كيف يفكر بايدن في مستقبل العلاقات مع أفغانستان؟
أهم ما يريده بايدن في أفغانستان، مواصلة الضغط على طالبان للإفراج عن المواطن الأمريكي المختطف مارك فريريتشز، وغير ذلك إلزام طالبان بتعهدها بعدم السماح لأفغانستان، بأن تصبح مرة أخرى مرتعًا للقاعدة أو متطرفين آخرين

ترجمات - السياق
تعيين وزارة الخارجية الأمريكية، للدبلوماسية إليزابيث جونز منسقة جديدة، لجهود إعادة التوطين الأفغانية، انعكاس لطريقة تفكير الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تعامله المستقبلي مع طالبان، إذ يتلخص نهج بايدن مع طالبان في "إلزامها بتعهدها بعدم السماح لأفغانستان، بأن تصبح مرة أخرى مرتعًا للقاعدة أو متطرفين آخرين"، بحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
يأتي "قرارا التعيين" بعد أيام من لقاء وفد أمريكي بقيادة نائب مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد كوهين -وجهًا لوجه- ممثلين لحركة طالبان في الدوحة، للمرة الأولى منذ استيلاء المتشددين على السلطة، منتصف أغسطس الماضي.
في غضون ذلك، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة آخرين من مجموعة العشرين، لمناقشة سبل مساعدة الشعب الأفغاني، من دون إضفاء الشرعية على الحكومة "الطالبانية" الجديدة.
تشابك لم ينتهِ
وترى "بوليتيكو"، أن هذه التطورات تُعد تذكيرًا بأن تشابك أمريكا مع أفغانستان، رغم انسحابها منها، لم ينتهِ، إذ إن تعيين إليزابيث جونز يهدف لتسهيل مغادرة الأفغان، الذين ما زالوا يرغبون في مغادرة البلاد، وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بأقصى سرعة.
وفي ذلك يضيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أنه مع تولي جونز هذه المهام الجديدة، ستركز على القضايا المعقدة للغاية، المتعلقة بجهودنا لتسهيل نقل وإعادة توطين الأفغان الذين لدينا التزام تجاههم في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تخلف جونز -سفيرة أمريكا في كازاخستان، نائب الممثل الخاص لأفغانستان وباكستان- السفير السابق جون باس الذي أرسلته الإدارة الأمريكية إلى كابل في أغسطس الماضي، ليكون المنسق الرئيسي لعمليات الإجلاء، وسط الانسحاب الكارثي للدبلوماسيين والأفغان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وأكد نيد برايس في تصريحاته، أن السفيرة جونز أعيدت من التقاعد لتولي هذه المهمة، باعتبارها مؤهلة بشكل استثنائي لتولي هذا الدور الحاسم، مضيفًا أن جهودها ستشمل "التنسيق الفعال داخل الإدارة، ومع الحلفاء الدوليين والكونجرس والصحافة".
المواطن الأمريكي هو الأهم...!
قرار تعيين جونز، سبقه لقاء الوفد الأمريكي بقيادات مسلحي طالبان، الذي أشاد المسؤولون الأمريكيون، به ووصفوه بأنه "صريح ومهني"، بينما أصروا على أنه لا يرقى إلى مستوى الاعتراف الرسمي بحكومة طالبان.
وأوضحت صحيفة بوليتيكو، أن الأمريكان ركزوا في الاجتماع على المخاوف الأمنية والإرهابية، بعد هجوم شنه تنظيم داعش خراسان في قندز، أودى بحياة عشرات المدنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد في بيان، إن المشاركين ناقشوا أيضًا الممر الآمن للراغبين في مغادرة أفغانستان، وحقوق الإنسان بما في ذلك معاملة النساء والفتيات، وتقديم الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
وترى "بوليتيكو" أن أهم ما يريده بايدن في أفغانستان، مواصلة الضغط على طالبان للإفراج عن المواطن الأمريكي المختطف مارك فريريتشز، وغير ذلك إلزام طالبان بتعهدها بعدم السماح لأفغانستان، بأن تصبح مرة أخرى مرتعًا للقاعدة أو متطرفين آخرين، فضلًا عن تحسين سبل حصول المواطنين على المساعدات، في الوقت الذي يواجه فيه البلد احتمال حدوث انكماش اقتصادي حاد، ربما يستحيل منعه.
مجموعة العشرين وأزمة اللاجئين
وفي ما يخص المساعدات الإنسانية، كشفت "بوليتيكو" أنه خلال القمة الافتراضية الخاصة لمجموعة العشرين، تعهدت الدول بمعالجة الأزمة الإنسانية في أفغانستان، وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الذي استضاف القمة، إن المجموعة ستكون منفتحة على تنسيق جهود المساعدة مع طالبان.
ونقلت "بوليتيكو "عن عدد من المراقبين الدوليين، تحذيرهم من أن المزيد من الأفغان سيحاولون الفرار، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن المشاركين في مجموعة العشرين، ناقشوا أيضًا الحاجة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التهديد من "داعش"، ومواصلة إجلاء الأفغان "الذين ساعدوا الدول الغربية"
فقر مدقع وجفاف وجوع
وأشارت "بوليتيكو" إلى أنه من الصعب التكهن بمدى ما يمكن لمجموعة العشرين أن تقدمه، نهاية المطاف، بالنظر إلى مجموعة البلدان المعنية، موضحة أنه من المحتمل أن يعود الأمر إلى قرارات فردية لبعض الدول، وليس بقرار جماعي، خصوصًا أن القمة غاب عنها الزعيم الصيني شي جين بينغ والزعيم الروسي فلاديمير بوتين.
وحذرت الصحيفة، من أن الاقتصاد الأفغاني يقترب من الانهيار منذ استيلاء طالبان على السلطة، ما يفاقم الوضع الصعب في البلد الذي يعاني "فقرًا مزمنًا".
وشددت "بوليتيكو" على أن الأموال تنفد من البنوك، أما الموظفون الحكوميون فلم يتلقوا رواتبهم، والمدنيون يعانون الجفاف والجوع.