مدير المخابرات الأمريكية.. هل يخلف وزير الخارجية أنتوني بلينكين؟

مدير المخابرات الأمريكية في شغل منصب وزير الخارجية

مدير المخابرات الأمريكية.. هل يخلف وزير الخارجية أنتوني بلينكين؟

ترجمات - السياق

سلَّط مايكل روبين الكاتب الأمريكي، الضوء على أداء مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي. آي. إيه» بيل بيرنز، وزياراته الخارجية المتكررة للعديد من البلدان، مشيراً إلى أنه ربما يبحث لنفسه عن منصب وزير الخارجية، خلفًا للوزير الحالي أنتوني بلينكين.

وقال مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد أمريكان إنتربرايز، في مقال بصحيفة واشنطن إكزامينر، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعهد خلال حملته الانتخابية -بشكل متكرر خلال الأشهر الأولى من رئاسته- بأنه يريد إعادة الدبلوماسية إلى مركز الصدارة، مشيرًا إلى أن تلك السياسة كانت «خاطئة».

وأكد روبين، أن القوة الناعمة أو الصلبة، لا يمكن لإحداهما أن تستبعد الأخرى، لكنهما أكثر فاعلية جنبًا إلى جنب، مشيرًا إلى أن بايدن في سعيه للحصول على قيادة جديدة لوكالة المخابرات المركزية، لجأ إلى بيل بيرنز، الرجل الذي كان على دراية جيدة به، منذ وجوده في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في منصب نائب الرئيس.

 

تداخل الاختصاصات

وبينما انتقد الباحث المقيم في «أمريكان إنتربرايز»، ذلك الاتجاه، أكد أن مهارات محترفي المخابرات والدبلوماسيين، لا تتقاطع، فيمكن للمهنيين الاستخباريين الإكراه والتهديد، من دون أن تقيِّدهم الدبلوماسية، إلا أنهم ليسوا مؤهلين لمناقشة السياسة الخارجية وصياغتها.

مع ذلك، من الجيد لمؤسسة مثل وكالة المخابرات المركزية، أن تحصل على دماء جديدة ومنظور جديد، من أولئك الذين تم إعدادهم خارج ثقافتها المؤسسية، الذين يمكنهم تحدي الحكمة التقليدية، بينما ينطبق الشيء نفسه على وزارة الخارجية والبنتاغون، بحسب روبين، الذي قال إن المشكلة لا تكمن في الدبلوماسيين وخبراء المخابرات، لكن أيضًا بأعضاء أجهزة المخابرات المتحالفة.

وأكد كاتب المقال، في صحيفة واشنطن إكزامينر، أن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، دبلوماسي محترف ونائب سابق لوزير الخارجية، فضلًا عن كونه طموحًا، إلا أنه يبدو أنه يربك دوره عن قصد، مشيرًا إلى أن الأخير يبدو أنه أقل تكليفًا بتوجيه وكالة المخابرات المركزية من استخدام منصبه، وما يترتب على ذلك من وصول بايدن إلى الرضا عن دوره.

 

بحث عن هوية

وأشار إلى أن بيرنز يبدو أنه يبحث لنفسه عن منصب وزير الخارجية، خلفًا للوزير الحالي أنتوني بلينكين، كما أنه يريد أن يكون في منصب أفضل رجل في فريق «Foggy Bottom»، وهي المنطقة التي تشكل مركزًا حكوميًا وثقافيًا، كونها تضم وزارة الخارجية الأمريكية ومركز كينيدي.

وتابع روبين: في وقت مبكر من فترة ولايته، على سبيل المثال، التقى بيرنز في بغداد، علي شمخاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لتعزيز الدبلوماسية الإيرانية السعودية، وربما أيضًا إدخال نفسه في الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية.

وبينما نفت وكالة المخابرات المركزية عقد اللقاء، إلا أن بيرنز وشمخاني حضرا عمدًا مأدبة عشاء في منزل وزير الخارجية العراقي للتحدث، بحسب روبين الذي أشار إلى أن بيرنز طار إلى مدينة كابل الأفغانية، على خلفية الفوضى التي تكشفت هناك، للقاء عبدالغني بارادار، وهو مسؤول في طالبان ومحاور كبير، خلال عملية السلام بين الولايات المتحدة وطالبان.

لم يقتصر الأمر على زيارة العراق وأفغانستان، بل إن بيرنز زار إسرائيل، والسلطة الوطنية الفلسطينية، والهند، وباكستان، ومصر، ولبنان، من بين العديد من البلدان الأخرى، خلال فترة ولايته القصيرة، ما يجعل من مدير المخابرات المركزية الأكثر سفرًا حتى الآن.

وقال مايكل روبين، إنه نادرًا ما تناقش وكالة المخابرات المركزية أجندة بيرنز الخاصة في كل دولة، إلا أن بعض الدول التي يزروها تكون أقل تحفظًا، فإسرائيل على سبيل المثال، قالت إن بيرنز سعى ليس فقط لمناقشة ملف إيران، بل لإعادة إشراك السلطة الفلسطينية، متسائلًا: هل هذه حقًا وظيفة مدير وكالة المخابرات المركزية؟!

الأمر نفسه، يتكرر مع مناقشة بيرنز مسألة التقارب السعودي الإيراني، في مهمة لا تمت لمنصبه بصلة، بحسب روبين.

وقال روبين إن المشكلة في مفاوضات بيرنز مع طالبان، أنها كشفت أن خبراء وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، غير مدركين  لطبيعة دورهم.

وأشار إلى أن بيرنز لم يكن ليعمل بشكل مستقل، فالرئيس بايدن طلب منه هذه الرحلة.

 

يد إرشادية

وأكد روبين، أن وكالة المخابرات المركزية تلعب دورًا مهمًا، وهي بحاجة إلى يد إرشادية وقائد منسجم مع أعمالها الداخلية، مشيرًا إلى أن بيرنز يضر بالوكالة، في تعامله معها كأنها نقطة انطلاق أو استخدام عباءتها للسفر في مهام أكثر ملاءمة للدبلوماسي، وهو دور ينبغي ألا يلعبه بيرنز في الوقت الحاضر.

وقال روبين: عندما يكون بيرنز على الطريق، في مهمة ليست متجذرة في المخابرات، فإنه يتجاهل بالضرورة المؤسسة التي يقودها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة، قد تكون دفعت ثمناً باهظاً لهذا الغرض.

وقال روبين، نهاية مقاله: على بيرنز أن يظهر أنه ملتزم بالمنصب الذي يخدم فيه الآن، ويجب أن يترك الدبلوماسية لبلينكن.