هل ينجح ماسك في انتشال تويتر من شبح الإفلاس؟
حذّر إيلون ماسك موظفي الشركة، في أول خطاب منذ صفقة الشراء التي قدرت بنحو 44 مليار دولار، من خطر الإفلاس إذا لم يتمكن من تحقيق عائدات مالية أكبر للشركة، وذلك وسط موجة استقالات لكبار الموظفين.

ترجمات - السياق
يخطط الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المالك الجديد لموقع التغريدات القصيرة، لتحديد رؤية مدفوعات طموحة لموقع التواصل الاجتماعي، تنتشله من الإفلاس، وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
فقد كشف ماسك عن رؤية طموحة لتحويل "تويتر" إلى منصة للخدمات المالية، وليست مجرد منصة للتواصل الاجتماعي، إذ يأمل مالك ورئيس الشركة الجديد تحويلها إلى "تطبيق لكل شيء"، في محاولة لتعويض المبلغ الذي دفعه في شراء الشركة (44 مليار دولار)، وتحقيق أرباح أيضًا.
وبالفعل أبلغ المالك الجديد لشركة تويتر، إيلون ماسك، في رسالة عبر البريد الإلكتروني موظفيه، بأن إفلاس الشركة غير مستبعد، وحذرهم من خسارة الشركة مليارات الدولارات العام المقبل.
وبعث ماسك مؤخرًا بأول رسالتين على مستوى الشركة إلى موظفيه، الذين نجوا من عمليات التسريح الجماعي، التي جرت الأسبوع الماضي، يأمرهم فيها بالعودة إلى المكاتب فورًا والعمل لمدة لا تقل عن 40 ساعة أسبوعيًا، كما حذرهم من أوقات عصيبة مقبلة.
وقال ماسك في إحدى رسالتيه، قبل أن يصف المناخ الاقتصادي السيئ لشركات مثل "تويتر" التي تعتمد -بشكل شبه كامل- على الإعلانات لكسب المال: "آسف لأن هذا هو أول بريد إلكتروني أرسله إلى الشركة، لكن لا توجد طريقة لتجميل الرسالة".
كان ماسك، قرر الاستغناء عن عدد كبير من موظفي منصة تويتر، التي استحوذ عليها في صفقة بلغت 44 مليار دولار.
تأتي هذه الخطوة بعد أيام من الفوضى وعدم اليقين، بشأن مستقبل الشركة في عهد المالك الجديد إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم-الذي غرَّد، مؤخرًا، بأن المنصة تشهد "انخفاضًا هائلاً في الإيرادات" في ظل سحب المُعلنين تمويلهم.
وكمحاولة للتغلب على المشكلات المالية التي يعانيها "تويتر"، لجأ ماسك إلى إنشاء "تطبيق يقدم كل شيء"، يفعل للمستخدم كل ما يريده ويحتاجه.
كما بدأت شركة تويتر منح المستخدمين الذين يسجلون مقابل سداد اشتراك شهري بـ 8 دولارات، علامة التحقق الزرقاء، بعد أيام من طرح المالك الجديد إيلون ماسك لفكرة نظام تحقق جديد.
التمويل
وبينت "فايننشال تايمز" أن ماسك وضع رؤيته طويلة المدى لجلب المدفوعات (التمويل) إلى "تويتر" -التي يمكن أن تشمل تقديم حسابات سوق المال ذات العائد المرتفع وبطاقات الخصم والمعاملات من نظير إلى نظير- حيث قدمت شركة التواصل الاجتماعي أوراقها للسلطات الأمريكية، لتصبح شركة مالية لتقديم الخدمات.
كان الملياردير الأمريكي قد كشف عن أفكاره لتقديم الخدمات، خلال محادثة مع المعلنين على "تويتر سبيس" الاثنين الماضي.
وأعلن إيلون ماسك مالك "تويتر" الجديد، أن منصة التغريدات تعمل على تطوير ميزة نشر تغريدات أطول من المعتاد.
يُذكر أن "تويتر" أطلقت -يونيو الماضي- ميزة باسم نوتس تتيح للمستخدمين كتابة تغريدات طويلة، في تبويب جديد ظهر خلال الفترة الماضية لبعض المستخدمين، في الولايات المتحدة وكندا وغانا.
