السعودية تدخل عصر صناعة السيارات الخارقة... إبرام صفقة مع باجاني الإيطالية
على مدى 20 عامًا منذ إطلاق طرازها الأول، ابتكرت شركة باجاني سيارات خارقة مستوحاة من نهج عدم المساومة، والسعي المستمر إلى التميُّـز من وِجهة نظر تكنولوجية وفنية.

ترجمات - السياق
قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية، إن صندوق الاستثمارات العامة (الثروة السيادي السعودي) وافق على شراء حصة أقلية، في شركة صناعة السيارات الإيطالية الخارقة هوراسيو باجاني، مشيرة إلى أن الخطوة السعودية، أحدث مؤشر على أن المملكة -الغنية بالنفط- مهتمة بشكل متزايد بصناعة السيارات.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الاستثمار من قبل صندوق الاستثمارات العامة، جزء من شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الشركة الإيطالية، مشيرة إلى أن عائلة باجاني، ستحتفظ بالسيطرة على الشركة، مع انضمام صندوق الاستثمارات العامة، إلى مساهمي الأقلية الإيطاليين، نيكولا فولبي وإيميليو بتروني.
وبحسب مصدر مطلع على الاتفاقية، رفض ذكر اسمه، فإن صندوق الاستثمارات العامة سيحصل على 30% من هوراسيو باجاني.
وبينما لم تكشف «بلومبيرغ» عن تفاصيل الصفقة، أشار بيان للشركة، عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن الاتفاقية جزء من استراتيجية النمو المستمرة، التي بدأت في السنوات الأخيرة، لمواصلة الابتكار في سوق السيارات الخارقة، وفي الوقت نفسه، استكشاف فرص نمو جديدة، في قطاع نمط الحياة، من خلال إطلاق «باجاني آرتي».
وقالت الشركة، إن الاتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة السعودية، تنص على استثمار طويل الأجل، مشيرة إلى أن الأخير سيصبح مساهمًا أقلية في الشركة، عند إتمام الصفقة التي تظل خاضعة للشروط العرفية.
وأكدت الشركة، أن الاتفاقية السعودية تتماشى مع خطتها، من خلال الاستثمار في شراكات مع شركات دولية قوية.
خطة استراتيجية
وعلى مدى 20 عامًا منذ إطلاق طرازها الأول، ابتكرت «باجاني» سيارات خارقة مستوحاة من نهج عدم المساومة، والسعي المستمر إلى التميُّـز من وِجهة نظر تكنولوجية وفنية.
وكشركة رائدة باستخدام المركبات في سوق السيارات الخارقة، وسَّعت «باجاني» كفاءاتها لتشمل المواد الأكثر تطورًا، مثل السبائك المعدنية الحديثة، ما طوَّر خبرة هندسية من الدرجة الأولى، مكنت الشركة من تصميم سياراتها الفائقة، المتجانسة على المستوى العالمي.
ومن خلال استراتيجيتها التطلعية، وإطلاق نماذج جديدة، والجهود المستمرة لتوسيع وتعزيز شبكتها التجارية، بنت «باجاني» نموذج أعمال مرنًا للغاية، يظل قويًا أيضًا خلال فترات الاقتصاد الكلي الصعبة، مثل الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وتفشي جائحة كورونا، بحسب بيان الشركة.
وتقر الصفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة، على حصة أقلية في باجاني، لينضم إلى مساهمي الأقلية الحاليين، نيكولا فولبي وإميليو بتروني، وستحتفظ عائلة باجاني بالسيطرة على الشركة، بصفتها المساهم الأكبر، في الوقت نفسه، سيحتفظ هوراسيو باجاني، المؤسس والرئيس التنفيذي ومدير التصميم، بمنصب قيادي ودور محوري في الشركة.
