في محاولته لقلب نتائج الانتخابات في جورجيا، قد تعرقل مستقبله السياسي بشكل خطير.

لكن في منطق ترامب، سيعمل هذا في الاتجاه المعاكس، إذ يرى أن الترشح للرئاسة، أفضل طريقة لتحدي المدَّعين العامين بشكل مباشر.

وفقًا للكاتب الأمريكي، فإن ترامب يعتقد أن لديه تأثيرًا سحريًا في أعضاء الحزب الجمهوري، هذا التأثير كاد أن يتسبَّب في استعادة الجمهوريين لأغلبية مجلس النواب عام 2020 بسبب مكالمات هاتفية له مع عدد من أعضاء الحزب، اجتذبت عشرات الآلاف من المتصلين.

 ويتساءل ترامب: مَنْ لديه هذا التأثير مثلي؟ مشدِّدًا على أن الجمهوريين، من خلال انتخابات 2022، سيستعيدون مجلس النواب بقائمة المرشحين التي اختارها، بحسب وولف.

وفي المقابل يرى الديمقراطيون، أن ترامب بات منفيًا في منتجع Mar-a-Lago، مشيرين إلى أن تجريده من منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به، ومواجهته لمدَّعين عامين حازمين، يكشفان إلى أي مدى أن مستقبله غائم، بل ومثير للشفقة، إلا أن دونالد ترامب مازال لديه القدرة على الرد، وإلقاء اللوم على أي شخص غيره، وإسكات أي شكوك في عودته سياسيًا... فهل ينجح؟!