الغارديان: زواج نساء داعش الافتراضي... وسيلة للهروب من مخيم الهول
بالنسبة لنساء المخيم، فالزواج وسيلة لتأمين دخل، يمكن أن يجعل الحياة في مخيم الهول بسوريا أكثر احتمالاً، فالأموال تستخدم في الضرورات اليومية، مثل الحفاضات والغذاء والدواء ورصيد الهاتف ودفع المزيد.

ترجمات - السياق
«الزواج.. حتى لو كان افتراضيًا»، وسيلة نساء على صلات بتنظيم «داعش» الإرهابي، للتحرُّر من احتجازهن في مخيم الهول، المترامي الأطراف في سوريا.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن نساء المخيم ، يلجأن إلى الزواج، للهروب أو لتأمين دخل، يمكن أن يجعل الحياة في المخيم أكثر سهولة.
عروض زواج
أشارت الصحيفة، إلى أن مئات الأجنبيات اللاتي بالمخيم، تزوجن رجالًا قابلنهم عبر الإنترنت، مؤكدة تهريب مئات، باستخدام الرشاوى التي قدَّمها أزواجهن الجدد.
وتقول امرأة من روسيا، مقيمة في المخيم: «كل يوم يراسلني رجل يسألني عمّا إذا كنت أبحث عن زوج... لقد تزوج كل مَنْ حولي"، كاشفة عن تلقيها عروضًا للزواج عبر الإنترنت.
لكن لماذا يقبل الرجال على الارتباط بنساء «داعشيات»؟ ومَنْ هم؟ وهل يمكن الفرار من المخيم؟ وكيف؟
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، إنه بالنسبة للرجال، فالزواج وسيلة لرفع مكانتهم الاجتماعية ومساعدة المحتاجين، مشيرة إلى أن معظم الأزواج المحتملين، رغم أنهم يعيشون في أوروبا الغربية، حيث يتمتعون بحياة ميسورة نسبيًا، فإن لديهم جذورًا في البلدان المسلمة.
أما بالنسبة لنساء المخيم، فالزواج وسيلة لتأمين دخل، يمكن أن يجعل الحياة في مخيم الهول بسوريا أكثر احتمالاً، فالأموال تستخدم في الضرورات اليومية، مثل الحفاضات والغذاء والدواء ورصيد الهاتف ودفع المزيد.
«هل يمكنني العثور على زوجة من المخيم ملتزمة بالدين... يمكنني إخراجها بصرف النظر عن التكلفة»، يقول أحد المنشورات من بين عشرت أخرى مشابهة باللغة العربية، كتبت على مجموعة في «فيسبوك» صديقة لـ«داعش» تتعلَّق بالمخيم.
ذكرت «الغارديان»، أنه لا توجد تقديرات رسمية لعدد النساء اللاتي استطعن مغادرة مخيم الهول بهذه الطريقة، إلا أنها قالت إنه عندما وصلت العائلات التابعة لـ«داعش» لأول مرة إلى المخيم قبل عامين، لم تكن هناك مساحة كافية، وكان عليها القتال من أجل الخيام والموارد، بينما الآن هناك بعض الأماكن فارغة.
وليس من الواضح أين معظم النساء الهاربات الآن، لكن امرأة واحدة تحدَّثت إليها الصحيفةـ تعيش الآن مع زوجها الجديد، في الاتحاد السوفييتي السابق.
كيف تعمل؟
الزيجات تتم عادة عبر الهاتف، فليس من الضروري أن تكون المرأة في المكالمة التي يقول فيها شيخ وسيط بضع آيات، ثم يلفظ العريس كولي جديد لها، تتلقى العروس بعدها نقودًا أو هاتفًا محمولًا جديدًا كمهر.
ورغم أن بعض تلك النساء، ما زال أزواجهن الحقيقيون على قيد الحياة في سجون سوريا، فإنهن يزعمن أنهن أحرار في الزواج، لأنهن لم يعد بإمكانهن التأكد من أن أزواجهن «مسلمون» بعد الآن.
وتقول «الغارديان» البريطانية، إنه إذا لم يفِ الزوج الجديد بوعوده، فإن البعض على استعداد للزواج أكثر من مرة.
