كاتب أمريكي: الاتفاق النووي مات.. أين خطة بايدن البديلة؟

بحسب الكاتب الأمريكي، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي، أطلع كبار مسؤولي إدارة بايدن، على خطة تل أبيب البديلة، في حال فشل الجهود الأمريكية، في وضع حد لبرنامج إيران النووي.

كاتب أمريكي: الاتفاق النووي مات.. أين خطة بايدن البديلة؟
الاتفاق النووي في فيينا عام 2015

ترجمات – السياق

كشف حجم النشاط الدبلوماسي في واشنطن، خلال الأيام الماضية، أن الاتفاق النووي الإيراني "مات إلى الأبد"، ورغم الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لإحيائه، يبدو أن الوقت ليس في صالح أمريكا، بحسب جوش روجين، الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية.

الكاتب الأمريكي، سلَّط الضوء في مقال بصحيفة واشنطن بوست، على التحركات الدبلوماسية الأمريكية، خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين في واشنطن الأربعاء، بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ووزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

عتبة نووية

وجدد وزير الخارجية الإسرائيلي، عقب اللقاء، تحذيرًا مفاده أن "إيران أصبحت دولة عتبة نووية"، مشيراً إلى أن إيران تعطل المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2016 بينما تسابق للمضي قدمًا في برامجها النووية والصاروخية، وقال إن إسرائيل قد ترد بقوة، لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وبحسب الكاتب الأمريكي، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي، أطلع كبار مسؤولي إدارة بايدن، على خطة تل أبيب البديلة، في حال فشل الجهود الأمريكية، في وضع حد لبرنامج إيران النووي.

بدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عقب لقائه وزير الخارجية الإسرائيلي، التزام إدارة بايدن بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

لكن سوليفان لم يكشف عن أي استراتيجية جديدة -إن وجدت- لدى إدارة بايدن لمواجهة إيران، بحسب الكاتب الأمريكي.

الخيارات الأمريكية

بالمقابل، قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة لواشنطن، إذا قررت طهران عدم العودة إلى التفاوض، بشأن إحياء الاتفاق النووي في فيينا، مضيفاً أن واشنطن مستعدة للتكيف مع ما وصفه بـ "الواقع الجديد" إذا لم تعد طهران إلى الاتفاق.

وأقر مالي -خلال حديثه إلى مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي- بأن الحكومة الإيرانية الجديدة لم تُظهر أي اهتمام لاستئناف محادثات فيينا.

لكن مثل سوليفان وبلينكين، لم يقدِّم مالي أي تفاصيل عن الخيارات الأمريكية الأخرى، حال رفض إيران استئناف التفاوض، ولم يقر بأن محادثات فيينا "ماتت"، وفقاً للكاتب الأمريكي جوش روجين.

وقال إن فريق بايدن يبقي الباب مفتوحًا، بينما يكثِّف الآن التخطيط للفشل المحتمل المتزايد للعملية الدبلوماسية الحالية.

ومنذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، زادت إيران مستويات تخصيب اليورانيوم، وأنشأت أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا، كما أنجزت أعمالًا بشأن معدن اليورانيوم، ووضعت عقبات جديدة أمام وصول المفتشين الدوليين، وفقاً للكاتب.

مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية السابقة، كانت تتفاوض مع الولايات المتحدة عبر وسطاء، ولم تدخل في مفاوضات مباشرة مع إدارة بايدن.

خيار دبلوماسي

وقال الكاتب، إن هناك تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة تواصلت مع الصين، لخفض مشترياتها من النفط الخام الإيراني، بينما تسعى واشنطن لإقناع طهران باستئناف المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وأضاف: "لكن بكين لا تظهر أي بوادر على المضي قدمًا في الطلب الأمريكي".

ومع عدم وجود خيار دبلوماسي واضح، أو أي احتمال حقيقي للعودة إلى استراتيجية قائمة على الضغط، وأن إدارة بايدن ليس لديها أي بدائل جاهزة، فإن إيران تتقدَّم في برنامجها النووي بسرعة، وفقًا للكاتب.

الاستراتيجية الأمريكية

وأشار الكاتب إلى أن فريق بايدن أدرك متأخراً، أن إيران ليست في عجلة من أمرها، للعودة إلى الاتفاق النووي، قائلًا: "يجب على فريق بايدن أن يقرر بسرعة، ومن ثم إعلان خطته لمنع إيران من تكثيف برنامجها النووي"، وأضاف: "على الولايات المتحدة التصرف قبل اكمال إيران، برنامجها النووي، ودخول إسرائيل في مواجهة معها ومن ثم تجر الولايات المتحدة إلى الصراع".

 وأشار الكاتب إلى ضرورة أن تشتمل الاستراتيجية الأمريكية، على تحركات دبلوماسية، وقبول أوروبي، كما تتطلب تعديلات أمنية، وتدابير لتعزيز الردع الإقليمي.

وقال الكاتب: "يأمل المرء أن يدرك النظام الإيراني فجأة، أن التخلي عن طموحاته النووية وإفساده الإقليمي، في مصلحته الخاصة مع العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن الأمل ليس استراتيجية".