فورين بوليسي تكشف أسرار العالم الرقمي لنساء داعش في المخيمات

الأحداث الكارثية في الغرب، ليست بعيدة عن اهتمامات نساء داعش، فغالبًا ما تعيد عضوات الدردشة، اللاتي وصفن بـالمتطرفات نشر أخبار الأحداث الكارثية في الغرب، مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا، إذ تجد تعليقات تعبِّر عن السعادة، طريقها إلى تلك الأخبار.

فورين بوليسي تكشف أسرار العالم الرقمي لنساء داعش في المخيمات

ترجمات - السياق

نشرت مجلة فورين بوليسي تحقيقًا عن العالم الرقمي لنساء «داعش» في مخيمات الاعتقال السورية، وأهم الموضوعات التي يناقشنها، في محادثاتهن عبر الإنترنت، فضلاً عن القضايا التي تثير انقسامًا شديدًا بينهن.

فمن بيع الطعام والخيام والملابس والأدوية، مرورًا بالحيوانات الأليفة ونشر الأخبار عن الأحداث الكارثية في الغرب، إلى القضايا الاقتصادية والموضوعات الدينية، كانت تتركز المحادثات بين نساء «داعش» في المخيمات، رغم أن الهواتف المحمولة محظورة عليهن، بل إن العقوبة على وجودها مشدَّدة.

 

محادثات تليغرام

وقالت «فورين بوليسي»، إنه لا توجد مصادر كثيرة لفهم بقايا نساء «داعش» في سوريا، إلا أن أبرز المتوفر حاليًا هي محادثاتهن على تطبيق تليغرام، التي تتميَّز بأن أغلبها تكون باللغة الروسية، مشيرة إلى أنهن أنشأن مجموعة تضم أكثر من 400 عضو، تشارك 200 منهن مشاركات يومية عليها، إلا أنه لدخولها، يجب أن يوصي أحد الأعضاء الحاليين.

وأوضحت المجلة أن نساء «داعش» لا يستخدمن في الدردشات أسماءهن الحقيقية، إلا أنهن يستخدمن أسماء ذات خلفيات إسلامية، مثل: أم يوسف وسمية أوزبكي (سمية من أوزبكستان) إلى ألقاب مستوحاة من تنظيم داعش، مثل «مهاجرة»، و"سجين في الدنيا".

 

قضايا رئيسة

وأشارت إلى أنه نظرًا لأن النساء يعشن الآن، في معسكرات الاعتقال هذه منذ أكثر من عامين، فإن القضايا الرئيسة التي نوقشت عبر الإنترنت عادية، مثل بيع الطعام والخيام والملابس والمجوهرات والأدوية، وحتى الحيوانات شائعة جدًا.

وتابعت: نظرًا لأن العديد من النساء يربين حيوانات أليفة، هناك الكثير من الرسائل المتعلِّقة بتربية الأرانب (رسائل مثل من لديه أرنب ذكر ذو لون مثير... أود استعارته ليوم واحد للتكاثر)، إضافة إلى عمليات البحث اليائسة، عن القطط المفقودة والمسروقة، فضلاً عن أسئلة أخرى عن البستنة، بعد أن تمكنت امرأة منهن هذا الصيف، من زراعة بطيخ من بذرة، فهنأها أخريات بعد أن شاركت صوره.

وبحثًا عن طرق لكسب المال في المخيمات، فتحت نساء عدة أعمالًا، واستخدمن مساحات عبر الإنترنت للإعلان، بحسب «فورين بوليسي»، التي قالت إن سيدات يعلن عن فصول للأطفال، وتحويل الأموال بشكل غير قانوني، وخدمات غسل الملابس، واستئجار أحواض السباحة للأطفال، ودروس الأيروبيك (تحظى بشعبية كبيرة في المعسكرات) وحتى دروس كيجل.

 

الموضوعات الدينية

ورغم أن أغلبية المنشورات تتناول قضايا اقتصادية، فإنه من الصعب تجنُّب الموضوعات الدينية، حتى في هذا السياق على سبيل المثال، فعادةً ما تكون المناقشات الأكثر سخونة عن الأسعار، لا سيما الحاجات الأساسية مثل الطعام والخيام ومواقد الطهي.

وغالبًا ما يتم اتهام البائعين، بوضع أسعار مرتفعة للغاية، وعدم اتباع الإسلام بالتضييق عليهن، بينما تدافع أخريات عن التجارة الحرة، واختيار البائع لتحديد السعر بناءً على الطلب.

