في أول اجتماع بينهما... بايدن يلتقي شي في قمة العشرين

يأتي لقاء الرئيسين في وقت تتزايد فيه حدّة التنافس بين الاقتصادين الكبيرين، وأصبحت بكين أكثر قوة وإصراراً على استبدال النظام الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية.

في أول اجتماع بينهما... بايدن يلتقي شي في قمة العشرين

السياق

من المقرر، أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينغ في بالي، الاثنين، آملاً في وضع "حواجز أمان" للعلاقات بين البلدين، في وقت تعقد الاقتصادات العشرين الكبيرة في العالم أول قمة لها، بعد تفشي الوباء.

سيكون هذا اللقاء الشخصي الأول لبايدن مع شي، منذ وصول الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض، بعدما التقيا عام 2017، عندما كان بايدن نائباً للرئيس.

يأتي لقاء الرئيسين في وقت تتزايد حدّة التنافس بين الاقتصادين الكبيرين، وأصبحت بكين أكثر قوة وإصراراً على استبدال النظام الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحمل المحادثات -على هامش مجموعة العشرين- رياحاً من الحرب الباردة، بينما أكد بايدن أنّه سيسعى إلى تحديد "خطوط حمر" في العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض للمراسلين، قبل ساعات من الاجتماع، إنّ الهدف هو وضع "حواجز أمان" و"قواعد واضحة للطريق". وأضاف: "نقوم بكل ذلك لضمان ألا تتحوّل المنافسة إلى نزاع".

ومن المتوقع أن يدفع بايدن الصين إلى كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية، بعد سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية، التي أثارت مخاوف من أن تُجري بيونغ يانغ قريباً تجربتها النووية السابعة.

ولكن قد لا يكون شي، الذي عقد آخر قمة له مع الولايات المتحدة عندما التقى دونالد ترامب عام 2019، في مزاجٍ للمساعدة، خصوصًا أنه يصل إلى القمة مدعوماً بحصوله على ولاية ثالثة تاريخية في المنصب، ما عزّز دوره كأقوى زعيم صيني منذ أجيال.

كذلك، يصل بايدن مدعوماً بأداء أفضل من المتوقّع لحزبه الديمقراطي في انتخابات منتصف الولاية، التي احتفظ فيها بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، رغم أنه لا يزال ضعيفاً في السياسة الداخلية.

 

بوتين يبقى بعيداً

تُفتتح قمة مجموعة العشرين في بالي، الثلاثاء، في ظلّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في العالم، وبينما لاتزال أوكرانيا غارقة في الصراع، بخلاف التهديد بالحرب النووية الذي يلقي بظلاله.

وسيكون هناك غياب واضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن طاولة الاجتماعات، فقد جعل غزوه لأوكرانيا المستمر منذ تسعة أشهر، رحلة بالي صعبة لوجستياً ومشحونة سياسياً.

واختار بوتين بدلاً من ذلك إرسال وزير الخارجية المخضرم سيرغي لافروف، في الوقت الذي يتشاجر فيه أعضاء دائرته المقرّبة علناً، وبينما باتت سلطته ملطّخة بعدما كانت توصف بالحديدية.

رسمياً، لن تكون الحرب في أوكرانيا ولا تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية على جدول أعمال القمة، ورغم أنّ رجل الاستخبارات السوفييتية السابق لن يكون حاضراً على طاولة القمة، فإنّ حربه ستكون بالتأكيد على القائمة.

يأتي ذلك بينما أثر ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في أعضاء مجموعة العشرين الأكثر غنى والأكثر فقراً على حد سواء، الأمر الذي يغذّيه النزاع في أوكرانيا.

والاثنين، أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أنّ إنهاء الحرب في أوكرانيا "واجب أخلاقي وهو ببساطة أفضل ما يمكن فعله للاقتصاد العالمي".

كذلك، قال رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك قبل توجّهه إلى بالي، إنه "سيندّد بنظام بوتين ويكشف تجاهله للتعاون الدولي".

ومن المحتمل أن تخضع روسيا لضغوط، لتمديد الاتفاق الذي يسمح بشحن الحبوب والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود، عندما تنتهي الاتفاقية الحالية في 19 نوفمبر.

 

الوضع لم يكن بهذا التعقيد

كحدّ أدنى، قد يودّ بايدن وحلفاؤه أن يشهدوا تأكيد مجموعة العشرين لبوتين أنّ الحرب النووية غير مقبولة.

وقال شي، في اجتماع عُقد أخيراً مع المستشار الألماني أولاف شولتس، إنّ الحرب النووية لا يمكن أن يفوز فيها أحد ويجب ألا تُخاض.

ولكن بياناً واضحاً بهذا الشأن، من المتوقع أن يواجه عرقلة، بسبب مزيج من المعارضة الروسية وعدم استعداد الصين لخرق الصفوف مع حليفها في موسكو أو منح فوز لواشنطن.

كانت مجموعة العشرين مكاناً مناسباً أكثر لمناقشة الشؤون المالية والاقتصاد بدلاً من القضايا الأمنية.

وقد تفضّل موسكو أن يبقى الأمر كذلك.

وقال وزير الخارجية الروسي الأحد: "نرفض رفضاً قاطعاً عسكرة قمة العشرين"، الأمر الذي يقدِّم لمحة عما قد يدلي به لافروف أثناء القمة.

وفشلت الاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين، التي سبقت القمة في الاتفاق على بيان نهائي مشترك. وفي هذا السياق، قال مسؤولون إندونيسيون –الاثنين- إنّ هذا الأمر يبقى "عملاً قيد التقدّم وهدفاً رئيساً للقمة".

وقال وزير الحكومة الإندونيسية لوهوت ينسار باندجايتن: "صدقاً، أظنّ أنّ الوضع العالمي لم يكن بهذا التعقيد".

وأضاف: "إذا لم يصدر قادة مجموعة العشرين في النهاية بياناً رسمياً، فلا بأس بذلك".