وغرَّد ماسك معلنًا أيضًا أن فريق "تويتر" يعمل على تطوير تجربة البحث على المنصة، خصوصًا أنه يرى البحث حاليًا على المنصة بدائيًا أشبه بخدمة إنفو سيك للبحث، التي كانت عام 1998.
وأكد ماسك أن إصلاح تجربة البحث "أولوية قصوى" للمنصة.
وخلال أسبوع واحد من استحواذه على "تويتر" عكست خطوات ماسك ورؤيته الخاصة بالمزايا الجديدة وخطة تطوير منصة التغريدات، رغبته في تحقيق أقصى عوائد ممكنة، من خلال تقديم مزايا وتحديثات جديدة، تغري المستخدمين للدفع مقابلها، وقد يكون أهمها على الإطلاق باقة "تويتر بلو"، التي تتضمن مزايا جديدة مثل الحصول على علامة توثيق الحسابات (العلامة الزرقاء)، وكذلك نشر فيديوهات أطول من 140 ثانية، كذلك ستكون لحسابات المشتركين في الخدمة أولوية الظهور في نتائج البحث وتبويبات الإشارات والردود داخل حسابات المستخدمين.
معالج مدفوعات
وفي إشارة إلى أن ماسك يتخذ خطوات نحو دمج بعض خدمات المدفوعات في المنصة، سجل "تويتر" يوم الجمعة الماضي، لدى وزارة الخزانة الأمريكية كمعالج مدفوعات، وفقًا للإيداعات.
ومن ثمّ يتعين على الشركات المشاركة في عمليات تحويل الأموال أو صرف العملات أو صرف الشيكات، إبلاغ شبكة إنفاذ الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة.
كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أكدت مؤخرًا، أن شركة تويتر قدمت أوراق تسجيل لمعالجة المدفوعات مع شبكة إنفاذ الجرائم المالية (FinCEN) التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية.
وفى مناقشة "تويتر سبيس" الأخيرة، تحدث ماسك عن الميزة في ما يتعلق بالمبدعين، وتحدث عن كيف يحتاج موقع الويب إلى تمكين تحقيق الدخل لمنشئي المحتوى، لإغرائهم بنشر أعمالهم على المنصة، موجهًا حديثه للمعلنين، في محاولة لإقناعهم بتمويل الشركة: "الآن يمكننا أن نقول لديك رصيد فى حسابك، هل تريد إرسال أموال إلى شخص آخر داخل تويتر؟... الأمر أصبح حقيقة".
وناقش ماسك أيضًا كيف يتمكن المستخدمون من سحب الأموال من "تويتر" عن طريق ربط حساباتهم المصرفية، ملمحًا إلى نظام مشابه لـ (باي بال) -أكبر بنك إلكتروني في العالم- الذي ساعد في إيجاده، وقد تقدم الشركة أيضًا "حسابًا مقنعًا للغاية في سوق المال"، إضافة إلى بطاقات الخصم والائتمان، إذا كانت الأمور تسير على ما يرام.
وحسب الصحيفة البريطانية، يتمتع ماسك بتاريخ كبير مع التكنولوجيا المالية، إذ إنه عام 1999، شارك في تأسيس موقع X.com - أحد أوائل البنوك عبر الإنترنت، الذي أصبح في ما بعد جزءًا من (باي بال).
ولاشك أن وجود منصة تواصل اجتماعي تحديدًا مثل "تويتر"، يُعد نُقطة قوية للغاية في تطبيق x.comخاصًة مع الرؤية المُستقبلية للتطبيق التي يرى فيها إيلون أنه سيوفر خدمات دفع إلكتروني من خلال منصة تويتر، إضافة إلى خدمات شراء وتبادل الـ NFTs -التي تمثل ثورة هائلة في عالم التجارة الافتراضية عبر المنصة، ولا مانع من دخوله في مضمار سباق الميتافيرس في وقت ما من المستقبل.
كل هذا كان يتطلب أن يكون لإيلون ماسك وجود حقيقي على الإنترنت، ولا مجال بالتأكيد للمنافسة بمنصة جديدة، وقد تكون كُل هذه العوامل تجمعت، لتجعل من "تويتر" الخيار المناسب والأفضل بالنسبة لإيلون ماسك.