 

فضائح الفساد

وتقول «فورين بوليسي»، إن منشورات فضائح الفساد ليست نادرة هي الأخرى، فقيادات «داعش» وأنصار التنظيم في الخارج، يرسلون أموالاً عبر عدد قليل من النساء في المخيم، إلا أن المسؤولات عن توزيع الأموال، غالباً ما يُتهمن بسحبها بدلاً من ذلك، وإهمال النساء الأكثر احتياجاً.

على الجانب الآخر، غالبًا ما تستخدم الدردشات للأمان، فعلى سبيل المثال، يمكن للنساء إخبار بعضهن بمكان وجود حراس المخيم حاليًا، حتى يتمكن مَنْ حولهن من إخفاء هواتفهن.

 

مشكلة الجريمة

ومع مرور الوقت في معسكر الاحتجاز ونفاد الأموال، أصبحت الجريمة مشكلة ملحة أيضًا، فعصابات الأولاد الصغار بدأت سرقة الخيام ليلاً، وأصبحت موضوعًا للنقاش عبر الإنترنت، بحسب «فورين بوليسي»، التي أشارت إلى أن هناك نساء يهدِّدن اللصوص عبر الإنترنت، قائلين إنهن سيطلبن من الله أن يعاقبهن.

وأشارت إلى أنه، بينما يحاول آخرون الإمساك بالأطفال بأنفسهن، أو على الأقل تنظيم حارس لحماية ممتلكاتهن، فإن المناقشات تتركز على ما يمكن فِعله مع مَنْ يمسك بهم.

ورغم ما يتعرَّضن له من سرقة، فإن أكثر سكان المخيم يبدين قلقًا أكثر، من أن الأولاد الذين يسرقون الخيام، قد يرونهم ينامون من دون حجاب ولا نقاب، ما دفعهن إلى نصيحة النساء بالنوم بغطاء كامل.

 

الأحداث الكارثية

الأحداث الكارثية في الغرب، ليست بعيدة عن اهتمامات نساء «داعش»، فغالبًا ما تعيد عضوات الدردشة، اللاتي وصفن بـ«المتطرفات» نشر أخبار الأحداث الكارثية في الغرب، مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا، إذ تجد تعليقات تعبِّر عن السعادة، طريقها إلى تلك الأخبار.

ورغم أن الدردشات مخصَّصة للناطقات بالروسية، فإن الأخبار من فرنسا الأكثر شعبية عبر تلك المحادثات، التي كان أبرزها قطع رأس مدرس هناك، على يد مهاجر شيشاني، في حادث افتخر به سكان المخيم.

 

إرشادات دينية

وغالبًا ما ينشر نساء المخيم أيضًا إرشادات دينية، تتراوح بين كيفية تربية الأطفال وأهمية الجهاد، لكن غالبًا ما يتم تجاهلها أو مقابلتها من خلال شكاوى من النساء، يجادلن بأن السلاسل تجعل الدردشة أقل فائدة.

وتقول «فورين بوليسي»، إن المؤيدين لتنظيم داعش والمناهضين له، يحاولون أن يظلوا مهذبين في المحادثات، مدركين أنه من خلال العيش بجوار بعضهم، يجب عليهم التعاون رغم خلافاتهم، إلا أن الانقسامات تتطلَّب شرارة واحدة فقط لتخرج إلى العلن.

 

الأكثر خطورة

تتضمَّن مواضيع الدردشة الأكثر خطورة، الملابس المقبولة للنساء في المخيم، والأنواع المسموح بها من التفاعل مع العُمّال في المعسكر، والآراء في إمكانية الإعادة إلى الوطن، وما إذا كانت شخصيات معينة من «داعش» مسلمة أم لا، فإذا تم التطرُّق إلى هذه المواضيع، تتفكَّك الدردشات على الفور، وتبدأ كل منهن الهجوم على الأخرى.

 

الموضوعات المتطرفة

تظهر سنوات من التواصل عبر الإنترنت، من أعضاء «داعش» المسجونين أنه مع مرور الوقت، تصبح النساء أقل اهتمامًا بالموضوعات المتطرفة، وأكثر اهتمامًا بالقضايا اليومية، حتى الأطفال الذين يرشقون حراس المعسكر بالحجارة، يواجهون الآن انتقادات أكثر من الدعم.

قد يكون هذا هو الحال، إما لأن النساء الأكثر تطرفًا تمت إعادتهن بالفِعل (أو تمكن من الفرار) أو ببساطة، لأن النساء في المخيم يدركن أن التطرف لا يمكن أن يستمر، في مثل هذه الأماكن القريبة.