وقالت امرأة في المخيم: «وعد زوجي السابق بمساعدتي، لكنه قال بعد ذلك إنه يعاني مشكلات في وظيفته، أو ربما كان يخشى فقط إرسال الأموال والاعتقال، لذا انفصلت عنه»، مضيفة: «قابلت رجلاً آخر عبر الإنترنت الآن، وأنا أفكر في الزواج، لكنه شاب، لذلك لست متأكدة من أنه سيكون قادرًا على دعمي أنا وأولادي».
طريقة العثور على زوج
يتبع كل «زواج» النمط المتمثل نفسه، في إنشاء إحدى النساء بالمخيم، صفحة ملف شخصي على «فيسبوك» أو «إنستغرام» وتنشر صورًا للأسود وغيرها من الأيقونات المرتبطة بداعش، وتدعو المجتمع الإسلامي لإنقاذها.
يمكن للمحتوى أو المحادثات «المتطرفة» بشكل صريح مع الأزواج المحتملين الانتقال إلى «تليجرام»، وهو تطبيق مشفَّـر، حيث يكون من الصعب اكتشاف النشاط الإرهابي، بحسب «تليجراف».
يرسل الأزواج الأموال مباشرة إلى تركيا، عن طريق التحويل البنكي العادي، أو إذا كانوا يخشون أن يتم اكتشافهم، فإنهم يرسلون الأموال إلى بلد آخر: من الدول الغربية، عادة من البلقان أو أوكرانيا. ومن هناك تذهب الأموال إلى تركيا، حيث تعبر الحدود نقدًا، أو يتم إرسالها عن طريق الحوالة مباشرة إلى سوريا.
طريقة الهروب
الجزء الصعب، في العلاقة الافتراضية، هو ممارستها على أرض الواقع، فالخروج من مخيم الهول، يمكن أن يكلف ما يصل إلى 15 ألف دولار، اعتمادًا على الجنسية وعدد الأطفال المتورِّطين وطريقة التهريب التي يمكن تحمُّلها.
وعادة ما يتم تنظيم عمليات الهروب، من سماسرة في إدلب، آخر منطقة في سوريا لا تزال خارج سيطرة الرئيس بشار الأسد، ويتم ترتيب العمليات على أسس عِرقية ولغوية: فالوسيط الناطق باللغة الروسية، على سبيل المثال، عادة ما يتعامل فقط مع المتحدِّثين الآخرين بالروسية.
أغلى وسيلة للخروج هي السيارة الخاصة، حيث يتم رشوة نقاط التفتيش التابعة لقوات مهمتها تأمين المخيم، حتى الوصول إلى منزل آمن في إدلب.
يينما الطريقة الأفضل، هي الاختباء في صهاريج المياه، أو الحافلات أو المركبات الأخرى التي تدخل المخيم، بمعرفة السائق، وتمثِّـل الخيار الأرخص في الخروج بعد سداد رواتب الحراس، أو الهرب أثناء الليل.
وترفض حكومات عدة، بما في ذلك المملكة المتحدة، إعادة 9 آلاف من الرعايا الأجانب وأطفالهم، الذين يعيشون في المخيم، وتدرك نساء كثيرات، أنهن قد يواجهن السجن في المنزل، لذا فإن البديل هو جمع أموال كافية، لرشوة الحراس والمغادرة تحت سيطرتهم.
طريقة إرسال الأموال
يرسل أنصار «داعش» في جميع أنحاء العالم، وعائلات السكان، الأموال اللازمة للضرورات اليومية، التي تصل إلى واحدة من اثنتين من خدمات الحوالة، أو خدمات التحويل البنكي غير الرسمية، في المخيم.
وبالنسبة للعديد من العائلات، فإن الأولوية هي الأولاد، الذين بمجرَّد وصولهم إلى سن البلوغ، من المفترض أن يتم إرسالهم إلى «مراكز إزالة التطرف»، إلا أن الأمهات يلجأن لرشوة الحراس من أموال أزاوجهن الجدد، من أجل إخراج أبنائهم من المخيم.