مزاعم اغتصاب تعيد إحياء حركة MeToo في الصين
يُعَدُّ -وو- من أبرز المشاهير، الذين يواجهون اتهامات جنائية، منذ أن ترسَّخت حركة MeToo العالمية في الصين عام 2018، إلا أنه نفى كل الاتهامات.

ترجمات - السياق
أدى تصاعد الغضب العام، بسبب قضيتي اعتداء جنسي بارزتين في الصين، إلى تنشيط الجهود التي تبذلها حركة MeToo التي تكافح للتصدي للتمييز والتحرُّش، على نطاق واسع.
لكن ناشطات في مجال حقوق المرأة، حذرن من أن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، ظل حذرًا من النشاط النسوي الجماهيري، الذي لا يزال يعاني الرقابة والهجمات القومية، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وفقًا للصحيفة، فإن شرطة بكين، اعتقلت كريس وو، نجم البوب الكندي الصيني الشهير، بعد أن اتهمته مراهقة تدعى دو ميزو، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عامًا، باغتصابها وإغراء قاصرات أخريات.
وقالت الفتاة، إن كريس استدرجها إلى منزله، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، وأجبرها على تعاطي الكحول، وإقامة علاقة جنسية معه، بعد أن فقدت الوعي.
يُعَدُّ (وو) من أبرز المشاهير، الذين يواجهون اتهامات جنائية، منذ أن ترسَّخت حركة MeToo العالمية في الصين عام 2018، إلا أنه نفى كل الاتهامات.
يذكر أن "مي تو أو أنا أيضًا"، وهي حركة نسائية اجتماعية مناهضة للتحرُّش والعنف الجنسي ضد النساء، فضحت منذ انطلاقتها عشرات المتهمين بالاعتداء والتحرُّش الجنسي، في الترفيه والسياسة والأعمال، واضطرت عشرات الشخصيات البارزة، إلى ترك العمل، أو الإقالة من مناصب رفيعة.
وفي هذا الشهر أيضًا، اتهمت موظفة في مجموعة (علي بابا) مديرها بالاعتداء عليها جنسيًا، بعد الضغط عليها للشرب خلال رحلة عمل، واعتقلت الشرطة رجلين نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية هذا الاتهام.
إحياء الحركة والحوكمة
ذكرت "فايننشال تايمز" في تقريرها، أن رد فِعل الشرطة على الاتهامين العلنيين، بعث الأمل في حركة MeToo الصينية، خصوصًا مع اعتبار النشطاء، أن إجراءات إنفاذ القانون في هذه الحالات، يعني تسامحًا أكبر لقضيتهم من قِبَلِ الحزب الشيوعي الحاكم.
وقالت الناشطة النسوية شيونغ جينغ ، وهي صاحبة شركة تتخذ من الصين مقراً لها:"نعرف جميعًا الحملة على الحركات المدنية في الصين، لذلك لا نريد أن تصبح هذه الأنواع من القضايا، ذريعة للحكومة لتعزيز سُلطتها ومعاقبة شركات أو صناعات معينة"، مضيفة: "هذا هو قلقي، لكن ليس هناك الكثير مما يمكننا فِعله حيال ذلك."
يتجلى هذا الخوف بشكل خاص، في قطاعي الترفيه والتكنولوجيا، وكلاهما يواجه ضغوطًا لـ "تصحيح" السلوك الذي يعده الحزب الحاكم ضارًا برؤيته لمجتمع صحي ومستقر.
وأمام ذلك، توضح "فايننشال تايمز" أن وسائل الإعلام الحكومية الصينية تجنَّبت حقوق المرأة، في تعليقاتها على المزاعم ضد وو ومدير علي بابا، الذي قالت الشركة إنه تم فصله منذ ذلك الحين.
فقد وصفت "بيبولز ديلي" وهي الصحيفة الرسمية للحزب الحاكم في الصين، فضيحة علي بابا، بأنها واحدة من حوكمة الشركات، إذ شدَّدت على ضرورة الكشف عن الثقافة التي يدافع عنها النشاط التجاري ويؤسِّسها".
أما في حالة "وو" فقد استهدفت صحيفة الحزب ثقافة المعجبين المهووسين وسوء سلوك المشاهير، وقالت: "إذا استخدمت الشهرة لتنغمس في الرغبات الأنانية، فإن النتيجة النهائية ستكون تدمير الذات".
حماية قانونية أقوى للنساء
لم تنكر الصينيات أن تغيير ثقافة مكان العمل، التي يهيمن عليها الذكور ونرجسية المشاهير في صناعة الترفيه، كانت خطوات مهمة نحو مكافحة التحرُّش والاعتداء، لكنهم يأملن الحصول على اعتراف رسمي أوسع بالتمييز بين الجنسين والتحرُّش الجنسي، فضلاً عن حماية قانونية أقوى للنساء اللائي يتحدَّثن للعلن عن حالات التحرُّش.
ونقلت الصحفيين عن نشطاء قولهم: إن إجراءات الشرطة ضد "وو والمدير السابق لشركة علي بابا" يمكن أن تكون حاسمة، لزيادة الوعي بالتحرُّش الجنسي والاعتداء، لأنها تشير إلى أدلة قوية تدعم تلك الادعاءات.
وقالت الناشطة شيونغ جينغ: "هذه حالات خاصة جدًا، لأن العديد من حالات MeToo في الصين، كانت تعتمد على تذكر الأحداث منذ سنوات عدة".
ففي عام 2018، استحوذت سلسلة متتابعة من ادِّعاءات MeToo بشأن التحرُّش الجنسي، في الجامعات والمنظمات غير الربحية ووسائل الإعلام، على اهتمام الرأي العام، لكن الحركة تلاشت من اهتمامات العوام، بعد رقابة واسعة النطاق، وهجمات عبر الإنترنت على ناشطات، وتعطل التقدُّم في القضايا البارزة.
فقد توقفت دعوى تحرُّش جنسي بارزة ضد تشو جون (Zhu Jun)، أحد أبرز مذيعي التلفزيون الحكومي في الصين، في ديسمبر الماضي، بعد أن رفض مواجهة التهم في المحكمة، ونفى كل الاتهامات.
فشل التشهير
وبينما يحذِّر المسؤولون MeToo في الصين، من أن خسارتهم لقضايا التحرُّش والاغتصاب، تعني صمت المزيد من النساء اللاتي يتعرَّضن للتحرُّش لسنوات، فإن التشهير والرقابة على الإنترنت، لم يُظهرا أي علامة على استسلام المتهمين بالتحرُّش، إذ أعلنت مدونة حقوق عمالة نسائية صينية، على تطبيق WeChat تسمى Pepper Tribe أنها ستغلق، وهي خطوة قال المؤيدون، إنها تعكس تقلُّص تسامح الحزب الحاكم، مع نشاط الحركة.