هل يعترف الغرب بحُكم طالبان في أفغانستان؟
تصر حكومات مجموعة السبع، على عدم وجود طلب رسمي -حتى الآن- للاعتراف بقبضة طالبان على أفغانستان

ترجمات – السياق
تعتقد حكومة الولايات المتحدة، أن "طالبان" تريد اعترافًا دوليًا، لكن الرسالة، من واشنطن والحكومات الديمقراطية الأخرى هي: نحن لا نثق بكم، لذا أظهروا لنا أنكم تستحقون ذلك.
وبينما تصر حكومات مجموعة السبع، على عدم وجود طلب رسمي -حتى الآن- للاعتراف بقبضة "طالبان" على أفغانستان، فإن المحادثات الأولية جارية، التي تركز على ضمان عدم اعتراف الحلفاء والدول المجاورة، بما في ذلك باكستان، بالاعتراف الثنائي بالجماعة المتمرِّدة، بحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين -في بيان- إنه ونظراءه في مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي "اتفقوا على أن علاقة المجتمع الدولي مع "طالبان"، ستعتمد على أفعالها، وليس أقوالها".
إلى ذلك، دعا وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي -في بيان- بعد اجتماع لهم الجمعة الماضية "جميع الأطراف في أفغانستان، إلى العمل بحُسن نية، لتشكيل حكومة شاملة تمثِّل جميع الأطياف، بما في ذلك المشاركة الفعالة للنساء والأقليات".
وأضاف البيان: "في ظِل الظروف الحالية، علَّق الناتو جميع أنواع الدعم للسُّلطات الأفغانية".
وذكرت "بوليتيكو" -في تقرير- أن هذا القرار يأتي في أعقاب منع صندوق النقد الدولي، الإفراج عن 450 مليون دولار، من الأموال التي كان من المقرَّر إرسالها إلى أفغانستان، الأسبوع المقبل.
من جانبه، أخبر رئيس وزراء المملكة المتحدة، بوريس جونسون، البرلمان البريطاني هذا الأسبوع، بأن الحلفاء وباكستان متفقون على أنه "سيكون من الخطأ أن تعترف أي دولة، بأي نظام جديد في كابل، قبل الأوان، أو بشكل ثنائي".
الالتزامات الدولية أولًا
وأوضحت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في مقابلة مع "بوليتيكو" أن الولايات المتحدة "لن تعترف بحكومة بقيادة طالبان، لا تفي بالالتزامات الدولية ومعايير حقوق الإنسان"، ووعدت "بمراقبة أفعالهم، قبل اتخاذ أي قرار بالاعتراف بحكومة هم جزء منها"، وأضافت أنها تتوقَّع "مناقشة مكثَّفة مع حلفائنا، لقضية الاعتراف بحكومة طالبان".
من جانبه، أخبر جونسون، مجلس العموم البريطاني، بأن "الدول التي تهتم بمستقبل أفغانستان، يجب أن تعمل من أجل إيجاد ظروف مشتركة لسلوك النظام الجديد قبل أن تقرِّر -معًا- ما إذا كانت ستعترف به وبأي شروط".
في الوقت الحالي، تشعر توماس جرينفيلد، بالرضا عن اتباع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخمسة عشر، نهج الانتظار والترقُّب لأداء طالبان.
وبينما تواصل الصين وروسيا تشغيل السفارتين في كابل، فإن بيان مجلس الأمن، شديد اللهجة، الذي وافقت عليه موسكو وبكين، يدعو إلى "مشاركة كاملة ومتساوية وذات مغزى للمرأة" في أي حكومة أفغانية جديدة.
وحثَّ البيان، طالبان على السماح بالمساعدات الإنسانية، والوفاء بالالتزامات الدولية، مع ضمان "عدم استخدام أراضي أفغانستان لتهديد أو مهاجمة أي دولة"، إذ تهدِّد المخاوف الإنسانية العاجلة، بأن تتقاطع مع المناقشات الدقيقة للاعتراف الرسمي بالحكومة الجديدة.
دور أممي
وتريد توماس جرينفيلد، ضمان "استمرار الأمم المتحدة في المشاركة النشطة داخل أفغانستان"، إذ حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن 18 مليون شخص -نِصف السكان- بحاجة إلى المساعدة، بما في ذلك الغذاء.
وقال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي: إن الاتحاد "يتعين عليه التحدُّث مع طالبان، من أجل الدخول في حوار، في أقرب وقت ممكن، لمنع كارثة إنسانية وهجرة كبيرة محتملة".
إلى ذلك قالت توماس جرينفيلد لصحيفة بوليتيكو: إن الحلفاء لديهم الوقت لوضع استراتيجية، وقللوا من أهمية الاقتراحات، بأن طالبان ستكون جاهزة ومهتمة، بالتقدُّم بطلب للحصول على اعتماد الأمم المتحدة، في الوقت المناسب، لأسبوع قادة الجمعية العامة السنوي، المقرَّر من 20-26 سبتمبر.
وأضافت: "لا أتخيل أن ذلك سيحدث، بحلول منتصف سبتمبر، لأنهم لم يشكلوا الحكومة حتى الآن، ولست متأكدة حتى من أنهم سيرغبون في أن يكونوا على المسرح الدولي بهذه السرعة ".
ماذا تريد طالبان؟
وذكر التقرير، أنه في حين أن طالبان قد لا تكون مستعدة، لإعلان فريق من الدبلوماسيين يمثلها دوليًا، إلا أن توماس جرينفيلد متأكدة من أنهم متعطشون للفت الانتباه، وقالت: "أنا أعلم أنهم يريدون الاعتراف، وإذا كانوا يريدون ذلك، يتعين عليهم الالتزام بالمعايير الدولية التي نعيش بها جميعًا."
وأبدت جرينفيلد، دعمها إلى غلام إيزاكزاي، سفير الحكومة الأفغانية المنتخبة لدى الأمم المتحدة، الذي لا يزال في منصبه، لكن مستقبله مازال غامضًا، وقالت: "كنا نتواصل مع بعضنا اليوم وأنا أؤيده بشدة".
من جانبه، قال محمد أشرف حيدري، السفير الأفغاني في سريلانكا، للتلفزيون الهندي: "لم يتم الاعتراف بطالبان، إنهم لا شك بعيدون عن الاعتراف الدولي"، وأصر على أنه ليس لديه أي خطط للتخلي عن دوره أو إقامته.
ونقل التقرير، عن الدبلوماسيين الأفغان في واشنطن العاصمة قولهم، إنهم سيستمرون في خدمة الحكومة المنتخبة، والمساعدة في إخراج الأفغان من البلاد، حسب الحاجة.
أيضًا يعاني القطاع الخاص والمنظمات غير الربحية، في التعامل مع طالبان، إذ ستحتاج شركات التكنولوجيا، إلى أن تقرِّر ما إذا كانت ستسمح لطالبان، بالاستيلاء على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للحكومة الأفغانية، أو التحقُّق من حسابات قادتها، وكيفية معالجة اتصالات النظام، على منصات مشفرة مثل واتساب.