التعليقات
وترى "فايننشال تايمز" أن التعليقات تعد أقوى إشارة -حتى الآن- على طموح ماسك، في تحويل الشركة التي اشتراها بـ 44 مليار دولار إلى "تطبيق كل شيء" على غرار (وي شات) الصيني -وهو متجر شامل للرسائل والمدفوعات والتسوق- رغم أن هذه الخطوة ستفتح "تويتر" على مستوى التحديات التنظيمية الجديدة.
كان الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، قال: "نظام اللوردات والفلاحين الحالي في تويتر لمن يملك علامة التوثيق الزرقاء أو لا يملكها مجرد هراء... القوة للشعب! الأزرق مقابل 8 دولارات شهريًا"، في إشارة إلى جعل علامة التوثيق الزرقاء بـ 8 دولارات.
وأوضح ماسك، أنه بمجرد أن يدفع المستخدم مقابل اشتراكه المميز (للحصول على العلامة الزرقاء) 7.99 دولار فقط، يمكنه أن يواصل متابعة حسابه البنكي، مشيرًا إلى أنه إذا أراد المستخدمون الخروج من النظام، يمكنهم ربط حسابهم المصرفي عبر الإنترنت بحسابهم على "تويتر".
وأضاف: "بعد ذلك ستكون الخطوة التالية تقديم حساب سوق مال مقنع للغاية، للحصول على عائد مرتفع للغاية على رصيدك... ثم أضف بطاقات السحب الآلي والشيكات".
تتزامن تصريحات ماسك، مع العديد من الأفكار والتجارب التي طرحها مؤخرًا، حيث يحاول المالك الجديد لـ "تويتر" دفع الشركة للأمام، للخروج من أزماتها الأخيرة، وسط انخفاض عائدات الإعلانات والمخاوف بشأن الإشراف على المحتوى.
وقد ساد الارتباك محاولة ماسك تغيير السياسات للتحقق من المستخدمين على الموقع، إذ إنه بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق "علامة الاختيار الرمادية" لتسمية الحسابات الرسمية، اضطر ماسك لسحبها مجددًا، لتهدئة المخاوف الأخيرة بشأن انتحال الهوية، ولفتح الباب أمام ميزة "العلامة الزرقاء"، التي أتاحها لجميع المستخدمين، الذين اشتركوا في حساب "تويتر" المدفوع.
وتراجع ماسك عن الملصق الرسمي، بعد يوم واحد فقط من إعلان المدير التنفيذي للمنتج في شركة التواصل الاجتماعي عن ذلك، ما أدى إلى ارتباك بشأن الفرق بين التسمية وعلامة الاختيار الزرقاء الحالية على "تويتر"، التي تشير إلى الحسابات التي تم التحقق منها.
ورد ماسك على منتج الفيديو ماركوس برونليس، الذي كان مستغربًا من اختفاء العلامة الزرقاء، بعد ساعات فقط من إطلاقها.
وكتب ماسك على حسابه في "تويتر": "يرجى ملاحظة أن تويتر سيفعل كثيرًا من الأشياء الغبية في الأشهر المقبلة"، وأضاف: "سنحتفظ بما يصلح ونغير ما لا يصلح".
بينما أوضح مسؤول تنفيذي في منتج "تويتر" لاحقًا أن التسمية "الرسمية" كانت في البداية تُطرح فقط على الكيانات الحكومية والتجارية ، وليس الأفراد.
في غضون ذلك، حاول الرئيس التنفيذي لشركة تسلا طمأنة المعلنين، إلى أن المنصة ستظل مكانًا آمنًا للعلامات التجارية.
وفي ما يتعلق بمسألة انتحال الهوية، حذر ماسك من أنه سيتم تعليق أي شخص يستخدم الشيك الأزرق لانتحال هوية علامات تجارية أو أفراد.
وقال ماسك، الذي وصف نفسه بـ "المطلق لحرية التعبير"، إنه لن يقوم بأي تغييرات مهمة في تعديل المحتوى، من دون عقد مجلس تعديل المحتوى.
وأوضح أن "تويتر" قد يستغرق "بضعة أشهر" لإنشاء المجلس، مضيفًا أنه سيكون "مجلسًا استشاريًا" وليس "مجلس قيادة".