الديقراطيون يحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ... ماذا يعني ذلك لبايدن؟

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن نجاح الديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية، وضعه في موقف أقوى لإجراء محادثات حاسمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ.

الديقراطيون يحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ... ماذا يعني ذلك لبايدن؟

السياق

نصر حاسم وفوز صعب، انتزعه الديمقراطيون في انتخابات الكونغرس، مكنهم من إيقاف «المد الأحمر» أو تسونامي، وأصاب الجمهوريين بخيبة أمل، بعد أن كانوا يعتقدون أنهم قاب قوسين أو أدني من استعادة المجلسين.

ذلك النجاح غير المتوقع للديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية، يعني استمرار سيطرتهم على مجلس الشيوخ، وأنهم سيظلون قادرين على الموافقة على مرشحي الرئيس الأمريكي جو بايدن مثل القضاة الاتحاديين.

فما الذي منح الديمقراطيين هذا الفوز غير المتوقع؟

بعد أربعة أيام من انتخابات منتصف الولاية، التي خيبت آمال الجمهوريين، أعلِن فوز السناتورة الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو في ولاية نيفادا على آدم لاكسالت المرشح المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبإعادة انتخابها، يرتفع عدد الديمقراطيين المُنتخبين في مجلس الشيوخ إلى 50 من أصل 100، ما يسمح لحزب بايدن بالسيطرة على هذا المجلس، بينما لا يزال بإمكان الديمقراطيين الفوز بمقعد في ولاية جورجيا، حيث تنظم جولة ثانية في 6 ديسمبر المقبل.

ماذا يعني ذلك؟

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن –الأحد- إن نجاح الديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية، وضعه في موقف أقوى لإجراء محادثات حاسمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ.

وأوضح بايدن في بنوم بنه، حيث يلتقي عددًا من الزعماء في إطار قمة آسيان، أنه في موقع أقوى، مضيفًا: «أشعر بأنني بحال جيدة وأتطلع إلى العامين المقبلين».

يأتي ذلك في وقت يبدو أن الجمهوريين قريبون من تجريد بايدن من الأغلبية في مجلس النواب.

وتوقع مركز إديسون ريسيرش إبقاء الديمقراطيين لسيطرتهم على مجلس الشيوخ العام المقبل، بعد احتفاظ السناتور الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو بمقعدها في مجلس الشيوخ عن ولاية نيفادا، ما يمنح الرئيس جو بايدن فوزًا كبيرًا، بحسب وكالة رويترز.

مجلس الشيوخ منقسم حاليًا مناصفة بين الديمقراطيين والجمهوريين، بينما سيؤدي المجلس المنتخب حديثًا اليمين في الثالث من يناير المقبل.

وتقول «رويترز»، إن استمرار سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، يعني أنهم سيظلون قادرين على الموافقة على مرشحي بايدن مثل القضاة الاتحاديين.

وإذا فاز السناتور الديمقراطي رافائيل وارنوك في انتخابات الإعادة بولاية جورجيا في السادس من ديسمبر على منافسه الجمهوري هيرشل والكر، فإن ذلك سيزيد أغلبية الديمقراطيين إلى 51 مقابل 49 للجمهوريين، ما يمنح الديمقراطيين ميزة إضافية في إقرار العدد المحدود من مشاريع القوانين التي يُسمح بإجازتها بأغلبية بسيطة من الأصوات بدلًا من الستين صوتًا اللازمة لمعظم التشريعات.

وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، أخبار سارة لبايدن، الذي كان يتخوف من احتمال تعرضه لهزائم مع اقتراب الانتخابات، مشيرة إلى أنه الآن سيبقى مجلس الشيوخ الذي يشرف على تثبيت موظفي السلطة التنفيذية والقضاة الفيدراليين، تحت إرادته.

وأشارت إلى أن تلك النتيجة، ستمنح الأغلبية في مجلس الشيوخ للرئيس وحزبه، مزيدًا من القول في المناقشات التشريعية بشأن الإنفاق المحلي والأجنبي والقضايا الرئيسة.

وقالت شيري فيردوني، وهي جامعة تبرعات من الحزب الجمهوري، ليلة السبت، إن المانحين والناشطين من الحزب الجمهوري في حالة ذهول من نتيجة الانتخابات.

وأضافت: «علينا أن نفحص الخطأ الذي حدث. يجب أن يكون هناك نوع من الدراسة لما حدث في هذه الانتخابات».

ماذا عن مجلس النواب؟

طالما اعتقد الجمهوريون أن لديهم حظوظاً قوية لاستعادة المجلسَين من منافسيهم الديمقراطيين، ووعدوا بـ«مد أحمر»، أو حتى «تسونامي»، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث في النهاية.

وفي مجلس النواب، يبدو أن الجمهوريين سيحصلون على أغلبية المقاعد، الأمر الذي سيعقد ما تبقى من ولاية بايدن، لكن يبدو انتصارهم أقل مما تم الإعلان عنه.

إلا أن قناة إن بي سي نيوز توقعت -صباح السبت- أغلبية هشة بفارق خمسة مقاعد للجمهوريين، الذين سيحصلون على 220 مقعداً مقابل 215 مقعداً للديمقراطيين، بينما لم ينتهِ الفرز في نحو عشرين مركز اقتراع، بشكل رئيس في كاليفورنيا.

وأثارت نتائجهم المخيبة للآمال الغضب بين المسؤولين المنتخبين في الكونغرس، الأمر الذي يُنذر بإمكان اللجوء إلى تصفية حسابات، فقد طالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المؤيدين لترامب، في رسالة كشف عنها موقع بوليتيكو، بتأجيل التصويت لانتخاب زعيمهم في المجلس، ما يشكّل تحدياً للزعيم الحالي ميتش ماكونيل.

وتعهد الجمهوريون في مجلس النواب، حال فوزهم، بمحاولة العدول عن الانتصارات التي حققها بايدن في مكافحة تغير المناخ ويريدون إدامة سلسلة تخفيضات ضريبية لعام 2017 بصدد انقضاء أجلها. كما يخططون لإجراء تحقيقات في أنشطة إدارة بايدن وأخرى مع نجل الرئيس، الذي كانت له تعاملات تجارية مع أوكرانيا والصين.

كيف يؤثر ذلك المشهد في انتخابات 2024؟

كل الأنظار تتجه إلى عام 2024، مع ترقب إعلان دونالد ترامب –الثلاثاء- ترشحه المحتمل للانتخابات الرئاسية، وفي ظل هذه الانتكاسات المتتالية التي مُني بها مرشحو ترامب، أطلق الرئيس السابق تصريحات عن «التزوير الانتخابي» رافضاً الاعتراف بحكم صناديق الاقتراع، كما فعل منذ هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2020.

وبمجرد تبلوُر المشهد السياسي في مجلسي النواب والشيوخ، تتجه الأنظار إلى سنة 2024، وسط احتمال رؤية ترامب يُعلن ترشحه الثلاثاء، وفقاً لأحد مستشاريه المقربين.

وسيكون هذا ترشح ترامب الثالث للبيت الأبيض، وحتى لو ظل يملك تأثيراً لا يمكن إنكاره في الحزب الجمهوري، فقد خرج ضعيفاً من انتخابات منتصف الولاية التي شهدت خسارة عدد من مرشحيه.

ومن المحتمل أن تشكل انتخابات عام 2024، إعادةً لمشهد انتخابات عام 2020، خاصة بعد أن أعلن بايدن -هذا الأسبوع- نيته السعي إلى ولاية ثانية، لكنه آثر ترك القرار النهائي بهذا الشأن إلى العام المقبل.