العمل الجماعي
وقال هوراسيو باجاني، عبر موقع الشركة الإلكتروني: «منذ تأسيسها، تمتَّعت باجاني بشراكات مع أفضل اللاعبين في فئتها»، مؤكدًا أنه لا يمكن الوصول إلى التميُّـز إلا من خلال العمل الجماعي، وهو ما أثبتته الشراكات الطويلة الأمد مع شركائها في مجال التكنولوجيا، القادة الواضحين في قطاعاتهم المرجعية، التي ستستمر في لعب دور مهم في مستقبل باجاني.
وعبَّـر المسؤول في الشركة، عن فخره بالإعلان عن شراكة مهمة مع صندوق الاستثمارات العامة، وهي خطوة أساسية في استراتيجية النمو طويلة الأجل، التي تخطط لاستثمارات كبيرة، لضمان استمرار السيارات الخارقة للشركة، بصرف النظر عن تقنية توليد القوة الخاصة بها.
ووصف الرئيس التنفيذي، رئيس مجلس إدارة شركة باجاني، صندوق الاستثمارات العامة بأنه «الشريك المثالي لمواصلة وضع علامة تجارية مميزة في قطاع سيارات الهايبر كارز، وكذلك لدعمها استراتيجية التوسع في قطاع نمط الحياة».
باجاني
«باجاني»، التي يقع مقرها بالقرب من مودينا شمالي إيطاليا، أسسها رجل الأعمال الإيطالي الأرجنتيني هوراسيو باجاني، عام 1992، وهي اليوم من العلامات التجارية الأكثر تميُّــزًا في العالم للسيارات الخارقة.
وقال بيان الشركة: "باجاني مستوحاة من مبادئ عصر النهضة، التي وضعها ليوناردو دافنشي، العبقري الإيطالي العالمي، الذي ذكر أن الفن والعلم يمكنهما السير معًا جنبًا إلى جنب".
وأشارت إلى أن الشركة، التي اتخذت الشعار السالف معيارًا لها، تجمع بين أعلى المعايير التكنولوجية والجمالية والحرفية الفريدة وأفضل الدراية التكنولوجية في فئتها.
وعمل بنك "يو بي إس" للاستثمار مستشارًا ماليًا لـ«باجاني» في فريق بقيادة رئيس الدولة لإيطاليا ريكاردو مولوني. وعمل ويذرز ستوديو ليجال مستشارًا قانونيًا للمساهمين البائعين، وعمل روتشيلد وشركاه و«Freshfields Bruckhaus Deringer» مستشارين ماليين وقانونيين لصندوق الاستثمارات العامة.
ويُعَدُّ صندوق الاستثمارات العامة، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية، وأكثرها تأثيرًا في العالم، وهو المحرِّك الاقتصادي لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويقود تنويع اقتصادها.
وكانت «بلومبيرغ نيوز» أفادت بأن صندوق الاستثمارات العامة عيَّـن مستشارين بما في ذلك مجموعة بوسطن الاستشارية، لاستكشاف إنشاء شركة محلية لصناعة السيارات الكهربائية، مشيرة إلى أن الصندوق كان نشطًا في مجال السيارات الكهربائية منذ سنوات، حيث استحوذ على حصة صغيرة في شركة «Tesla Inc»، عام 2018 واستثمر في «Lucid Group Inc».
صندوق الاستثمارات العامة
صندوق الاستثمارات العامة، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية وأكثرها تأثيرًا في العالم، حيث يقود التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مع المساعدة في تشكيل الاقتصاد العالمي.
ويخطط الصندوق لمحفظة عالمية المستوى، من خلال الاستثمارات في فرص جذابة وطويلة الأجل، عبر مختلف الصناعات وفئات الأصول على المستوى الدولي، مع فتح قطاعات جديدة في المنزل.
ويعمل صندوق الاستثمارات العامة، مع شركاء استراتيجيين عالميين ومديري استثمار مشهورين، كذراع استثمارية للمملكة العربية السعودية، ويهدف إلى تحقيق قيمة طويلة الأجل بما يتماشى مع رؤية 2030.